ماذا يعني انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني؟

تقارير وحوارات



بعد أيام من تهديده، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، وذلك في كلمة له من البيت الأبيض، الثلاثاء.

 

وقال ترامب: "أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني"، قبل أن يقوم بالتوقيع على القرار الذي اتخذه.

 

وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمته: "من الواضح أننا لن نستطيع منع إيران من تصنيع قنبلة نووية بهذا الاتفاق ذو البنية الضعيفة".

 

وتابع ترامب كلمته قائلا: "هناك خلل بجوهر الاتفاق النووي مع إيران، ونعلم جيدا ما الذي سيحدث إذا لم نفعل شيئا".

 

وتوعد الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية "على أعلى مستوى" على إيران، وهدد الدول التي تدعم مشروع طهران النووي بنفس العقوبات من قبل أمريكا.

 

اندلاع حرب

إلغاء أمريكا للاتفاقية من جانب واحد وفرضها عقوبات على إيران قد يدفع بالأمور إلى اندلاع حرب، وهو ما كان قد حذر منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديث مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

 

مشكلات بالاقتصاد الإيراني

ويرى مراقبون أن قرار الرئيس الأمريكي بالمضي قدما في الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، يعني أنه سيعود إلى زيادة العقوبات على طهران، وأن ذلك سيؤدي بدوره إلى تبعات دولية بالغة الخطورة، إذ أنه سيزيد من مشكلات الاقتصاد الإيراني.

 

توسيع الخلاف بين أمريكا وحلفائها الأوربيين

كما سيؤدي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الإيراني، إلى توسيع الخلاف بين أمريكا وحلفائها الأوربيين، الذين ظلوا يضغطون حتى اللحظة الأخيرة، من أجل الإبقاء على الاتفاق مع إدخال تعديلات عليه تلبي المطالب الأمريكية، فقد قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في واشنطن قبل إيام "نعتقد أننا يمكن أن نكون أكثر تشددا مع إيران وأن نتعامل مع قلق الرئيس" من دون التخلي عن الاتفاق، لافتا إلى أن "الخطة البديلة لا يبدو أنه تمت بلورتها حتى الآن".

 

إضعاف الرقابة على المشروع النووي الإيراني

ويعتبر مراقبون أن انسحاب واشنطن وربما انسحاب طهران من الاتفاق لاحقا، سيؤدي إلى إضعاف الرقابة على المشروع النووي الإيراني، وربما يزيد من فرص تمكن إيران من تطوير سلاح نووي، وقد كان ذلك واضحا في تصريحات معظم المسؤولين الأوربيين، الذين حذروا خلال الأيام الماضية من أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، ربما يجعل القوة النووية الإيرانية خارج السيطرة، وأنه من الافضل الاستمرار في الاتفاق من أجل إحكام الرقابة على برنامج طهران النووي.

 

يذكر أن الاتفاق النووى بين 5+1 مع ايران والذى وقع فى 2015  يشمل عددا من البنود منها الرفع التدريجى والمشروط للعقوبات مقابل ضمانات من طهران بعدم حيازة السلاح النووى وبموجب الاتفاق  وافقت إيران على خفض عدد أجهزة الطرد المركزى المستخدمة لتخصيب اليورانيوم ، وتعهدت عدم تجاوز هذا العدد عشر سنوات ، كما وافقت طهران على تحويل المفاعل الذى يعمل بالماء الثقيل كى لا يتمكن من إنتاج البلوتونيوم الذى يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.