د.حماد عبدالله يكتب: رفض تعينيى بالجامعة!!

مقالات الرأي



دعونى أبدأ مقالى اليوم بالتهنئه لمسلمى مصر, والعالم بحلول شهر رمضان المعظم، إعادة الله علينا جميعاً، باليمن والبركات.

وأتذكر حينما كان يحل هذا الشهر الكريم فى الغربه كنت أعد له العُدة , حيث يجهز المطعم الذى نتشارك فيه أنا وصديق عمرى المرحوم "سعيد الوتيرى" وجبات إفطار مصرية ,وكان مقصد المصريين من الأصدقاء وأيضأً من المعارف  ,وخاصة "موظفى السفارة المصرية" ,وكانت هذه المائدة التى تجهز فى حديقة المطعم (صيفاً),وفى صالة من صالات المطعم الداخليه (شتاءاً) ، بمثابه (مائدة الرحمن ) ولكن الفارق أن كل من كان يحضر هذه المائدة كان يساعد فى التجهيز لها ,وأيضاً فى إنهاء الخدمه عليها ,"كان شهر رمضان فى روما" ,شىء بديع إجتماعياً للجاليه المصرية القريبة من "روما" ، والتى ذاع صيتها حتى بين ضيوفنا المصريين فى الاجازات التى كانوا يقضونها فى روما ,ويعلموا عنها فى هذا الشهر المعظم ,أعاده الله علينا هذه الأيام يا  رب بالخير والبركة . 
وأعود لمسلسل مقالاتى حينما توقفت بالأمس عند قرار عودتى إلى مصر ,وأشرت إلى أن هذه الرحله أيضاً كانت بمثابه (رحله إلى المجهول ) حيث لا اعلم بالضيط ماذا سيحدث فى مصر معنا !!

وكذلك اعتراض صديقى  "د /سعيد الوتيرى"، ومكوثه فى روما , وإتفقنا على أن يقوم هو بالعمل وأقوم أنا بالمحاولة لإيجاد وسيله "لإنتقالنا الدائم إلى مصر" وكانت المفاجأة الأولى الغير سارة ,هو أن بمجرد وصولنا إلى ميناء الاسكندرية ,أمام سلطات الجمارك طلبوا منا دفع الجمارك المطلوبة عن أمتعتنا والسيارة وأظهرت لهم توجيهات وتصريحات الرئيس "السادات" والمنشورة فى الأهرام , وكان الرد بسخريه  كل هذا "كلام إعلام"، ولا يمكن تطبيقه إلا  بصدور قانون يسمح بذلك !!, خرجت من الميناء بأسرتى دون أمتعه ودون السيارة وتوجهت إلى القاهرة لكى أبحث عن وسيله لالتقى بأى موظف كبير برئاسه الجمهورية ،وبالقطع إستهلكت أيام بل أكثر من أسبوعين فى البحث إلى أن توصلت إلى لقاء المرحوم "فوزى عبد الحافظ" سكرتير الرئيس السادات ,والذى حضر اللقاء مع"الرئيس السادات "فى قصر الكورينالى" فى روما ,وعرضت  الأمر على الرجل الذى غاب عنى ما يقرب من ساعه ,لكى يعطينى خطاب إلى وزارة المالية ,بالإفراج عن كل أمتعتى وسيارتى بضمان رئاسه  الجمهورية !!
وأتذكر أننى فور إستلامى هذه الوثيقه ,سافرت فوراً إلى ميناء الاسكندرية , وقابلت وكيل أول الوزارة ورئيس مصلحه جمارك الأسكندرية , أن ساد جو من الحيرة على موظفى الميناء !! كيف سينفذون هذا القرار ,لكن "بعد ما قيل ما لا يمكن نشره" ,خرجت أمتعتى وسيارتى فى نفس اليوم ,لكى أبدأ مرحلة جديده من البحث عن تحقيق الوعود الرئاسية!

وفور توجهى إلى كليتى (الفنون التطبيقية ) احمل شهادتى التى طلبوا معادلتها بالدكتوراه فى المجلس الأعلى للجامعات ولكن المجالس العلميه (مجلس قسم – ومجلس كليه ) لم يوافقوا على تعيينى حيث شهادتى فى الدراسات العليا فى تخصص العمارة ,وشهادتى فى البكالوريوس (غزل ونسيج ) وهنا جاءت المشكله الثانيه فى مسيرتى فى مصر إلى (المجهول !!) وللحديث بقية ...