د.حماد عبد الله يكتب: رئاسة إتحاد المبعوثين "بالتزكية"!

ركن القراء



وأعود إلى فيوميشينو، ودراستنا لفن العمارة فى جامعة "روما" ، وأكاديمية الفنون الجميلة الإيطالية ، وإندماجنا فى منظومة (سانت موناكيزى ) المعمارى الفنان الرائع ، والذى كان يصطحبنا فى رحلات إلى كل مواقع العمارة القديمة ، والحديثة ، وأيضاً " الرديئة" ، وكانت لرؤيته ( الميتافيزيقية ) فى فن التصوير لها أثر بالغ على كل "تشكيلات الحجوم والفراغ" الذى تغلب على كل تصميماتنا سواء داخلياً فى توزيع المساحات أو فى الشكل (الفورم ) للمبنى وعلاقته بالبيئة المحيطة ، وكيفية التصرف فى "أضيق المسطحات لأغلب المتطلبات " وكانت دعوته لنا لزيارة الأماكن المفتوحة (مزارع وجبال ) وكذلك ضفاف البحر وعلاقته بالمسطحات المحيطة من الأرض ، تعلمنا على يد هذا الرجل الحكمة والصبر ، والتأمل وكذلك ( تكبير الدماغ ) أى عدم الإلتفات إلى ما يعكر صفونا فى بعض الأحيان !!

وكان لإنتخابى رئيس إتحاد المبعوثين فى "روما" ، رغم أننى "لست من المبعوثين" ، ولكن مصنف أنى أدرس "تحت الإشراف العلمى" للمستشارية الثقافية المصرية طبقاً للإتفاقات العلمية بين "مصر وإيطاليا" ، حيث من يحصل على "منحة دراسية" من الحكومة الإيطالية يجب أن يكون مرتبطاً بالبعثة التعليمية المصرية ، وكان ذلك أيضاً من حسن حظى أنا وصديقى المرحوم "سعيد الوتيرى". 

فأصبح على واجب "إدارى وأيضاً سياسى" مع زملائى فى السفارة المصرية ، والمستشارية الثقافية ، حيث ننظم  المعارض الفنية وكذلك أصبح هناك قضاء مصالح ما بيننا وبين نشاط الأكاديمية المصرية فى روما ، والتى  كان على رأسها المرحوم الفنان "صلاح كامل" ، وكان الله يرحمه ( ديكتاتور ) فى إدارته لهذا المرفق الثقافى المصرى، حيث "حرمنا نحن الطلاب والمبعوثين" من الإنتفاع بمرافق وقاعات ومسرح الأكاديمية المصرية ، وكرس جهوده كلها للعلاقات العامة مع كبار الزائرين من موظفى الدولة فى "مصر" , وهذا ما واجهت به السيد رئيس محمد أنور السادات (رحمه الله) فى قصر الكورينالى فى روما عام 1976 حينما زارنا فى زيارة تاريخيه وقال بالحرف الواحد لنا فى إجتماع المبعوثين وسيادته فى وجود المرحوم "اسماعيل فهمى" وزير الخارجية الاسبق و "محمد توفيق عويضة" وزير شئون المبعوثين وجميع الحضور مع سياده الرئيس فى هذا الاجتماع "  الشعب هو مركز القوة  الوحيد الذى نعمل من أجله ولن أسمح لمسئول فى الخارج بأن يسئ لكرامة المبعوثين"!!

وكانت كلمتى أمام سيادته (رحمه الله رحمه واسعة) كلمة بليغة مرتجلة حيث قلت له "سيادة الرئيس إن جيل الحقد الذى أعلنت سيادتكم عن وراثته , ومراكز القوى التى واجهتها فى 15 مايو , لدينا هنا فى روما أذناب لهذه المراكز , مازالت موجودة بيننا , وهم بالفعل موجودون الان فى هذه القاعه" , وأشرت إلى رئيس الاكاديمية , وإلى السفير المصرى , وإلى مدير مصر للطيران وأتذكر أسمه جيداً (نهاد محرم) رحمه الله حيث شكلا الثلاث شخصيات حسب وظائفهم فى العاصمة الإيطالية ، مراكز للمصالح الشخصية وإبتعاد كلياً عن أداء الدور المنوط بهم لموظفى دولة فى الخارج وللحديث بقية ...