د. حماد عبدالله يكتب: قصتى مع التعليم الصناعى

مقالات الرأي




حان وقت أن أكتب قصتى مع التعليم الصناعى والحمد لله أن لى أساتذة وزملاء من هذه المرحلة مازالوا والحمد لله على قيد الحياة أمدهم الله بالصحة والعافية  وطول العمر ، ومن أهم الناس لدى شخصياً وصديق عمرى من المرحلة الإبتدائية فى التعليم الصناعى على مرحلتين الإعدادى والثانوى ثم الجامعة ، ثم الدراسات العليا فى خارج "مصر" بجامعة "روما" (إيطاليا) الأكاديمية الإيطالية للفنون الجميلة ، ثم العودة لأرض الوطن وشغل وظيفة مدرس بكلية الفنون التطبيقية حتى درجة الأستاذية فرئاسة القسم العلمى الذى أنتمى إليه وعمادة الكلية ووكالتها للدراسات العليا والبحوث ، صديقى المغفور له بإذن الله الأستاذ الدكتور "سعيد الوتيرى"(رحمه الله رحمة واسعة) وفى المرحلة المبكرة من عمرى وفى هذه المرحلة التعليمية المبكرة مازال أصدقائى م/أحمد ناصر ، م/شحاته السيد ، م/طاهر مناديلو وغيرهم ، ومازلنا نتواصل حتى هذه اللحظة ومن أساتذتى المهندس/ سمير شاهين ، مدرس التصميم أو الرسم بالمدرسة الثانوية بشبرا ومازال أستاذى وزميلى حتى اليوم فى النشاط الذى نزاوله فى شعبة هندسة الغزل والنسيج بنقابة المهندسين المصرية.
حينما حصلت على الشهادة الإبتدائية عام 1955، ادخلنى والدى المدرسة الإعدادية بالروضة بجزيرة منيل الروضة ، وما أن حصلت على النقل إلى السنة الثالثة الإعدادى عام 1957 ، قرر والدى أن يلحقنى بمدرسة جديدة تم إفتتاحها مع قرار الرئيس الراحل المرحوم" جمال عبد الناصر" بإنشاء تعليم صناعى فى مرحلة الإعدادى ، لكى يوفر لسوق العمل خريجين قطاع الصناعة المصرية 
( الواعدة فى هذا الزمن) بشباب صغير يتحمل مسئولية العمالة فى المصانع ، وكان قرار والدى (رحمه الله) هذا النظام أحسن من التعليم العام !! ولم أدرك فى هذا العمر ، ما أنا مقبل عليه !! مرحلة دراسية منتهية عند الحصول على دبلوم صنايع (إعدادى) إلا لمن يكون ضمن العشرة الأوائل على الجمهورية فيحق لهم الإلتحاق بالمرحلة التعليمية الأعلى فى هذا النوع من التعليم (أى أنها مراحل تعليمية ومهنية).
وبطبيعة الحال بإنتقالى من سنة ثالثة إعدادى إلى أولى أعدادى صناعى، فوراً كان تقدمى الرائع فى الدراسة وسط أقرانى ، وهنا تقابلت مع منافس لى فى الدراسة هو زميلى وصديق عمرى "احمد الجوهرى" وكان مثالاً رائعاً من التلاميذ على مر تلك السنوات وكل تلك الأحداث ، أطال الله فى عمره وأمده بالصحة والعافية .
ونتيجة تفوقى إذ بحصولى على المركز الأول على طلبة الإعدادية الصناعية عام 1959 ، ولكى يدعونى من خطط لإقامة أول عيد للعلم  فى مصر ، وأذكر ذلك فى ديسمبر 1959 وكان حفل كبير عقدته وزارة التربية والتعليم العالى بجامعة القاهرة وحضرها السيد الرئيس "جمال عبد الناصر" وكان لى حظ لقائه وتكريمى "كطفل نابغ" وكانت هذه النقلة النوعية فى حياتى فيما بعد ، وأذكر فى الحفل الذى أعقب الأحتفال بعيد العلم ، أن غنى "عبد الحليم حافظ" أغنيته الفريدة (ذات ليلة) أنا والأقلام والأوراق كنا فى عناق !! أغنية معبرة عن جيل من الشباب فى التعليم ولايجد وسيلة للإستكمال إلا بإعانة الدولة وقرار الرئيس "جمال عبد الناصر" بفرض مجانية التعليم عام 1961 ، فإستطعت أنا وغيرى الآلاف أن يستكملوا مراحلهم الدراسية العليا ، ولولا ذلك القرار ما كان أبداً فى إستطاعتى شخصياً وكذلك أسرتى تحمل مصروفات إستكمال التعليم العالى !!