نجوم المونديال (20)| الأسطورة يوهان كرويف.. ابن البقال الذي صنع مجد الكرة الهولندية

الفجر الرياضي



 

"نجوم المونديال" زاوية يقدمها "الفجر الرياضي" وتستمر حتى انطلاق بطولة كأس العالم "روسيا 2018"، و يُلقي من خلالها الضوء على مسيرة أحد نجوم المونديال الذين حققوا إنجازات عظيمة سواء على المستوى الشخصي أو لمنتخبات بلادهم خلال تاريخ البطولة العالمية.

 

نتحدث في حكايتنا المونديالية اليوم عن أسطورة الكرة الهولندية "يوهان كرويف" المولود في 25 أبريل 1947 كان يلعب في مركز الوسط الهجومي، وهو صاحب فكرة اللعب الشامل وكان كرويف العقل المخطط وراء انجازات منتخب هولندا ، ويعتبر من أفضل اللاعبين على مستوى العالم من حيث السرعة الهائلة والمهارة وسرعة البديهة بالمراوغة والتسديدات المقوسة من داخل وخارج منطقة الجزاء، وقد اختاره بيليه ضمن قائمة أفضل 125 لاعب حي في مارس 2004.

 

في أحد المنازل المجاورة لملعب "لومير" الخاص بنادي أياكس أمستردام الهولندي كان صبي لا يتجاوز الثامنة من عمره يتسلق جدار الملعب المواجه لبيته على الرغم من تحذيرات والده الذي كان يعمل بقالا وذلك لمشاهدة تمارين فريقه المفضل أياكس متمنيًا أن يرتدي ألوانه في أحد الأيام، وكان بعض الأحيان يحضر التدريبات بمساعدة من والدته التي كانت تعمل عاملة نظافة في النادي فكان من الطبيعي أن يتعلق الابن بالنادي الذي تعمل فيه والدته وهي التي كانت تصطحبه معها في بعض الأحيان، وخلال الفترة التي كانت تعمل فيها كان هو يداعب الكرة مع الأطفال الصغار في نفس عمره شاهده أحد المسؤولين في النادي ولمس الموهبة لديه فقرر قيده ضمن صفوف فريق الناشئين وهو في سن العاشرة ومن هنا انطلق الفتى الموهوب يوهان نحو النجومية ولم يبلغ السابعة عشرة من عمره حتى انضم للفريق الأول بالنادي ولم يكن ذلك سهلاً فأياكس يعتبر أحد أعظم الأندية الأوروبية، وسيبقى الرقم 14 الذي حمله طوال مسيرته رمزًا لفن كرويف الذي كان يملك انطلاقة سريعة وذكاء حادًا في التعامل مع الكرة حتى أطلق عليه لقب "بيليه الأبيض" أو "الهولندي الطائر"، ويقينا لو قدر لكرويف أن يحرز كأس العالم ولو مرة واحدة لنافس بلا شك الملك بيليه أسطورة البرازيل على لقب أفضل لاعب في العالم.

 

تدرج كرويف في صفوف صغار أياكس ثم الناشئين قبل أن يعطيه المدرب الشهير رينوس ميكلز فرصته بين الكبار للمرة الأولى ضد ليفربول الإنجليزي وكان في الثامنة عشرة من عمره عام 1967، وأقيمت المباراة في أمستردام ضمن الدور الثاني من دوري أبطال في أمستردام وسط ضباب كثيف لم يكن ليحجب الإنجاز الذي حققه "المبتدئ" حيث قاد فريقه إلى فوز كبير 5–2، ثم ساهم كرويف في بلوغ فريقه نهائي المسابقة ذاتها عام 1969 لكنه مني بهزيمة ثقيلة أمام ميلان الإيطالي 1–4، ولم تنل الخسارة من كرويف وزملائه فبعد سنتين كان اياكس قد أصبح رائد الكرة الحديثة في ما عرف آنذاك بالكرة الشاملة التي تعتمد على دفاع المنطقة وضغط متواصل على الخصم وتكامل بين خطوطه الثلاثة أي أن الكل يهاجم والكل يدافع في أن واحد، وشارك معه في 240 مباراة وسجل 190 هدفا، وتربع أياكس بقيادة كرويف على العرش الأوروبي ثلاث سنوات متتالية في 1971، 1972 و1973، كما حصل معه على كأس هولندا 5 مرات والدوري الهولندي 8 مرات، والسوبر الأوروبي مرة وحيدة وكأس الإنتركونتنينتال مرة.

 

عام 1973 انتقل "كرويف" إلى نادي برشلونة الأسباني وشارك مع الفريق في 143 مباراة وسجل 48 هدفا، وحصل مع الفريق الكتالوني على لقب الدوري الإسباني بعد غياب 14 عامًا، كما حصل معه على كأس إسبانيا، وانتقل عام 1970 للدوري الأمريكي ولعب ضمن صفوف فريق لوس أنجلوس أزتيكس وشارك معه في 23 مباراة وسجل 13 هدفا، ثم انتقل لفريق واشنطن ديبلومتس عام 1980 ولعب معه 30 مباراة وسجل 12 هدفا، وحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي.

 

اعتزل كرويف اللعب قبل كأس العالم 1978 بسبب تلقيه تهديد بالقتل في حالة سفره للأرجنتين، ولكنه عاد للعب من جديد عام 1979 وذلك في دوري أمريكا الشمالية قبل أن يعود إلى أسبانيا وانتقل لصفوف فريق ليفانتي ولكنه لم يستمر معه طويلًا، ثم عام في نفس العام لناديه السابق أياكس ولعب معه موسمين وشارك في 36 مباراة وسجل 14 هدفا، ثم انتقل لفريق فينورد وشارك معه في 33 مباراة وسجل 11 هدفا وفاز معه بالدوري الهولندي وكأس هولندا قبل أن يسدل الستار على مسيرته الكروية عام 1984.

خاض يوهان كرويف 46 مباراة دولية مع منتخب هولندا في الفترة من 1966 وحتى 1977، وسجل 33 هدفا، وقاد منتخب بلاده للمباراة النهائية بكأس العالم 1974 في ألمانيا الغربية وأمتع العالم بمهاراته، وشعر الكثيرون بخيبة أمل لأنه لم يتمكن من الفوز بالكأس عندما خسر بالمباراة النهائية أمام ألمانيا 1–2، وكانت هذه المباراة الوحيدة التي خسر فيها في هذه البطولة، وحصل على جائزة أفضل لاعب بالبطولة ووقف الجمهور وصفقوا له وتمنوا أن يفوز بالكأس القادمة لكنه لم يلعب مونديال 1978 لأسباب سياسية، "كرويف" حصل مع منتخب هولندا علي برونزية بطولة الأمم الأوروبية عام 1976، وحصل "يوهان" على جائزة أفضل لاعب أوروبي 3 مرات أعوام 1971، 1973، 1974.

 

عقب اعتزاله كرة القدم اتجه للعمل في التدريب، وقاد عدة أندية أبرزها أياكس وبرشلونة الإسباني ومنتخب كتالونيا وحقق عدة بطولات أهمها، كأس هولندا مرتين وكأس الكؤوس الأوروبية مرتين، والدوري الإسباني 4 مرات، وكأس ملك أسبانيا، وكأس السوبر الإسباني 3 مرات، وكأس السوبر الأوروبي ، وكأس أوروبا مرة وحيدة، ووصيف دوري أبطال أوروبا

 

توفي يوهان كرويف في 24 مارس 2016 في مدينه برشلونة بعد معاناة مع سرطان الرئة.