تداعيات إلغاء القمة الأمريكية الكورية.. روسيا تتقبل بأسف.. وجوتيريش يعرب عن قلقه

تقارير وحوارات



تسبب قرار إلغاء القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية إلى حدوث عددًا من التداعيات أبرزها تراجع طفيف بالبورصة الأمريكية، وقلق أممي شديد، فيما تأسفت روسيا حول هذا القرار.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إلغاء القمة بينه وبين رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، التي كان من المقرر انعقادها يونيو المقبل، مشددًا أن القوات الأمريكية مستعدة إذا لزم الأمر في حالة اتخاذ تصرف من قبل كوريا الشمالية.


"قلق شديد"

فمن جانبه، قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يشعر "بقلق شديد" إزاء إلغاء القمة التي كانت مقررة الشهر المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في سنغافورة.

ووفق ما نقلته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، خلال لقاء جماهيري لـ جوتيريش في جامعة جنيف بسويسرا، اليوم الخميس، أنه طالب الأطراف المعنية بـ"استمرار العمل على إيجاد مسار لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بطريقة سلمية ويمكن التحقق منها".

وحذر الأمين العام من أن الاتفاقات النووية بين الدول باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى، مشيدًا بجهود الاتحاد الأوروبي وغيره من الدولة المتمسكة بالاتفاق النووي مع إيران، بعد أن انسحبت منه واشنطن في 8 مايو الجاري.

خطوة إلى الوراء بالنسبة لكوريا الشمالية والعالم

كما شهدت التداعيات أيضًا، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواصلة حملة العقوبات على بيونغ يانغ "عاصمة كوريا الشمالية"، ما لم تغير من موقفها، واعتبر ترامب أن عدم عقد القمة التي ألغاها بنفسه "خطوة إلى الوراء بالنسبة لكوريا الشمالية والعالم".

وهدد ترامب، وفق ما نقلته روسيا اليوم، كوريا الشمالية قائلًا:" إن الولايات المتحدة مستعدة أكثر من أي وقت مضى للتعامل مع أي تهديد، إذا قرر كيم جونغ أون القيام بأي "عمل سخيف"، واعتبر ترامب أن الحوار مع كوريا الشمالية كان "جيدًا حتى الفترة الأخيرة".

وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كان إلغاء القمة مع زعيم كوريا الشمالية قد زاد من احتمال اندلاع حرب معها، قال ترامب: "سنرى ماذا سيحدث".

كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن سياسة الضغوطات على كوريا الشمالية ستتواصل.

حالة مرتفعة من اليقظة

فيما أعلن البنتاجون، "إن الجيش الأمريكي لم يغير وضعه بأي شكل في شبه الجزيرة الكورية بعد إلغاء الرئيس دونالد ترامب لقائه المزمع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون".

ومن جانبه، قال كينيث ماكينزي، مدير هيئة أركان الجيش الأمريكي،  وفق ما نقلته الصحف العربية عن صحيفة "ذا هيل" الأمريكية: "إن هناك حالة مرتفعة من اليقظة وهي مستمرة بالنسبة للقوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية؛ نظرًا لأنهم أثبتوا أنه لا يمكن التنبؤ بأفعال بيونج يانج في الماضي، نريد أن نكون مستعدين للاستجابة سريعًا لأي شيء، لكنها ليست حالة شديدة من التأهب بعد فهي فقط حالة يقظة عادية نحافظ عليها في شبه الجزيرة الكورية".

وأشار ماكينزي إلى "أن الـ 700 مليار دولار أمريكي المخصصة لوزارة الدفاع في ميزانية العام المالي 2018، الذي تم تمريرها هذا العام، ستحسن من جاهزية الجيش بما في ذلك القوات التي قد يتم نشرها وتنخرط في القتال إذا جرت أي عمليات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية".

تراجع طفيف بالبورصة الأمريكية

ولم تسلم البورصة الأمريكية من تداعيات القرار أيضًا، فقد أغلقت الأسهم الأمريكية على تراجع طفيف اليوم الخميس، وأمر بتحقيق فى واردات السيارات، فى حين دفعت مكاسب أسهم نتفليكس قيمتها السوقية إلى مستوى قياسي، كما انخفض المؤشر داو جونز الصناعي 75.05 نقطة أو 0.3 بالمئة ليغلق عند 24811.76 نقطة.

ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 5.53 نقطة أو 0.20 بالمئة إلى 2727.76 نقطة، وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 1.53 نقطة أو 0.02 بالمئة لينهي اليوم عند 7424.43 نقطة، وفق ما جاء بوكالة رويترز.

بوتين: تقبلنا إلغاء القمة بأسف

وعلى الجانب الروسي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "أن روسيا تقبلت قرار الولايات المتحدة حول إلغاء القمة مع كوريا الشمالية بأسف"، موضحًا أن "موسكو كانت تعول على خطوة ملموسة من أجل تسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية".

فيما نقلت   RTالروسية، تعقيب لـ رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف،  حول إلغاء القمة، قائلًا: "إن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاء الزعيم الكوري الشمالي غير مبرر في ضوء خطوات إيجابية من قبل بيونغ يانغ"، مشيرًا إلى أن "الخطوة تمثل ضربة خطيرة للتسوية السلمية في المنطقة من جهة، وتعد الضربة الثانية للاستقرار العالمي عموما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، من جهة أخرى".

كما وصف كوساتشوف تبريرات الرئيس الأمريكي لقراره بـ"غير معقولة"، على حد قول RT، مشددًا على أن "بناء السياسة الخارجية استنادًا إلى الأحاسيس والشعور بالإساءة الشخصية يعني أن الشخص مبتدئ وليس محترفا".

وأشار كوساتشوف إلى أن "المشكلة تكمن في أن ترامب شعر أنه يخسر اللعبة الدبلوماسية حول القمة؛ لأن أهميتها بالنسبة لواشنطن كانت تكمن مبدئيا في التأكيد على أفضلية تكتيك الضغط والابتزاز وتفوقه"، لافتًا إلى أن كوريا الشمالية هي التي اتخذت بالفعل "خطوات جديرة بالثقة نحو نزع السلاح النووي الكامل لا رجعة عنه ويمكن التحقق منه"، كما طلبت واشنطن، وفككت على سبيل المثال موقع "بونغيري" النووي، وفقا للخطة المعلنة.

وأضاف: "أن تدمير الموقع "خطوة أحادية من قبل بيونغ يانغ، إذ أن الجانب الأمريكي لم يلغ مثلا مناوراته العسكرية في المنطقة المشتركة مع كوريا الجنوبية".

وتابع: "كانت الكرة في ملعب واشنطن، وعدم الإقرار بحسن نوايا يونغ يانغ في حالة كهذه أمر صعب، لكن ترامب، كما يبدو، كان يريد لا خطوات حقيقية من قبل بيونغ يانغ، وإنما إظهارها عواطف شخصية تجاهه".

إجراء محادثات مباشرة

كما أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان عن أسفه إزاء قرار إلغاء القمة، وحض الرئيسين على "إجراء محادثات مباشرة" ، وخلال اجتماع طارئ لمجلس الشرطة القومي، أخـبر مون: إنه من المؤسف للغاية أن القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لن تعقد".