ما ثواب الصيام في الحر الشديد؟

إسلاميات



مع ارتفاع درجة حرارة الجو تزداد معاناة الصائم بسبب الجوع والعطش، إلا أن الله سبحانه وتعالي لن يضيع أجر مشقة عباده، يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك".

فالثواب ولفضل يكثر بسبب كثرة التعب والمشقة، وصبر الصائمون على الصيام في الحر الشديد يجازيهم الله بفتح لهم بابًا في الجنة وهو باب الريان، من دخله شرب، ومن شرب لم يظمأ بعدها أبدا.

يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق"، فما بالكم بمن صام في حر الصيف التزامًا بأوامر الله عز وجل وآداءًا لفرائضه.

وكان الصحابي الجليل أبو الدرداء يقول: "لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعبد الله بن رواحة".

وقال أبو الدرداء كذلك عن صيام الهواجر: "صوموا يومًا شديدًا حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور".

وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يوصي ابنه عبد الله عند الموت فقال: :يا بني عليك بخصال الإيمان قال وما هن يا أبت قال الصوم في شدة الصيف وقتل الأعداء بالسيف والصبر على المصيبة وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي وتعجيل الصلاة في يوم الغيم وترك ردغة الخبال قال فقال وما ردغة الخبال قال شرب الخمر".

وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، كذلك ابنته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها روي أنها كانت تصوم في الحر الشديد، قيل ما حملها على ذلك؟ قال: كانت تبادر الموت.

وكان الصحابي الجليل معاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، وكذلك غيره من السلف الصالح.

وقد أفرد الكثير من العلماء أبواب في فضائل الصيام في شدة الحر وغيره من المشقات، فيقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في لطائف المعارف: "ومما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات الصيام,لما فيه من ظمأ الهواجر".