أحمد سعيد : الإسماعيلي "طفشني" .. وكنت على أعتاب الزمالك ونانس الفرنسي

الفجر الرياضي



جميعاً يتذكر جيل منتخب الشباب بقيادة حسن شحاتة, الحاصل على بطولة الأمم الأفريقية عام 2003م, والذي قدم مردود إيجابي بكأس العالم للشباب مما حملهم محط أنظار الأندية الأوربية التي تبحث عن المواهب الأفريقية، حيث كان من بين هولاء اللاعبين أحمد سعيد – الظهير الأيمن – الذي تنبأ له الجميع مستقبل حافل داخل المستطيل الأخضر، لكنه مر بعدة عقبات يرصدها اللاعب في السطور القادمة، دفعته إلى الإعتزال في سن الـ 24 عاماً، من أحداث لو جسدت كعمل فني لجذبت أنظار ومسامع المشاهدين للاعب إنتمى لمنتخب بلده من الصغر إلى أن إستقر به الحال للتفكير في الهجرة إلى استراليا..!

 إستهل سعيد حديثه بذكر طفولته وكيف بدأ ممارسة كرة القدم في سن الـ 10 سنوات بمحافظة الشرقية، حيث نصحني أحد أصدقائي بالسفر إلى القاهرة للإختبار بالنادي الأهلي ولكن الأمر لم يكتمل نظراً لإستشاراتي الصحفي عثمان سالم - نائب رئيس القسم الرياضي – بأخبار اليوم، الذي تربطني به قرابة، وأوضح أن إختبارات الأهلي إنتهت، ولذلك نصحني بالذهاب إلى الإسماعيلية للإنضمام لقطاع ناشئين نادي القناة،وعندما ذهبنا إلى الإسماعيلي توجهنا لحضور تدريب للفريق الأول لنادي الإسماعيلي وعقب الإنتهاء منه تحدث صديقي مع والد لاعبو الإسماعيلي السابقين أحمد ومحمد فكري الصغير، لضمي للقطاع الناشئين وعقب خمس دقائق إختبار بالقطاع تم قبولي لاعباً بالنادي, حيث لعبت مع فرق الأكبر مني سنناً والتي كانت تضم لاعبيين أمثال: محمد صبحي ومحمد محسن أبو جريشة و محمد اليماني و أحمد الجمل، لافتاً إلى أنني لعبت في مركز المهاجم إلى أن إستقر بيا الأمر في الظهير الأيمن، نظراً لألويات الفريق في الإستفادة من إمكانيات اللاعبين في الملعب.


 سنة 1997 كانت بداية إنضمامي للمنتخب الوطني للناشئين بقيادة إبراهيم يوسف آنذاك, وإستمريت في تمثيل المنتخب مع جيل شوقي غريب، حيث كنت قريب من المشاركة مع المنتخب في مونديال الأرجنتين، لكن رغبة غريب في إعطاء الألوية لأبو المجد مصطفى نظراً لأنني كنت أصغر سنناً منه، فضلاً عن إصابتي في عضلات البطن حالت دون السفر مع المنتخب، ليستقر الأمر بعد ذلك مع جيل حسن شحاتة الذي أعتبره الأب الروحي لجيل 2003. كنت سأصبح حديث الوسط الرياضي عندما كان عمري 14 سنة وهتفوق على رضا عبد العال الأغلى سعراً أنذاك نظير إنتقاله من الزمالك إلى الأهلي؛ وذلك بسبب رغبة نادي الزمالك في ضمي عبر تصريحات تليفزيونية لفاروق جعفر، وعرض الزمالك مبلغ 700 ألف جنية على الإسماعيلي ولكن النادي رفض العرض, علماً بأنني لم ألتفت كثيراً إلى الأمر؛ نظراً لطموحي في الإحتراف الخارجي وإنشغالي في السفر والمعسكرات مع المنتخب. أنانية الإسماعيلي؛ في عدم رحيلي جعلتهم يخفون عرض مقدم من نادي نانس الفرنسي بقيمة مالية تقدر بــ 2.5 مليون يورو, وذلك عقب تألقي مع منتخب الشباب في بطولة الأمم الأفريقية وحصولنا على اللقب, ومن عجائب القدر أن يوم نهائي البطولة جمعتني جلسة مع كابتن حسن شحاتة وأحد أصدقائه من دولة كوت ديفوار الذي كان يشغل كشاف لنادي أرسنال الإنجليزي في أفريقيا، وأفصح لي عن كتابة تقارير عن أدائى مع المنتخب في البطولة وطالبني بالحفاظ على مستوايا الفني، ولكن نسبة المشاركة مع المنتخب الوطني الأول التي كانت تتطلب لإتمام التعاقد لم تكن متوفرة, لتحول الدفة نحو اللاعب الإيفواري إيبوي، خاصةً أنه كان يلعب في بلجيكا، لافتاً إلى أنني رفضت الإمضاء لشركة تسويق إنجليزية قدمت لي عرض إنضمام لها عبر الوكيل ممدوح الساعاتي, وقررت ذلك إنتظاراً لكأس العالم وقتها.


