بعد توليه قيادة الزمالك.. هل يمتلك "جروس" فلسفة تدريبية تعيد أمجاد "فيريرا"؟

الفجر الرياضي




نجح نادي الزمالك في إتمام التعاقد مع السويسري كريستيان جروس لتولي تدريب الفريق الأول لكرة القدم خلفًا لإيهاب جلال، بعقد يمتد لموسمين مقبلين، وبمقابل مادي يصل إلى مليون دولار للموسم الواحد.


ويستعرض لكم "الفجر الرياضي" تكتيكات كريستيان جروس والخطط التي يتبعها في المباريات وعلي من ينطبق ذلك من لاعبي الفارس الأبيض، علي النحو التالي :


*فلسفة جروس التكتيكية :

أبرز ما يتميز به المدير الفني الجديد للقلعة البيضاء في إدارته للمباريات، هو قدرته على تعديل خطة اللعب أثناء المباريات، بحيث يعتمد على خطة 4-2-3-1، والتي تشهد اهتمامه الملحوظ بلاعبي خط الوسط، ولا يفضل الإعتماد علي صانع ألعاب، بل يترك للاعبي الوسط والجناحين مهمة صناعة اللعب، وقد ظهر ذلك حينما كان مع أهلي جدة، حيث تولى لاعبو الوسط كل المهام الهجومية والمساندة الفاعلة وتحقيق الزيادة العددية في الثلث الهجومي، مع الاهتمام بالأدوار الدفاعية في مساندة ظهيري الجانبين على وجه الخصوص.

وتعتبر خطة 4-2-3-1 التي يتبعها جروس قريبة للغاية من خطة 4-3-3 الخطة البديلة لجروس، بحيث تعتمد بشكل كبير في الخط الأمامي علي الجناح الأيمن والجناح الأيسر، واللذان يلعبان خلف المهاجم الصريح أو ما يعرف بـ رأس الحربة.

وفي هذه الخطة يلعب ثلاثي خط الوسط أدوار قريبة لصناعة اللعب، ويكون أحد صانعي اللعب أو الجناحين الأيمن أو الأيسر يلعب دوراً حراً أكثر ولكن بصورة نسبية، وتبدا الهجمة من لاعب خط الوسط "الإرتكاز"، وعلي هذا اللاعب أن يكون قادر علي إيصال الكرة للهجوم في هذه الخطة بإرساله كرات طولية وبينية للخط الأمامي، وحال عدم توافر هذه الميزة به فإن الخطة تكون فاشلة.

ويكون خط الوسط في هذه الخطة مكونًا من ثلاثة لاعبين وعند بداية الهجمة، يتقدم الثلاثة لاعبين لمساندة خط الهجوم، خاصة مع الخصوم التي تعتمد علي الإستحواذ قليلاً وتبداً الهجمة بشكل هادئ، ولكن تشكل خطراً في الهجمات المرتدة في حال قطعت الكرة من قبل الخصم، ولكن مع وجود دفاع متميز قادر علي افتكاك الكرة دون إنذار، تكون الهجمات المرتدة لا تشكل خطورة كبيرة علي مرمي الفريق.

وتتميز تلك الخطة التي سيطبقها جروس مع الزمالك أيضًا أنها في حالة الهجوم يكون هناك عدة خيارات خاصة للمهاجمين، أما الدخول من العمق ولعب (الون تو) مع المهاجم الآخر ورأس الحربة أو اللعب علي الأطراف وبالتالي يكون هناك عدة خيارات للتمرير والدخول من الأطراف كون أن ثلاثي الوسط سيكون متقدم، أو بأن يبدأ الفريق هجمته عن طريق الإستحواذ واللعب بشكل هادئ ويستغل أي فرصه لإختراق دفاع الخصم.

كما تتميز تلك الخطة بأنها أفضل خطه لمواجهة خطة 3-5-2، لأنها تجبر طرفي الوسط علي الرجوع للخلف وأخذ أدوار دفاعية بدل من الهجومية، فيصبح الفريق الخصم مدافعاً بثلاثة قلوب دفاع وظهريين، بدلاً من الدفاع بـ3 قلوب دفاع فقط وأن يهاجم بالظهيرين، وهذا ما يضع الخصم في موقف خطير أمام هذا الضغط المعاكس.

