في عام ذوي الإعاقة.. آلاف الأطفال مهددون بفقدان السمع والكلام

أخبار مصر



عمليات زراعة القوقعة متوقفة منذ عام وتصريحات وزير الصحة فشنك
الأهالي يستغيثون والتأمين الصحي يرد: لا توجد أجهزة لإجراء عمليات 


ما بين تضارب تصريحات المسؤولين وحاجة أبنائهم للعلاج، وقع الآلاف من أهالي الأطفال ذوي الإعاقة السمعية "الصم" بين المطرقة والسندان، بعدما حصلوا على موافقات رسمية منذ عام تقريبا، على إجراء عمليات زراعة قوقعة لأبنائهم، تعيد لهم حاسة السمع والكلام وتساعدهم على استكمال حياتهم بشكل طبيعي، إلا أنه مع الأسف جاءت هذه الموافقات مع إيقاف التنفيذ، ولم يشفع لهم إعلان 2018 عاما لهم، ولا مواد الدستور  المصري الصادر في 2014 والذي نص على التزام الدولة بتوفير الإتاحة والوسائل المساعدة للمواطنين من ذوي الإعاقة؛ لمساعدتهم على تجاوز الإعاقة والتغلب عليها.

وأكد الدكتور أحمد عماد وزير الصحة، أن الأجهزة المستخدمة؛ لإجراء هذه  العمليات تم التعاقد عليها من الشركات المنتجة وموجودة بالفعل، ويتم إجراء العمليات دون توقف، ترد هيئة التأمين الصحي على المواطنين بعدم وجودها وعدم توفر ميزانيات لشرائها في الوقت الحالي، وأن عليهم الانتظار حتي العام المقبل؛ للتعرف علي تفاصيل المشكلة كان لنا هذه اللقاءات مع الأهالي والمسؤولين بالدولة. 


 في البداية يقول مصطفي سليمان من محافظة جنوب سينا وأحد أولياء الأمور: "اكتشفت أن ابنتي عندها ضعف سمع وتحتاج لعملية زراعة قوقعة منذ كان عمرها 9 شهور، والآن وصلت إلي 3 سنين، وللأسف رغم حصولي على قرار من التأمين الصحي منذ سنة بإجراء العملية، لكن ما زلت منتظرا، بسبب عدم وجود الأجهزة اللازمة في التأمين الصحي، ومنذ فترة خرج علينا وزير الصحة في الفضائيات ليؤكد توفر الأجهزة وأن العمليات يتم إجرائها، لكن عندما نذهب للتأمين الصحي لتنفيذ القرارات الموجودة بحوزتنا يرد علينا المسؤول بأن مناقصة شراء الأجهزة لم تتم من الأساس لعدم وجود ميزانية في العام الحالي لشرائها.    

وأضاف: نحن نعاني وكل واحد منا يشاهد ابنه أو بنته كل ثانيه وكل دقيقه لا يستطيع النطق، وكل أمله أن يسمع  صوته، والحل موجود في العملية التي لو أجريت في سن صغيرة تكون نتائجها أفضل.

واختتم حديثه قائلا: "لله الأمر من قبل ومن بعد، نتمنى أن يصل صوتنا للمسؤولين بالدولة، ويساعدونا لحل المشكلة التي تهدد مستقبل أولادنا".
             
وقالت أم الطفلة سلمي أحمد جلال، إن ابنتها عمرها 4 سنين و7 شهور وعندها ضعف سمع وتحتاج لزراعة قوقعة، حتي تستطيع السمع والكلام وتقدمت للتأمين الصحي وحصلت على الموافقة بعد مشقة كبيرة، بتاريخ 7 نوفمبر الماضي، وبرغم كل هذا الوقت لم يتم إجراء العملية إلي الآن، وكل يوم نأخذ وعود من التأمين الصحي ولا يتم تنفيذها، حتي علمنا في النهاية أنه لا يوجد أجهزة لإجراء العمليات، ولا اعرف ماذا افعل لإنقاذ ابنتي وعلاجها.


أما عمرو يسري والد طفلين توأم عمرهم 3 سنين و3 شهور يقول: أخذت الموافقة من شهرين  تقريبا، بعد العرض على اللجنة الطبية بالتأمين الصحي وإجراء كافة الفحوصات الطبية، وذهبت للمستشفي؛ لتحديد موعد لإجراء العملية، إلا أنني فوجئت بالرد بعدم وجود أجهزة حيث لم يتم عمل مناقصة لشرائها، ولن يتم إجراء عمليات الآن.

وفي نفس السياق أكدت أسماء محمد من محافظة الجيزة، أنها حصلت على الموافقة بعملية زراعة القوقعة منذ 7 شهور، بعد عمل الفحوصات لابنها البالغ من العمر سنتين، وتأكد اللجنة من  حالته، وذهبت بعدها لمستشفي وادي النيل لإجراء العملية لكن أبلغوها أنه لا توجد أجهزة، وأن عليها الانتظار لحين توفيرها، ثم تم إبلاغها مؤخرا أن التعاقدات مع الشركات التي كانت تورد الأجهزة انتهت ولا توجد ميزانية هذا العام لعمل مناقصة جديدة.

     
فيما تساءلت مروه عطا أم الطفلة رنا، صاحبة الـ 12 عاما ومن محافظة الإسكندرية: أليس من أبسط حقوقنا أن نسمع كلمة ماما ؟ مضيفة أنها تسلمت قرار الموافقة على إجراء العملية منذ شهر يوليو الماضي، بعد كم من المعاناة لا يتخيلها أحد، وتم عرض البنت على لجنة من 13 أخصائي وطبيب وعملت كل الفحوصات المطلوبة والإشعات وتم التأكد من حاجتها للعملية، ومن يومها وهي منتظرة، وكل يوم تحصل علي وعود من التأمين الصحي بقرب تحديد موعد للعملية بلا فائدة، وأكدت أن السبب عدم وجود أجهزة كما عرفت من موظفي التأمين الصحي، بالرغم من تأكيد وزير الصحة في تصريحاته أن استيراد الأجهزة تم بالفعل وموجودة، وللأسف هناك تضارب ولا نعلم أين الحقيقة،  وكل ذلك على حساب أولادنا ومستقبلهم.

من جانبه أكد دكتور خالد حنفي النائب المعين بمجلس النواب، أنه سيتقدم بطلب إحاطة لوزير الصحة بشأن هذا الموضوع، بعد تواصل عدد من الأهالي معه وشكوتهم من مرور أشهر على استلام الموافقات الرسمية؛ لإجراء العمليات لأولادهم، لكن دون فائدة، لافتا إلي أن الموضوع خطير ويمس حياة عدد كبير من الأطفال، مهددين بفقدان السمع والكلام تماما، ويجب حله على وجه السرعة لإنقاذهم.