في ذكرى رحيله.. "التلمساني" المرشد الثالث للإخوان ورائد السهرات الحمراء

تقارير وحوارات



في حارة حوش قدم بالغورية قسم الدرب الأحمر بالقاهرة، ولد وتربى فيها، وبمجرد أن اشتد عوده، اعتنق الفكر الإخواني على يد مؤسسها حسن البنا، ليصبح أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة الذين قبض عليهم للدفاع عنهم في المحاكم المصرية، حتى اختير مرشدًا عامًا للجماعة، وأصبح من رواد الصالات الليلية والسهرات الحمراء، إنه عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان الذي رحل عن عالمنا في 22 مايو 1986 عن عُمْر يناهز 82 عامًا.


حياته

عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني، من مواليد 4 نوفمبر 1904، بالغورية في الدرب الأحمر بالقاهرة، تزوج في سن الثامنة عشرة وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة رزق بأربعة من الأولاد، ثم حصل على شهادة ليسانس الحقوق وعمل بالمحاماة في شبين القناطر.

 

انضمامه للإخوان

"التلمساني"، دخل جماعة الإخوان المسلمين بالصدفة، حيث عمل محامي في بدايه حياته بشبين القناطر، تعرف على مؤسس الجماعة حسن البنا في عام 1933م، بعد أن دعاه لحضور دروسه اثنان من الإخوان هما "عزت محمد حسن" وكان معاون سلخانة بشبين القناطر، والآخر "محمد عبد العال"، وكان ناظر محطة قطار الدلتا في محاجر "أبي زعبل"، وكان أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة الذين قبض عليهم للدفاع عنهم في المحاكم المصرية.

 

 

اختياره مرشدًا


اختير "التلمساني" مرشدًا للجماعة بعد وفاة "الهضيبي"، في ظروف بدأت فيها الجماعة تتنسم نسمات الانفتاح على المجتمع وقبول من الرئيس السادات الذي سمح لقياداتها وأفرادها التحرك، وأعاد الإخوان من جديد بعدما سمح "السادات" لهم بالعودة وممارسة العمل من أجل ضرب النظام الناصرى والشيوعيين الذين مثلوا قلقًا بالغًا للرئيس السادات فعمل على استقطاب الشباب من الجماعات، وتجنيدهم لينضموت للتنظيم.

 

سهراته الحمراء


 كان "التلمساني"، من رواد الصالات الليلية والسهرات الحمراء، احترف الرقص الأجنبي، رغم أنه تزوج في سن الثامنة عشرة تزوج وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة.

 

تحالف مع الأحزاب


وشهدت الجماعة في عهده انفتاحًا وتغلغلًا في العمل العام وبدأ يحتضن جيل شباب السبعينات أمثال د. عبد المنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضى ومختار نوح وحلمى الجزار وإبراهيم الزعفرانى وعصام العريان وغيرهم وأطلقهم في النقابات والجامعات والأندية، كما بدأ أول تحالفات الجماعة مع الأحزاب ودخل في عهده الإخوان البرلمان، ويعد آخر المرشدين الذين ساروا على نهج حسن البنا من حيث مبادئ التغلغل في جميع مؤسسات المجتمع، وأصبح القدوة لجيل العمل العام في الجماعة الذي لم يعد أحد يمثله حاليًا في مكتب الإرشاد.

 

اعتقاله


دخل "التلمساني"، السجن في عام 1948 ثم 1954م، وأفرج عنه في آخر يونيو 1971م، وبعد اختياره مرشدًا للجماعة عقب وفاة المستشار الهضيبي ثم قبض عليه الرئيس الراحل أنور السادات في سبتمبر 1981م.