د.حماد عبدالله يكتب: العودة إلى روما (لرد الجميل)!!

مقالات الرأي



وكان الدور السياسى الذى يقوم به صديقى الجديد الأستاذ الدكتور/أحمد على مرسى أثراً طيباً حيث تقرر تعيينه مستشاراً ثقافياً لمصر فى (روما) وكان لذلك أثراً مهماَ حيث إستطعنا أن ننظم فى المستشارية الثقافية فى (روما) معرض رائع للكليم المصرى المعاصر (د.حماد ، د.سعيد) فى شهر سبتمبر 1979 ، بعد أن إستطاع د.أحمد مرسى التعاون مع رجل أعمال مصرى يعيش فى (روما) صاحب أحد أكبر كبريات شركات المقاولات هناك مهندس(أسماعيل السيد) وهو من أنشأ فيما بعد (قصر القطن) فى الإسكندرية.

إستطاع (د.مرسى) بالجهود الذاتية ان يعيد لأحد أعظم القصور الرومانية (موقع المستشارية الثقافية) بهائه ، فقد تم إعادة صياغته معمارياً وتصميم داخلى طبقاً لقواعد وزارة الفنون الجميلة الإيطالية ، حيث يقع هذه المبنى فوق جبل يطل على أعظم أثر فى إيطاليا والعالم (الكولسيوم) .

وتولى المهندس/اسماعيل السيد على نفقته الخاصة كل تلك التكلفة ، وكانت بداية العمل للدكتور /مرسى فى روما شيئاً مبهراً سواء للمبعوثين أم للضيوف (مثلى) أو حتى للسفارة المصرية ، وفى نفس الوقت كان يتولى الفنان /فاروق حسنى نائب رئيس الأكاديمية المصرية فى (روما) تحت رئاسة المرحوم الأستاذ (صالح عبدون) وإستطاع هذا الثلاثى أن يفجروا الثقافة المصرية فى العاصمة الإيطالية ، من فنون شرقية وأفلام مصرية وتعاون ثقافى مصرى إيطالى ، وإقامة معارض للفنانين المصريين بقاعات الأكاديمية والمستشارية الثقافية وكان لكل من هؤلاء (أحمد مرسى ، فاروق حسنى) فضلاً كبيراً على العلاقات المصرية الإيطالية.

ولم يستمر د.أحمد مرسى كثيراً حيث عاد للقاهرة للجامعه ، وظل (فاروق حسنى) حيث رقى مديراً للأكاديمية المصرية فى "روما" حتى جاء وزيراً للثقافة وهذه حواديت أخرى !!

وأعود إلى القاهرة مع رحلة التدريس بالفنون التطبيقية وترقيتى لدرجة الأستاذ المساعد عام 1983 ، وتقدمى لتسجيل درجة دكتوراه الفلسفة فى الفنون التطبيقية والتى واجهت إعتراضات شديدة سواء من زملائى أو من بعض أساتذتى ، حيث ان إعتراضهم جاء على أننى حاصل على درجة دكتوراه معادلة ورقيت لدرجة الأستاذية (مساعد) فلآ ضرورة أن أسجل درجة دكتوراة جديدة ، ولكن كانت وجهة نظرى المناظرة لرأيهم.

إننى أريد أن يكون لدى (advance) فى الغزل والنسيج حيث درجة الدكتوراة المعادلة (مصنفة) على أنها فى (فن العمارة) !!

وإنعقد لهذه المشكلة العلمية مجلس دراسات عليا أعلى ، ومجلس جامعة لكى يصدر القرار بالموافقة على تسجيلى لدرجة الدكتوراه.

وكانت تدور حول الواجهات المعمارية فى واحات مصر الغربية وأثرها فى تصميم السجاد الميكانيكى !!
وكانت ضربة معلم أن إجتزت الإمتحانات المؤهلة للتسجيل بإمتياز وسجلت الرسالة وتم مناقشتها فى إحتفالية علمية مازالت تذكر حتى اليوم ، يوم 15/11/1984، ولعل القارىء يلحظ أن قرار تعيينى مدرساً فى 15/11/1978 أيضاً !!

وأصبحت حاصلاً على درجتى دكتوراه وأعطيت المثل على أن لا يوجد كبير على العلم ،فرغم حصولى على درجتى الوظيفية بالدكتوراه المعادلة إلا أننى سعيت للحصول على دكتوراه الفلسفة والتى لا يوجد لها أى أثر على درجتى الوظيفية بالعكس ، قد إستنفذت وقتاً وجهداً ومالاً ، ولكن الأثر الإيجابى لهذه الدكتوراه هو نتائجها التطبيقية ، حيث ظهرت للوجود قرية صغيرة جداً على بعد 1400 كيلو متر من القاهرة وهى واحة "الباشندى" بالوادى الجديد ، والتى تبرعت لهم بمجموعة من الأنوال  وكميات من الصوف وقمت حتى بتعليمهم لإنتاج الكليم والسجاد ، فأصبح أكبر مركز حرفى يصدر المنتجات الحديثة فى واحات مصر الغربية اليوم (لوجه الله !!).وللحديث بقية ....