العيش البتاو.. حكاية سيدات يتعلقن بخيوط الماضي: بنخبز علشان نعيش

تقارير وحوارات



قضوا أعمارهن في صناعة "عيش البتاو"، لسد رمق أسرتهم، ومساعدة أزواجهن، لاسيما في ظل ارتفاع الأسعار، وعدم استطاعتهم على شراء الخبز البلدي، فاعتادن على الاستيقاظ مبكرًا مع شروق الشمس للبدأ في رحلتهم اليومية، ليدخلن في تحدي مع الظروف المعيشية الصعبة، لمحاولة العيش دون أعباء.

                                                

لم يعرفن سيدات قرية الجزيرة بالعياط، منذ نعومة أظافرهن عملاً سوى صناعة "العيش البتاو"، تقولها فاطمة ذو التاسعة والخمسون من عمرها، مضيفة أن "العيش المرحرح البلدي مفيش أحسن منه ده اللي بيفكرنا ببركة زمان رغم أننا بنشوف الويل لحد ما نخبزه بس برتاح وبحس إني تعبي مراحش على الفاضي لما أكل لقمة منه".







وبملامح لم تعرف سوى شقاءً اتخذ أولوانًا في أدق ثناياها، تقول المرأة الخمسينية "بنأجر أرض من صاحب الملك علشان نشقى ونتعب ونساعد رجالاتنا علشان خاطر عيشتنا على أدنا شوية وبشوف الويل علشان خاطر ولادي وبروح الصبح الأرض بدل ابني وبساعد جوزي لما عيل من عيالي يتعب بشتغل أنا مكانه".

                                   

بينما تقول الحاجة اعتماد، التي يسترها سقف  "عشة" مصنوعة من "خشب البوص" مغطاة بقطع القماش الرث"عندي 60 سنة ورغم كبر سني بقوم كل يوم الصبح بدري أصلي الفجر وأكل الطيور وأفطر وبعدين أقعد أعمل الخبيز رغم إني ست كبيرة ومقدرش على البهدلة والتعب بس بعمل كده لأن بناتي مبيعرفوش يخبزوا".









وتضيف بصوت يملؤه الإرهاق "رغم إن بناتي مبيعرفوش يخبزوا بجيبهم علشان يتعلموا مني أنا وأخواتي.. أما جوزي بعامله زي عيالي بالظبط وبحب أكله زيهم وأنا عايشة علشانهم وبخبز وبناكل الأكل بتاع زمان علشان مفيد والعيش البلدي طبعاً بيبقى أحسن من العادي".