أهالي شهداء ليبيا لـ"الفجر": كنا نتمنى استقبالهم بالأحضان.. وعودتهم ترتيب إلهي

أقباط وكنائس



"دموع، بكاء، سعادة، زغاريد"، مشاعر كثيرة اختلطت عندما سمع أهالي "شهداء ليبيا" وصول جثامين ذويهم، إلى مطار القاهرة بعدما أعلنت مصادر أمنية ليبية، أمس تسليم رفاتهم، بعد أن ذبحوا على يد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت، في فبراير عام 2015، أي منذ 3 سنوات و 3 أشهر، فقدوا فيها الأمل في عودة رفاتهم ودفنها.

وفي نهاية العام الماضي، أعلنت السلطات الليبية أنها ألقت القبض على أحد المشاركين في المذبحة، وتم التوصل، لمدفنهم وتم التواصل مع الخارجية المصرية لإجراء تحليل "dna"  للتعرف على هوية الجثامين. 

"بالألحان والتراتيل الكنسية والصلوات المفرحة"، هكذا استقبل البابا تواضروس والأساقفة وخورس الكلية الإكليريكية، الجثامين، التي علمت العالم درس في الإيمان حتى النفس الأخير، بمطار القاهرة، وحملتهم سيارات الإسعاف إلى مسقط رأسهم بقرية العور، استعدادًا لدفنهم في الكنيسة التي بنيت على اسمهم بقرار جمهوري.

"عودة الجثامين لأسرهم ترتيب إلهي"، هكذا بدأ عماد ماهر، ابن أخت الشهيد تواضروس يوسف تواضروس، حديثه لـ"الفجر"، قائلا: بمجرد سماع  خبر وصول الجثامين  لمطار القاهرة، اختلطت مشاعر فرحة  وحزن كبيرة، ما بين فرحة اللقاء بعد ثلاث سنوات، ومابين حزن الوداع الأخير.

وأكد ماهر، أن عودة الجثامين بعد ثلاث سنوات، ترتيب إلهي عظيم؛ لأنه تم استكمال جميع الإنشاءات بالكنيسة والانتهاء من المزار المعد لدفنهم، مشيرًا إلى أن الأهالي كانوا يتمنوا استقبال ذويهم بالأحضان والقبلات، بدلًا من استلام شخص من كل أسرة برفقة الأنبا بفنوتيوس الجثامين.

كيف ودع جثامين الشهداء لمثواهم الأخير ؟

قال "عطا يوسف"، محامي شهداء ليبيا، إن الخطوات التي اتخذت أمس حتى وصول الجثامين والصلاة عليهم، تعد شيء مفرحا لمصر وللعالم، برؤيتهم لهذا المشهد العظيم.

وأضاف المحامي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن هناك فرحة لإرسال الرئيس عبد الفتاح السيسي طائرة خاصة لنقل الجثامين من ليبيا لمطار القاهرة، ويكون في استقبالهم وفد كبير من أساقفة الكنيسة القبطية  برفقة البابا تواضروس، بالإضافة لاثنين من الوزراء.

وأشار يوسف، إلى أنه تم التوقيع لاستلام الجثامين الـ20، بالإضافة إلى استلام اثنين من الصناديق البلاستيكية التي تحوي متعلقات الشهداء، وكان ذلك بصفته الوكيل لأهالي الشهداء.


وأكد "يوسف"، أن هناك متابعة كاملة منذ وصول الجثامين المطار حتى نقلهم لعربات الإسعاف لنقلهم إلى مسقط رأسهم بقرية العور للصلاة عليهم بـ"كاتدرائية الإيمان" بسمالوط، وكان في استقبال الجثامين لفيف كبير من القيادات الأمنية وعلى رأسهم مساعد الوزير ومدير أمن المنيا ومفتش الأمن الوطني.

وأشار محامي شهداء ليبيا، أن عقب صلاة القداس على جثامين شهداء ليبيا تم فتح المزار التي دفن به الجثامين، لكافة الشعب  للتبارك من أجسادهم.

الشكر للرئيس"السيسي" لعودة الجثامين

فيما قال القس عبد المتجلي، كاهن كنيسة مارجرجس بمركز مطاي التابعة  لمحافظة المنيا، إن هناك فرحة غامرة عقب وصول الجثامين لمطار القاهرة حتى لقرية عور لدفنهم.

وأضاف راعي كنيسة مطاي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن أهالي المنيا ذهبوا سريعًا لكاتدرائية الإيمان مساء أمس، لرؤية الجثامين والتبارك منها، وقدم القس عبد المتجلي، الشكر للرئيس"السيسي" لاهتمامه، بالإضافة لكل من ساهم في وصول الجثامين لأرض مصر.