د. حماد عبدالله يكتب: مدرسة القاهرة الثانوية للنسيج

مقالات الرأي




إستكمالاً لمقالى يوم الجمعة الماضى ..أتذكر جيداً حينما ذهبت لتقديم أوراق تقدمى للمدرسة الثانوية الصناعية للغزل والنسيج فى شبرا ،كان إستقبالى من الإدارة إستقبال عظيم وتباهوا بالتلميذ الحاصل على أكثر من 98% فى الدرجات المؤهلة للقبول ، وأتذكر بأننى تزاملت فى فصل أول أولى ثانوى ، مع زملائى الذين إستكملوا معى المسيرة حتى الجامعة وهم لم يزيدوا عن العشرة الأوائل على الجمهورية طبقاً للقانون هم من حقهم التصعيد للدراسات الجامعية ومنهم تلك الأسماء التى ذكرتها فى مقدمة مقالى.
وكان نشاطى فى المدرسة منذ دخولى إليها مع مجموعة إتحاد الطلبة الذى إهتممت أن "أكون بين أقرانى قائداً لهم" بأن نعقد المؤتمرات فى المدارس الفنية "صناعة وزراعة وتجارة" لكى نقضى على قرار العشرة الأوائل وحق الجميع فى إستكمال الدراسة وكان ذلك مرفوض تماماً وأذكر فى مؤتمر لهذا الشأن تم تنظيمه بمنطقة مديرية شمال شبرا التعليمية ، أن فوجئنا بخطاب للسيد الرئيس "جمال عبد الناصر" بأن نظام التعليم فى مصر يجب أن يتواكب خريجينا مع أحيتاجاتنا فى سوق العمل ، من أجل ذلك حدد الأعداد المطلوبة للتصعيد فى المراحل التعليمية واغلق أمام الجميع فرصة الإستمرار فى التعليم العالى (مجاناً) إلا لمن يحصل على درجة فى العشرة الأوائل على الجمهورية .
وسوف يسعد صديقى الوزير الأسبق للصناعة الأستاذ الدكتور "إبراهيم فوزى" , والذى يعلم عن قصة حياتى تقريباً كل شيئ , وطيلة عٌمْرْ صداقتنا التى تعدت الثلاثون عاماً ، وكان الحاحه على أن أكتب قصة حياتى أو مقتطفات منها ،حيث من وجهه نظره "وأنا معه" فى ذلك سوف تكون قصة مفيدة كقدوة للشباب فى مجتمعنا وخاصة فى تلك الأيام التى نعيشها الأن يفتقدون فيها لقصص من قصص الكفاح "المعتبرة" والتى يجب الاشارة اليها.وها أنا بدأت البى له جزء من رغبتة الطيبة.
اخذت عنوان مقالى هذا من جملة كنت قد كتبتها فى بداية المرحلة الثانوية الصناعية وخاصة بعد ما لقيته من تكريم بداية من السيد رئيس الجمهورية حتى العاملون فى مديرية التربية والتعليم ومدرستى الثانوية الصناعية للنسيج بشبرا.
فكتبت على غلاف جميع (الكراسات) التى ادون فيها دروسى , وكذلك كتبى المدرسية هذه الجملة.
"لقد أخطأ "القدر" حينما أدخلنى التعليم الصناعى , ويجب أن "يصحح خطأه" !!
هذه الجملة لم تفارقنى أبداً لإحساسى بأننى أحلم بأن أدْرِسْ بالجامعة وأن أصل إلى أقصى حد فى التعليم العالى والدرسات العليا , وهذا ما قُدِرَ لى أن أقوم به , من "حسن حظى" ومن أصرارى كشاب (فقير للغاية) , حيث كانت أسرتى هى من أفقر الأسر المصرية , ولكن هذا لم يمنعنى ابداً على أن أواصل مرحلة الكفاح وأنا طالب فى مرحلة الثانوية , حيث كنت أعمل فى فصل الصيف فور حصولى على الإجازة السنوية , وحتى بداية العام الدراسى التالى .
وأستطيع أن أذكر تلك الأعمال التى قمت بها  حيث كانت متوفر لدينا فى هذا الزمن نشاط شبابى معترف به من الحكومة المصرية,بل وتشجعه مديريات الشباب وهى هواية (الأوتوستوب) ,
حيث يقوم الشباب بالتجوال فى أجازاتهم الصيفية بين البلاد فى أرجاء الجمهورية , مستخدمين طريقة (الاوتوستوب) بأن تقف على الطريق من بلده إلى أخرى , وترفع "أصبعك الابهام" أمام أى سيارة فى الطريق , فيقف لك سائقها (حسب قراره!!) لكى ينقلك مجاناً من القاهرة مثلاً إلى طنطا !! وهكذا وتقوم مديرية الشباب بأعطائك (دفتر) يشبه "باسبور" , يحدد فيه خط سيرك , وكذلك يوجد مكان لوضع خاتم "كشك المرور" فى البلد التى تصلها كما يسجل موعد وصولك وموعد سفرك من النقطة إلى النقطة التالية ، ويضع خاتم الشرطة (مرور الدقهلية)  مثلاً أو "مرور الجيزة" أو "مرور بنى سويف"!! وللحديث بقية....