أحمد أبوالنيل يكتب: عنتريات "أردوغان" الحنجورية تجاه إسرائيل

ركن القراء



يبدو أن الروائي الإسكتلندي "روبرت لويس ستيفسنون" حين كتب روايته الخيالية "دكتور جيكل ومستر هايد" عن مرض "الشيزوفيرونيا" كان يقصد جماعة الإخوان الإرهابية وكل المنتمين لها فالإخواني يكذب طوال الوقت كما يتنفس ويظهر عكس ما يبطن  ويبدو كمن يؤدي دورا بشخصيتين في فيلم الحياه الكبير فالإخواني الإرهابي الذي يفجر وينسف ويدمر..  سرعان ما يتحول الى شخصية ناعمة متعاونة مع سلطات التحقيق يشي بزملائه ويرشد عنهم والإخواني الذي يقابلك ويمطرك بمعسول الكلمات والأوصاف والمديح والإطراء بنهكه دينية   .. هو ذاته الإخواني الذي يوقن تمام اليقين  أنك كافر طالما لست إخوانيا على إعتبار أن الإخوان هم الإسلام في منطقهم الفاسد والمغلوط وأن المجتمع بكامله كافر وجاهلي ويجب تدميره .

ولعل أقرب نموذج أو مثال صادم وفاضح يجسد تلك الحالة الشاذة والمزرية هوحالة الدكتاتور التركي " رجب طيب أردوغان " تأمل معي صورته وهو يكذب طوال الوقت كما يتنفس  شأنه في ذلك شأن الجماعة الإخوانية التي ينتمي اليها ..  وتأمل معي وهو يغرق العالم العربي ويمطره بعنترياته الحنجورية ضد إسرائيل وصورة القائد المعادي لها على طول الخط  في حين يبلغ حجم التعاون الإقتصادي بين بلاده وبين إسرائيل " 4 مليارات دولارسنويا "  كما أقر " أإردوغان " وصدق ووافق على عدد من الإتفاقيات العسكرية والأمنية سمحت بإقامة منالورات عسكرية مشتركة بين البلدين  كما وفرت تلك الإتفاقيات الفرصة لتدريب طيارين إسرائيليين بمعرفة الجيش التركي كما وفرت  تلك الإتفاقيات التي باركها الدكتاتور ووافق عليها على قيام تعاونا إستخباراتيا وأمنيا وإقامة حوارا إستراتيجيا بين البلدين .

وفي الوقت الذي جلل صوت "أردوغان" وصدح بالعداء لإسرائيل فجرت صحيفة " يديعوت أحرنوت " فضيحة من العيار الثقيل خلال الساعات القلية الماضية كشفت خلالها قيام " أردوغان " بإستيراد بضائع وسلع إسرائيلية وإعادة تصديرها الى إيران منتهكا بذلك العقوبات الدولية المفروضة عليها على خلفية خروقات إيران في ملفها النووي وتمددها الشيطاني والسرطاني في المنطقة العربية .

ولعل لتجارة "أردوغان" مع إسرائيل لصالح إيران أكثر من هدف: 
ولنقل أولا :- رسالة لواشنطن مفادها مازلت حليفا وخادما مطيعا يمكن الإعتماد عليه والوثوق به  بدليل تجارتي وتعاوني مع إسرائيل .

ولنقل ثانيا :- رسالة لواشنطن بأن إيران حليف يمكن الإعتماد عليه بدليل تعاونها مع إسرائيل وتجارتها معها بصرف النظر عن الخطاب الأجوف التي تجاهر به بالعداء لإسرائيل ومحاولة تدميرها .

ولنقل ثالثا:- الكيد السياسي ضد  كلا من مصر والسعودية والإمارات عن طريق دعم ومساندة  عدوتهم إيران .

ولا ينتهي مسلسل الفضايح وكان أخرها ما كشفت عنه صحيفة " يديعوت أحرنوت " الإسرائيلية من خلافات نشبت بين المكتب السياسي لحركة "حماس" وقيادة الحركة في قطاع غزة على خلفية ضغوطات واسعة يمارسها "أردوغان" على الحركة - مستخدما "دفتر الشيكات القطرية" كوسيلة إغواء – لإجبار الحركة على توقيع إتفاقية صلح دائم مع إسرائيل تقوم إسرائيل بموجبها بفتح عدد من المعابر مقابل قبول الحركة بهدنة دائمة مع إسرائيل.

وتهدف ضغوطات " أردوغان " على حماس الى توجيه طعنة لجهود مصر للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وسحب البساط من تحت أقدامها وإبعاد النفوذ المصري عن الملف الفلسطيني وفي ذات الوقت دليل دامغ على ولاء " أردوغان " لواشنطن عن طريق تعاونه مع إسرائيل وتقديم خدمات جليله لها وسخية .