 في سياق متصل أوضح سعيد أن إنضمامه للمنتخب الوطني منذ صغره, تسبب له في غيرة - على حد تعبيرة - من إثنين مدربين بالنادي الإسماعيلي رفض ذكر أسمائهم تحديداً لكنه أشار إلى أن أحدهم إبنه حالياً لاعب كرة قدم كان بيلعب في نادي الزمالك وإحترف؛ والثاني شغل منصب المدير الفني لنادي الإسماعيلي مؤخراً عقب رحيل ديسابر؛ حيث نجح الثنائي وعلى حد قوله في تطفيشة من النادي وفتح الباب للشائعات التي تسببت في إعتزاله اللعب وهو في سن الــ 24 عاماً، لافتاً إلى أنه يرى أن موقفهم منه من الممكن أن يرجع إلى أنني دخلت النادي منذ الصغر على غير العادة التي كانت سائدة بالقطاع وهيا حصول المدرب الذي يضم ناشىء ويلعب للفريق الأول, على مبلغ 15 ألف جنية, وبتالي تواجدي مع الفريق الأول بيبقى على حساب لاعبين أخرين إنضموا بإشراف المدربين.


 أضاف أن الثنائي المشار إليهم كانوا السبب في توتر العلاقة مع المدرب الألماني ثيو بوكير، لدرجة أنهم وعلى حد قوله نجحوا في غرز عادة الحب والكرة لدي لدى المدرب, وعلل ذلك بأن بوكير إشتغل في الدول العربية كثيراً ومن المؤكد التأثر بهم؛ إلى أن وصل الأمر إلى إستبعاده من قائمة الفريق في البطولة العربية والأفريقية من أجل لاعبين أصغر سنناً, فضلاً عن تعرضي لموقف أثر على إنضمامي للمنتخب الأول بقيادة الإيطالي ماركو تارديلي آنذاك, حيث لعبت مع الفريق بالرغم من الإستبعاد المستمر من المباريات, لقاء أمام نادي الإتحاد السكندري, اتديت فية مستوي فني جيد وساهمت في صناعة ثلاثة أهداف من أصل أربعة, الأمر الذي دفع إسماعيل يوسف – الذي كان بجهاز المنتخب وقتها، يخاطبني لإطلاعي على رغبة مدرب المنتخب في ضمي عقب اللعب أساسي في مباراة الإسماعيلي أمام حرس الحدود، وعندما عرف جهاز الإسماعيلي بالأمر جلست إحتياطياً في المباراة ولعبت في الشوط الثاني فقط. إنفعالاتي المستمرة تجاة المواقف التي كنت أتعرض ليها في كل موقف أتعرض له من الجهاز الفني، دفعته إلى الرحيل عن النادي إلى المنصورة الذي قبل الإسماعيلي عرضه على حساب أندية الحرس والإتحاد السكندري, علماً بأنني أعترف بندمي على إنفعالتي وعدم الصبر لتحسن الأوضاع؛ نظراً لأني عندما وافقت على الرحيل للمنصورة رحل بوكير عن الفريق في أعقاب الهزيمة بسداسية أمام النادي الأهلي بستاد الإسماعيلية. لعب سعيد بالمنصورة موسم إلى أن إتفق مع نادي الإتحاد السكندري على الإنضمام إليه, وظل يتدرب معه تحت قيادة طلعت يوسف إلى أن قرر الأخير عدم إتمام التعاقد عقب غلق باب القيد بثلاث أيام؛ وذلك لصالح لاعب الزمالك السابق أحمد صالح, ولتفادي عدم لكرة القدم وافقت على الإنضمام لنادي مياة البحيرة في الدرجة الثانية لكني لم أجد نفسي في الدرجة الثانية وسافرت إلى الإمارات للعب في دوري الشركات. في نهاية علاقتي بكرة القدم كلاعب ...


 ظلت على نفس المنوال الذي مريت به بل وأضيف علية تعرضي لشائعات عن إصابتي بإصابة مزمنة تسببت في عدم إتمام تعاقدي مع نادي المصري الذي كان يقوده فنياً حسام حسن، خاصةً في لجوء أحد وكلاء اللاعبين لإطلاق هذة الشائعات مستغلاً الطريقة التي رحلت بها عن الإسماعيلي بالرغم من كوني لاعب تنبأ له الجميع بمستقبل باهر؛ بأن الإسماعيلي إستغنى عني نتيجة الإصابة المزمنة، الأمر الذي دفعني إلى الإعتزال في سن الــ 24 عاماً، وفكرت في الهجرة لأستراليا ولكن تراجعت بالرغم من البدء في الإجراءات.

 في نهاية حديثه أعرب عن آماله في تعويض ما تعرض له من عقبات في لعب كرة القدم، بالتدريب والوصول إلى مكانة تدربية كبيرة بدأت من تدريبه لفرق كفر وأولاد صقر بالشرقية، وحالياً يقود فريق 2001 في نادي بني عبيد, حيث يتوقع لهذا الفريق أن يكون نواة جيدة للكرة المصرية في المستقبل.