حرب بسبب دعم حزب الله لجبهة انفصالية بالمغرب.. من سينتصر؟

تقارير وحوارات



حرب تصريحات شهدتها الساعات الماضية بين إيران وحزب الله والمغرب، بسبب الاتهامات المتبادلة بشان دعم الثاني لجبهة البوليساريو الانفصالية والتي تحاربها الحكومة المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي، أدت إلى قطع العلاقات مع إيران.


وأعلنت المملكة المغربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب "تورط" حزب الله اللبناني في إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو عن طريق "عنصر" في السفارة الإيرانية بالجزائر.

 

تورط حزب الله في دعم البوليساريو

البداية كنت عندما أفاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، بأن قرار قطع العلاقات مع طهران، صدر "ردا على تورط إيران عن طريق حزب الله في تحالف مع البوليساريو يستهدف أمن المغرب ومصالحه العليا، منذ سنتين وبناء على حجج دامغة".


وكشف الوزير المغربي أن هذه العلاقة بدأت عام 2016 حين تشكلت ما يسمى بـ"لجنة لدعم الشعب الصحراوي" في لبنان برعاية حزب الله، تبعها "زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف" في إشارة إلى مخيمات بوليساريو في الجزائر.


وأضاف بوريطة أن "نقطة التحول كانت في 12 مارس 2017 حين جرى توقيف قاسم محمد تاج الدين في مطار الدار البيضاء بناء على مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية تتهمه بتبييض الأموال والإرهاب، وهو أحد كبار مسؤولي مالية حزب الله في إفريقيا".


وتابع الوزير المغربي قائلا "بدأ حزب الله يهدد بالثأر بسبب هذا الاعتقال وأرسل أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر من "البوليساريو" على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب"، مؤكدا إرسال صواريخ "سام 9" و"سام 11" أخيرا إلى عناصر الجبهة الانفصالية.

 

نفي حزب الله دعم الجبهة

ومن جانبه، نفى حزب الله اللبناني، ما وصفها بـ"مزاعم" المغرب حول قيام الحزب بدعم وتدريب جبهة البوليساريو الانفصالية، معتبرا أن المغرب لجأ لذلك بفعل "ضغوط دولية" على حد تعبيره.


جاء ذلك في بيان للحزب نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، وجاء فيه: "تعليقا على القرار المغربي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وحول مزاعم وزير خارجيتها، بقيام حزب الله بدعم وتدريب جبهة البوليساريو، ينفي حزب الله هذه المزاعم والاتهامات جملة وتفصيلا، ويعتبر أنه من المؤسف أن يلجأ المغرب بفعل ضغوط أميركية وإسرائيلية وسعودية، إلى توجيه هذه الاتهامات الباطلة".


وأضاف البيان: "ويرى أنه كان حريا بالخارجية المغربية، أن تبحث عن حجة أكثر إقناعا، لقطع علاقاتها مع إيران، التي وقفت وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وتساندها بكل قوة، بدل اختراع هذه الحجج الواهية."

 

تحدي من جبهة البوليساريو

وفنّد أبي بشاري البشير، الممثل عن جبهة البوليساريو في فرنسا، قطع المغرب للعلاقات مع إيران على خلفية تقديم حزب الله اللبناني لدعم وتدريب لعناصر الجبهة، قائلا إنه "يتحدى" الحكومة المغربية تقديم أدلة على ذلك.


ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للبوليساريو على لسان البشير قوله: "إن الجيش الشعبي خاض حربه التحريرية الوطنية بالاعتماد بشكل حصري على الإنسان والكادر الصحراوي فقط، ولم يُسجل طيلة فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي، وجود عسكري تابع لأية جهة أجنبية كيف ما كانت، بجانب الجيش الشعبي الصحراوي".


وتابع قائلا: "إن هذا الادعاء الجديد، هو مجرد خطوة انتهازية يقوم بها المغرب للتموقع ضمن المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة ويهدف من ورائها إلى محاولة الاحتماء من وقعِ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، خاصة ما يتعلق منه بموعد 6 أشهر الذي يشكل سيفا مسلطا على رقبة الاحتلال من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع تحت رعاية الأمم المتحدة.