"خالتي فرنسا" الحقيقية لـ"الفجر الفني": "أنا البطلة المجهولة لأفلام عبلة كامل" (حوار)

منى أحمد هريدي، أم وأب لأربع أولاد وبنت، لم أكمل دراستي وتركت المدرسة في الصف الثالث الإبتدائي، بدأت العمل مع والدي في العاشرة من عمري، كبائعة "فاكهة" بالسوق، وفي الآونة الأخيرة التحقت بفصول "محو الأمية"، أما عن شهرتي بـ"خالتي فرنسا"، فقد أطلق اللقب علي منذ الصغر، وهو نتاج تنفيذ نصائح والدي الذي أعطاني إياه حين قررت العمل معه، وأبرزها: " كوني كالرجال ولا تفرطي في حق من حقوقك"، و"أن أحارب من أجل لقمة العيش وتجنب ظلم الناس".

الفضل في شهرة هذا اللقب وشخصيتي، يرجع إلى الله عز وجل، ثم المصور مصطفى الشرشابي، كان دائمًا يقوم بتصويري، عندما يقابلني أثناء ممارسة عملي، سواء كان بيع أسطوانات الغاز، أو "العيش"، وتقدم للمشاركة بتلك الصور في عدد من المسابقات ونال عنها جوائز كثيرة.

لا تربطني أي علاقة بعبلة كامل على الإطلاق، وإلى الآن لم يسعدني الحظ لمقابلتها، حتى بعد الشهرة التي اكتسبتها من خلال السوشيال ميديا بعد التعرف على شخصية "خالتي فرنسا" الحقيقة، وأتمنى أن أشاركها ولو بمشهٍد واحد في أحد أعمالها.

فرحت أوي، ومن شدة فرحتي حضرت الفيلم ست مرات متتالية، وذلك لأنني في المرة الأولى لاحظت أنه يروي 80% من قصة حياتي التي عانيت فيها من ظروف المعيشة، وكانت فرحتي الأكبر أن من جسدت شخصيتي هي الفنانة عبلة كامل. 

طوال الوقت وأنا أشعر أن هناك تشابة بيني وبينها في الكثير من العادات والصفات، وجاءني هذا الشعور من خلال معرفتي بالأشياء التي تحبها، وهي ما نشترك فيها مثل "عشق التواشيح"، والتواجد بحلقات الذكر والمديح، وعدم ترك الحقوق.

في الحقيقة لم أفكر في أخذ مقابل لاستغلال الفنانة عبلة كامل، على الرغم من عرض أحد المحامين أن أتقدم ببلاغ ضد الفنانة عبله كامل، ووعدني بأن أتقاضى منها الملايين، ولكنني رفضت، وأنا لا أحتاج للمال، فلدي مصدر رزق، يكفي معيشة أولادي وظروفي، وفي الأول والأخر هذا رزقها، وهي استخدمت شخصية ليس أكثر، وهذا لم يؤثر علي في أي شئ. 

في الواقع ظهرت الفنانة عبلة كامل في العديد من المشاهد بالفيلم بما يخالف شخصية "خالتي فرنسا" الحقيقة، والأسوأ إظهارها بأن الناس يستأجروها في المشاجرات والمشاحنات، وارتكاب الفضائح من أجل المال، أو أنها امرأة لديها صحيفة جنائية "سوابق"، وفي الواقع لم يحرر ضدي محضرًا واحد، وكان من الممكن أن تساعد المظلومين من أجل الخير، ورد حقوق المظلومين، إضافة إلى أنها كانت تبكي أمام أسرتها وهو ما يظهرها كشخصية ضعيفة، لا تستطيع السيطرة عليهم.

استقبلت الكثير من التهاني والمباركات من أهل منطقتي لأن اسم شهرتي أصبح عنوانًا لفيلم سينمائي، وبالأخص أن الفيلم من بطولة فنانة بحجم عبلة كامل، وطوال الوقت وأنا أشعر بأن حياتي هي البطلة المجهولة، وملهمة أعمال "كامل"، ومن الممكن أن كل هذا جاء عن طريق الصدفة، ولكنها بالفعل تجسد في معظم أعمالها شخصيتي، وأبرز تلك الأعمال مسلسل "سلسال الدم"، والذي طهر فيه تمسكها بـ" الثأر".

الله أعلم إذا كان في استطاعتها أن تؤدي الدور بهذا الشكل لولا وجود "فرنسا" في الحقيقة، ولكن فريق العمل كان يتردد بشكل كبير على مكان عملي، ويقوم بالتسجيل معي والحديث عن شخصيتي وأسلوب تعاملي مع الناس، دون علمي بأن هناك تحضيرات لفيلم سينمائي.

في البداية بشكرها على كل أعمالها التي تقدمها سواء في أفلام سينمائية أو مسلسلات، ولكن هناك عتاب على عدم تمسكها بالعادات الشرقية التي نتميز بها، وذلك لأن ضرب الرجال من أجل المال أمر مرفوض ولا يوجد أي خير في مثل هذه الأفعال.