أحمد هيكل يكتب .. غرامة «التحرير»

مقالات الرأي



في صباح كل يوم، أخرج من منزلي بنهاية شارع فيصل، متوجهًا لعملي بنهاية شارع التحرير - شارع السد العالي - حالي كحال جميع المواطنين، الذين يعانون يوميا من "مزاج" سائقي الميكروباص، الذين يختارون خط السير وفقا للأهواء دون مراعاة المعاناة التي تحل بنا.

دقائق تمضي منتظرًا وصول "الميكروباص" المفترض أن يقودني إلى مكان عملي، ولكن الحسرة تغلب في معظم المحاولات مابين ( امتلاء السيارة أو رفض السائق الذهاب إلى نهاية شارع التحرير).

وتنتهي المحاولات أخيرا بركوب إحدى عربات السيرفيس، ومن هنا تبدأ حسرة مختلفة، عندما أشاهد اصطفاف العشرات عند كل محطة منتظرين أي سيارة تقودهم إلى ميدان التحرير، وهو الأمر الذي بات مستحيلا، محطة تلو الأخرى أراقب في صمت تعب المواطنين في الحصول على سيارة لـ "التحرير".

ولكن اليوم  في منتصف رحلتي - في محطة الطالبية -  قام أحد أمناء الشرطة بإيقاف سائق الميكروباص، وبعد فحص الرخص الخاصة بالسائق، قام بسؤال جميع من في السيارة " مين رايح التحرير؟"، لم يجب أحد بالطبع فابتسم أمين الشرطة للسائق قائلاً: "أركن وتعالى".

في بداية الأمر تعالت أصوات بداخلي: "أيه العطلة دي"، ولكن سرعان ما تذكرت حسرة العشرات بل المئات من المواطنين الذين يعانون من " مزاج " السائقين، وتمنيت لو يستمر ذلك في كل يوم في كل ساعة ويقوم رجال المرور بالتعامل معهم بكل حزم.

وتسائلت إحدى السيدات: " هو السواق راح فين؟"، أجابتها: " عند الونش اللي ورا بيتعمله مخالفة"، فردت في تأثر شديد: " ليه حرام "، أجابتها ثانية: " العربيات دي المفروض تروح لحد ميدان التحرير والسواقين واخدين الموضوع بمزاجهم"، فهزت رأسها بعد أن استوعبت الموقف، وسط صمت الجميع. 

وعاد السائق، وفي يده ايصال، بعدما سُحبت رخصته الخاصة كمخالفة لتغيير خط السير، وأجرى عدة اتصالات هاتفيه ليتمكن من ارجاع الرخصة عن طريق المجاملة، وأمضى في طريقه ثانيه رافضا اصطحاب المواطنين إلى التحرير.