*كيفية تطبيق خطط جروس مع لاعبي الزمالك :

بلا شك يستطيع جروس تطبيق فلسفته علي لاعبي الزمالك بسهولة، حيث يحوي الفريق كوكبة من النجوم في شتي مراكز اللعب، ولا ينقصها سوي مدرب ذو فكر عالي يستطيع توظيفهم وتحقيق أقصي إستفادة من إمكانياتهم، وهذا ما سينجح في تنفيذه جروس بدرجة كبيرة حال توفر له المناخ الملائم من حيث عدم تدخل الإدارة في أمور الفريق والإنغلاق باللاعبين عن وسائل الإعلام حتي تضبط الأوضاع.

وقبل أن نوضح كيفية نطبق فلسفة جروس، لابد التذكير بأن المدرب السويسري يميل دائمًا للاعب المنضبط الملتزم والمقاتل من أجل الفريق داخل الملعب لأقصي درجة، أمام عن توظيف لاعبي الأبيض بناءً علي خطط جروس، فنجد أن الأمور في الغالب ستسير علي النحو التالي :

-حراسة المرمى: يمتلك الزمالك حراس مرمي مميزين للغاية ويمتلكون الخبرة وهم أحمد الشناوي ومحمود جنش فضلاً عن حارسين من الشباب وهم عمر صلاح ومحمود عبدالمنصف ويتمتعون بقدرات جيدة ولكن يحتاجون لعنصر الخبرة والمتابعة فقط.

-الدفاع والأظهرة: يمتلك الزمالك أيضًا لاعبين جيدين بخط الدفاع يمكن تطبيق فكر وخطط جروس إعتمادًا علي غلقهم للخط الخلفي، وأهمهم: محمود علاء ومحمود حمدي الونش وإسلام جمال وحازم إمام وحمدي النقاز ومحمد عبد الغني.

-الوسط والأجنحة: يوجد بالفريق الأبيض نجوم حقيقين في مركز الوسط والأجنحة يتميزون بالقتالية والخبرة، وفي الوسط يوجد طارق حامد ومحمد أشرف روقا ومحمود عبدالعزيز ومحمود عبدالعاطي دونجا ومعروف يوسف وأحمد داوودا، بينما أبرز الأجنحة هم عبدالله جمعة ومحمد عنتر وأحمد مدبولي.

-الهجوم: يعاني الزمالك من تراجع مستوي خط الهجوم، برغم وجود العديد من المهاجمين المميزين، وأبرزهم باسم مرسي ونانا بوكو وكابونجو كاسونجو ومحمد الشامي ويوسف أوباما.



*"روشتة النجاح" في يد جروس :

يمتلك كريستيان جروس ميزة في منتهي الروعة يختلف بها مع القليل من مدربي الكرة الحديثة، ونقصد بذلك التعامل الأمثل مع الجانب النفسي للاعب، والمثال الأبرز لذلك في أوروبا هو الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي الذي استطاع ان ينتشل الريدز من منتصف جدول البريميرليج إلي "التوب 5" وظل الفريق علي وضعيته بصورة دائمة.

وبدون شك فإن التعامل مع الجانب النفسي للاعبي الفارس الأبيض سيعود بهم مرة أخرى المكانة المعهودة للنادي، خاصة وأن الكثير من اللاعبين يعانون من تذبذب في المستوي ولكن ربما بسبب المشاكل المحيطة بهم من تدخل الإدارة وتكرار تغيير المدربين، والدليل علي ذلك أن الزمالك عاد لعصره الذهبي في عهد جيسفالدو فيريرا الذي أحرز الثنائية المحلية ووصل الفريق بعد ذلك لنهائي دوري أبطال أفريقيا بثمرة مجهوداته، وقد نجح جروس بفضل ذلك الجانب مع أهلي جدة بصورة ملحوظة.