حرب تصريحات بين إيران وأمريكا منذ تولي "ترامب" إدارة البيت الأبيض.. تعرف على التفاصيل

تقارير وحوارات



"عواقب وخيمة"، "غلطة وحماقة"، وأخيرًا "سياسات النظام لم تساعد الشعب الإيراني"، كانت تلك الكلمات متشعبة في حرب التصريحات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، وتحديدًا عقب تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنصب العام المنصرم، وذلك بتهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والذي أعلن عنه رسميًا اليوم، الأثنين.

 

12 نقطة باستراتيجية أمريكا تجاه إيران

 

ففي هذا الصعيد، أعلن وزير الخارجية انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، قائلًا: "قد انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي لسبب بسيط وهو فشل الاتفاق في ضمان سلامة الشعب الأمريكي من المخاطر التي يفرضها قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

 

وأوضح بومبيو، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد لإعلان الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وأسبابه، وكذلك حول الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران: "لقد وضعت اتفاقية العمل المشتركة العالم في خطر بسبب عيوبها المهلكة، إن شروط إبطال الاتفاق الضعيفة قامت فقط بتأخير تمكن إيران من الأسلحة النووية، وبعد  أن انتهت صلاحية تلك الشروط ستكون إيران حرة في طريقها إلى القنبلة النووية".

 

وأشار إلى أنه :"كان من الممكن أن تستخدم إيران الأموال الصادرة من الاتفاقية في تنمية اقتصادها لصالح شعبها الذي يعاني، ولكنها أنفقت تلك الأموال لتمويل حروبها بالوكالة وملئ جيوب قوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس، لقد تقدمت إيران في الشرق الأوسط تحت اتفاقية العمل المشتركة".

 

واستطرد: "العام القادم سيمثل الذكرى الـ40 للثورة الإسلامية في إيران، وفي تلك المناسبة علينا أن نطرح سؤالا: ماذا قدمت الثورة للشعب الإيراني؟ فالنظام يجني حصادا من المعاناة والموت في الشرق الأوسط على حساب شعبه".

 

وتابع: "سوف نضمن حرية الملاحة في المياه الإقليمية، سوف نتتبع عملاء إيران ووكلاءها في حزب الله حول العالم لنسحقهم، إن إيران لن تحصل بعد اليوم على تفويض مطلق لتسيطر على الشرق الأوسط"، مشددًا: "يجب على إيران إنهاء نشر الصواريخ البالستية".

 

وأكد: "يجب أن يعامل النظام مواطنيه بشكلٍ أفضل، إن الشعب الإيراني مصاب بخيبة الأمل بسبب قرارات الحكومة، فالعاملون لا يحصلون على أجورهم والحكومة تُدار بسوء والبطالة في ارتفاع، كما تستحق نساء إيران نفس الحريات التي يمتلكها الرجال".

 

وأشار إلى أنه :"خلال اتفاقية العمل المشتركة الشاملة، التي كان من المفترض أن تجعل العالم أكثر أمنا، تابع النظام الإيراني احتجاز الرهائن الأمريكيين، ولم تزد الاتفاقية من استقرار الشرق الأوسط".

 

تهديدات أمريكية سابقة

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توعد، في إبريل الماضي، إيران بـ"مشاكل كبيرة" إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحد منه بموجب اتفاق دولي في عام 2015، ووصف ترامب الاتفاقية مع إيران بأنها "كارثة" و"جنونية"، وفق ما نقلته BBC عربية عنه، على هامش استقباله نظيره الفرنسي وزوجته.

 

إيران ترد: "عواقب وخيمة"


فمن جانبه، قد حذر، مسبقًا، الرئيس الإيراني حسن روحاني عم إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وصفًا النتيجة بأنها ستكون: "عواقب وخيمة".

 

وأشارت BBC  عربية، إلى أن روحاني لم يحدد رد الفعل الذي قد تتخذه طهرانـ لكن وزير خارجيته جواد ظريف قال: "إن الرد المحتمل سيكون استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، العنصر الرئيسي لصناعة القنابل النووية".

