د. حماد عبدالله يكتب: الإصرار على إستكمال الطريق

مقالات الرأي




كنت أتباهى للغاية بحمل ( للمسطرة حرف تى ) ، والتى كانت ضمن أدوات الدراسة فى التعليم الصناعى حيث كنا ندرس بجانب المواد المتخصصة لصناعة الغزل والنسيج ، من تكنولوجيا إنتاج ، وتكنولوجيا تراكيب منسوجات ، ندرس الرياضة التطبيقية والرياضة العامة ، والكيمياء والصباغة والتجهيز ، والتحضيرات ،وهندسة الآلات ، والقوى ، واللغة الإنجليزية لبعض المصطلحات الفنية وبجانب ذلك مادة الرسم الهندسى ، والرسم الصناعى والتصميم ، والتربية العسكرية ، والتربية الرياضية ، والموسيقى ، والأشغال الفنية .
شيىء من الخيال حينما أقارنه بما يحدث اليوم حتى على المستوى الجامعى!! وكنت وزملائى نتبارى فى الحضور فى المدرسة وفى الحصول على أعلى درجات أعمال السنة ، والحرص على الإشتراك فى الأنشطة سواء الفنية أو الرياضية ، وكانت مدبريات التربية والتعليم تنظم معسكرات عمل للشباب فى نهاية كل أسبوع حيث يوم الخميس نلتحق بمعسكر فى إحدى مدارس المنطقة ، ونعيش حتى مساء الجمعة ، غداء وعشاء وإفطار وصلاة جمعة ، وحفل سمر مساءاً ، وكذلك خدمة عامة كنظافة للحى المحيط بالمدرسة أو حتى نظافة المدرسة نفسها وإعادة ( دهان ) أخشابها وحوائطها وصيانة حماماتها لا شيىء مستحيل ، ولا شيىء غير محبب ، الجميع يعمل بحب وإرادة شخصية من كل شاب تحت قيادات مؤمنة بالعمل الطلابى والعمل العام ، كان المناخ كله وطنية ، وحب للوطن ، والعمل على رفع مستوانا فى كل مناحى الحياة .
وكم هائل من الذكريات ، نسترجعها معاً حينما يجتمع زملاء هذه المرحلة ، وأغلبهم مازال الإتصال بيننا قائم والحمد لله ،
وحينما إستعددنا لإمتحان الدبلوم ، كانت هى المرحلة الحاسمة فى حياتنا ، وإستكمالنا لدراستنا العليا والأمل هى كلية الفنون التطبيقية- قسم هندسة الغزل والنسيج ، وأمل وحلم كل واحد فينا ، حتى أننا كنا ننظر لأى خريج من هذه الكلية على أنه ، شخص محظوظ جداً .
 كنت أنظر لأستاذى المهندس "سمير شاهين" وهو صدبقى حتى اليوم ، على أنه القدوة والمثل الأعلى لأنه خريج كلية الفنون التطبيقية ، وكنت أضعه أمام عينى على أننى يجب أن أكون مثله خريجاً من نفس الكلية ، وقد كان وللحديث بقية .. 
فى هذا الزمن يقوم طلاب البكالوريوس فى كلية الفنون التطبيقية بالتدريب كأعضاء هيئة تدريس للمدارس الصناعية ، فكان يوم الأربعاء من كل اسبوع يحضر إلى مدرستى طلاب من كلية الفنون التطبيقية لإعطائنا دروس فى التكنولوجيا والتصميم الهندسى ، وكانت أروع لحظات عمرى فى هذا الوقت أن أشاهد هؤلاء القادمون من كلية الفنون التطبيقية (متدربون) حلماً رائعاً أن أكون مثل أحدهم وأتذكر منهم الأستاذ الدكتور "إبراهيم عبد الباقى" (فيما بعد) والدكتور (مختار الحمصانى) أصبحوا أساتذة يشار لهم بالبنان وللحديث بقية ...