كلمة الأنبا باخوم في قداس الأربعين لأسقف طما المتنيح
ألقى نيافة الأنبا باخوم أسقف سوهاج والنائب البابوي لإيبارشية طما كلمة في قداس ذكرى الأربعين لمثلث الرحمات المتنيح الأنبا فام أسقف طما.
وجاءت نص كلمته الآتي:
فى هذا اليوم بل أحب أن أقول فى هذا الاحتفال ونحن نحتفل بمرور أربعين يومًا على نياحة أبينا الحبيب نيافة الحبر الجليل الأنبا فام. وأحب أن أقول لكم يا أحبائي:
"انه كان منذ أربعين يومًا أو أكثر يعيش معنا على الأرض ملاكًا وديعًا وطار الى السماء حيث مسكنه، وحيث عشه الذى أستراح فيه. وكما قال الكتاب المقدس "وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ." (لو ١: ٢٣).
ونحن عندما نتأمل فى سيرة أبينا المتنيح الجليل نيافة الحبر الجليل الأنبا فام نذكر له صفات كثيرة فهو الخادم الأمين الذى عاش بيننا ملاكًا على الأرض. كان عظة مرئية وليست عظة نسمعها، وكل من كان يتقابل معه يجد انه أمام ملاك من السماء.
كان يتصف بصفة الوداعة وكلنا تعلمنا منه "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ." هكذا كان نيافته وديعًا كوداعة الحملان وكان بسيطًا كالحمام وبهما كان يُظهِر رائحة السيد المسيح فى كل مكان،
الناس لما كانت تشوفه كانوا يقولوا لي سيدنا الأنبا فام شكله زى بابا نويل بسيط ونقوله يكفى "النظر فى وجهك يا أبى وأيضًا كان بسيطًا فى تعاليمه. وعظاته نابعة من القلب الذى له عشرة مع الله كان محبًا للصلاة والتسبحة على لسانه. "لاَ أَدْخُلُ خَيْمَةَ بَيْتِي. لاَ أَصْعَدُ عَلَى سَرِيرِ فِرَاشِي. لاَ أُعْطِي وَسَنًا لِعَيْنَيَّ، وَلاَ نَوْمًا لأَجْفَانِي، أَوْ أَجِدَ مَقَامًا لِلرَّبِّ". (كم ١٣٢: ٣ - ٥).
كان يحمل فى قلبه كل واحد من رعيته وكان يهتم بخلاص كل أحد ويسأل عن هذا وذاك بالاضافة الى ضحكته وبشاشته وأبتسامته التى لا تفارق وجهه مهما كانت الظروف.
وفى يوم الجمعة الكبيرة تذكرت نيافته عندما كنت أقرأ مراثى إرميا، كانت له عبارة مملوءة تسليم لربنا "من ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر"كان فى كل أمر يقول ياسيدنا سيبها على الله. من ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر.
أقول له فى هذا اليوم "أبى الحبيب طوباك يا من جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعى وحفظت الأيمان وأنت تفرح الآن بإكليل البر الذى يهبه الآن لك الله"اذ أنكسرت قارورة طيب حياتي على الأرض وفاحت منها رائحه المسيح الذكية نتأمل فى تلك الساعة التى أُسُتقبلت فيها السماء وهى فرحة وأنت أيضًا فرح بهذا الموضوع السمائي وأنت تسمع الآن " نعما أيها العبد الصالح الأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك "
وما لم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه ما أعده الله لمحبى أسمة القدوس كما قال ألهنا للأنبا بولا أول الأباء السواح عندما رأه مجاهدًا "كفاك تعبًا يا حبيبي بولا" ولو أحنا سألنا اى حد من أحبائنا اللى انتقلوا الى السماء ونقولهم ممكن تيجوا مرة ثانية وتقعد معانا على الارض هيقولنا (لا) لأن الحياة فى السماء حياة سعيدة.
فنحن نتذكر فى هذا اليوم سيدنا وهو فى السماء وهو فى فردوس النعيم يصلى من أجلنا وقد كسبنا لنا شفيعًا فى السماء.
ربنا ينيح نفسه ويعطينا كلنا العزاء. ونقوله يا أبانا لاتنسانا فى السماء متنساش أولادك والتعب اللى انت تعبته تكمله.
ربنا ينيح نفسه وخالص العزاء للأسرة المباركة ولكم جميعًا يا أحبائي ومن عمق قلوبنا نقدم جزيل الشكر لأبينا المحبوب والحنون قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني الذى دائم السؤال عنكم ويريد الاطمئنان عليكم وعلى أحوالكم جميعًا.
جزيل الشكر أيضًا الى لأبى نيافة الحبر الجليل الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح والآباء الذين حضروا جميعًا.
