أحمد أبوالنيل يكتب: حرب أو لا حرب

ركن القراء



يدهشني البعض الذي يرى في الضربات الإسرائيلية في العمق السوري عدوانا غاشما على السيادة السورية في حين لا يرى هؤلاء في التوغل الإيراني  في كل شبر من الأرض السورية عدوانا على السيادة السورية ؟؟؟  بل لا يرون في التوغل التركي في الشمال السوري " منطقة عفرين " عدوانا سافرا وغاشما على السيادة السورية ؟؟؟  كما لا يرون في التوغل الروسي في الشمال الغربي لسوريا إعتداءا سافرا على السيادة السورية ؟؟؟ أو في التوغل الغربي الأمريكي في الشرق السوري عدوانا باطشا للسيادة السورية ؟؟؟ مثل هؤلاء - ومع كامل إحترامي-  تحركهم وتشكل وتحكم مواقفهم  أجندة وأدبيات ستينيات القرن الماضي وبالتالي إسرائيل من منظورهم هى وحدها العدو التاريخي للأمة العربية ويتجاهل هؤلاء أن إيران هى الأخرى إضحت عدوا تاريخيا للأمة العربية وكذلك تركيا في ظل حكم الإخوان باتت هى الأخرى عدوا ثالثا تاريخي للأمة العربية  .

وفي ظني أن مسرح عمليات الحرب في منطقة الشرق الأوسط يجري تجهيزه مع إحتدام الصدام الأمريكي والإسرائيلي من ناحية والإيراني من ناحية أخرى متزامنا مع تداعيات وتوابع الزلزال الأمريكي بالإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران والشواهد على ذلك كثيرة :- 

ولنقل أولا :  لأول مره بعد حرب أكتوبر المجيدة 1973 تفتح إسرائيل مخازن أسلحتها الذرية جرى منذ أيام قليلة .

ولنقل ثانيا : مخازن الأسلحة الإستراتيجية الأمريكية الحديثة والمتطورة والذكية الموجودة في إسرائيل جرى فتحها أيضا منذ أيام قليلة .

ولنقل ثالثا : جولة مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي في أوربا ومنطقة الشرق الأوسط وأسيا هدفها بالدرجة الأولى بناء تحالف قوي ضد إيران قبل عملية لعلعة الرصاص تذكرنا بجولة " ديك تشيني " وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ونائب الرئيس فيما بعد قبل غزو العراق وجولات " كولين باول " رئيس الأركان في البتاجون الأمريكي  .

ولنقل رابعا : الضربات الإسرائيلية في الجنوب السوري والتي إستهدفت البنى التحتية الإيرانية من قواعد عسكرية ومصابع حربية ومخازن أسلحة كانت بمثابة مقدمة متواضعة لما هو قادم ولما يجري التجهيز له .

إن عملية لعلعة الرصاص في سماء الشرق الأوسط يبدو أنها باتت أمرا حتميا ذلك أن تجهيز مسرح العمليات ثم تفكيكه بعد ذلك أمر لا يستطيع قائد سياسي أو عسكري تحمل تكاليفه لكن السؤال هنا هل ستكون حربا محدودة تقتصر على أذرع إيران بالمنطقة وتستهدف تواجدها على الأرض السورية  أم حربا مفتوحه وشامله تمتد لتدمير إيران وبرنامجها النووي والصاروخي وبيتها التحتية ؟؟؟ 

والإجابة على هذا السؤال مرهون بسببين :- 

الأول : قبول إيران طوعيا بالركوب لقطار التفاوض مع مجموعة 5* 1 لإبرام إتفاقا نوويا جديدا قبل فترة الأعياد ( شهر رمضان وعيد الفطر المبارك ) يتضمن :- 

أ‌- وقف التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بكل أشكاله وصوره .
ب‌- وقف كل برامج تطوير الأسلحة البالستية .
ت‌- نظام رقابي صارم على البرنامج النووي .

الثاني : مدى قدرة الولايات المتحدة على بناء تحالف عالمي قوي ضد إيران يتجاوز الخلافات الأمريكية – الأوروبية .

ثالثا :- مباغتة إيران لأعدائها وبدأها بالهجوم .

إن منطقة الشرق الأوسط حاليا باتت حبلى بتطورات وأحداث درامية ساخنة قد تكتب بالنار والدم ولم يعد أمام طهران فيما يبدو إما التخلي عن مشروعها التوسعي الأمبراطوري أو إنتظار العاصفة.