 

وتابعتBBC  عربية: "إنه بموجب الاتفاقية، وافقت طهران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها".

 

خامنئي لـ ترامب: "ترتكب غلطة وحماقة"


ومن جانبها، نقلت CNN عن المرشد الإيراني علي خامنئي، أوائل الشهر الحالي، رده حول تصريحات ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي.

 

وجاء نص ما نشرته، نقلًا عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" ووكالة "تسنيم"، كالتالي، قال خامنئي: "لقد سمعتم كيف أن الرئيس الامريكي أطلق كلاما سخيفا وفظا، ربما كان هناك أكثر من 10 أكاذيب في كلامه، لقد تهدد وتوعد النظام والشعب معا بأنه سيفعل كذا وكذا، إني وبالنيابة عن الشعب الإيراني أقول: أيها السيد ترامب! إنك ترتكب غلطة وحماقة".

 

وأشار خامنئي إلى أنه "عندما بدأت القضية النووية كان يقول البعض لماذا تصرون على الاحتفاظ بالنووي، تخلوا عنه".

 

وقال: "بالتأكيد كانت تلك الآراء خاطئة، إن القضية النووية تحتاج اليها البلاد، حيث أن البلاد بحاجة إلى 20 ألف ميغاوات من الكهرباء النووية وفق دراسات الخبراء".

 

وأضاف: "عندما كنا نقول إن قضية أمريكا مع إيران ليست متعلقة بالطاقة النووية وتلك مجرد ذرائع، كانوا يقولوا لنا، لا ليس هكذا، والآن رأيتم بأنهم ليس هكذا، نحن قبلنا الاتفاق النووي لكن العداء للجمهورية الإسلامية لم ينته".

 

واعتبر خامنئي أن "سبب معارضة أمريكا لنظام الجمهورية الإسلامية هو أن أمريكا كانت مهيمنة بشكل كامل وقامت الثورة الإسلامية بتحجيمها".

 

وقال: "يريدون حكامًا في الدول ليأخذوا أموالهم وينفذون أوامرهم، ومن ثم تبديلهم متى أرادوا، مثل الحالة الموجودة في دول الخليج، كعبد ذليل لأمريكا"، مضيفًا: "يقولون لهم عليكم فعل كذا، ويريدون أن يقولوا لإيران هذا أيضًا ولكن الشعب الإيراني شعب مستقل وعزيز، وأمريكا لا تتحمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والثورة الإسلامية".

 

الطبيعة الحقيقية لنظام إيران

 

كما تدخلت الخارجية الأمريكية، إبان التظاهرات التي حدثت مؤخرًا بإيران على هامش الاعتراض على تأسيس مدينة جديدة باسم "كوه جنار"، والتي ستسبب في فصل أجزاء من مدينة كازرون، حيث قالت الخارجية عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، "نحن ندعم الشعب الإيراني في تظاهراته ضد حكومة قمعية"، مشيرة إلى رصدها وقوع 3 حالات وفاة، وانقطاع للإنترنت في كل المناطق، التي اندلعت فيها التظاهرات.

 

ومن جانبه وصف مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، ما يحدث بأنه "يظهر الطبيعة الحقيقية للنظام في إيران".

 

براين هوك: "سياسات النظام لم تساعد الشعب الإيراني"

 

ومن جانبه، قال براين هوك، مدير تخطيط السياسات بالولايات المتحدة الأمريكية: "قد رأيتم الاحتجاجات في إيران وشهدتم على عدم رضاهم، أعتقد أنّ الشعب الإيراني قد أعرب علناً عن عدم رضاه عن الكثير من سياسات النظام التي لم تساعد الشعب الإيراني"، وفق ما نقلته وزارة الخارجية عبر حسابها الرسمي بـ "تويتر".

 

وتابع: "نركز الآن على نهجنا الواسع الذي يفيد بأننا بحاجة إلى إطار جديد سيعالج مجمل التهديدات الإيرانية، ويشمل ذلك مجموعة من الأمور حول برنامجها النووي والدعم للإرهابيين والأنشطة العدوانية والعنيفة التي تغذي الحروب الأهلية في سوريا واليمن".