أحمد متولي يكتب: هنا "دراويش السينما المصرية"

الفجر الفني



يحقق مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة دورة تلك الأخرى نجاحات تحسب له وتضعه بقوة في مصاف المهرجانات التي تقام داخل مصر وخارجها، وتجعله منافسًا قويًا لمهرجانات سينمائية أقدم منه في التأسيس قد يسحب منهم الأضواء لصالحه يومًا ما إذا ما حافظ على هويته واستطاع التطوير في أهدافه وأفكاره وسعيه في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنه من جمهوره ومتابعيه.

 

لا شك أن الدورة الـ20 من المهرجان التي تقام فاعلياتها حاليًا، استطاعت أن تكون دورة استثنائية بجميع تفاصيلها؛ بدءًا من إدارتها الشابة الممثلة في الكاتب الصحفي والناقد عصام زكريا باعتباره أحد أهم الكوادر النقدية الشابة في عالم الصحافة الفنية، وباعتباره اختيارًا موفقًا من قبل د. خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما ومستشار وزير الثقافة للسينما، واحتفاء هذه الدورة بمؤسس المهرجان والأب الروحي لعدد كبير من السينمائيين وهو الناقد الراحل علي أبو شادي، والاحتفاء بالتاريخ النقدي الذي تركه الكاتب الراحل سمير فريد، وتوقيع المهرجان بروتوكول تعاون مع السينما المغربية للاستفادة من ريادتها السينمائية في المنطقة العربية، وتكريم الفائزين بجوائز المهرجان علي مدي دوراته السابقة كنوع من العرفان لهم، بالإضافة إلى جمع أرشيف وبوسترات وصور الدورات السابقة لعرضها في المهرجان ونشرها الكترونيًا لتكون متاحة للجميع عبر الموقع الرسمي للمهرجان، إلى جانب مشاركات عدة دول عربية لأول مرة في مسابقات المهرجان مثل السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان، بخلاف عرض المهرجان مسابقة خاصة لأفلام الطلبة لأول مرة كنوع من دعمهم ودعم مشاريعهم الفنية الشبابية.

 

نعترف أن الكثير من المهرجانات (بما فيها العالمية) لا تخلو من السلبيات التي قد تضرب المهرجان في أي وقت وبدون ترتيب، ولكن إيجابيات الدورة الـ20 من المهرجان هذا العام تفوقت على سلبياته، وكانت أبرز ايجابياته (بخلاف ما تم ذكره سابقًا) هو فتح باب المشاركة للمتطوعين في المهرجان من أبناء المحافظة نفسها، وهم أغلبهم من فئة الطلبة من جميع المراحل بدءًا من الثانوية العامة وحتى المرحلة النهائية من الجامعة، وبدون استثناء جميعهم شعلة نشاط وتجدهم في جميع الأماكن يعملون بنفس الوتيرة وبنفس شعلة الحماس لا تفارق الابتسامة وجوههم طوال الوقت إضافة على ذلك يتمتعون بمعرفة عدد من اللغات الأجنبية تساعدهم في خدمة جميع زوار المهرجان وضيوفه رغم تنوع جنسياتهم.

 

صراحة سيحسب لإدارة المهرجان هذا العام تأسيسهم لقاعدة جماهيرية لهم (من الشباب المتطوعين وغير المتطوعين) داخل المحافظة، وكما اشتهرت الإسماعيلية بأنها بلد "النضال والمقاومة"، و"السمسية"، و"دراويش الكرة المصرية"، ومدينة "السحر والجمال"، وأنها بلد العظماء أصحاب التاريخ المثمر أمثال عثمان أحمد عثمان، والفنانة الراحلة تحية كاريوكا، والممثلة رجاء الجداوي.. وغيرهم الكثير، ستكون في وقت قصير بلا شك بلد "دراويش السينما المصرية" في أقل وقت ممكن إذا استمر المهرجان في دعم وتنمية مهارات أكبر فئة من شباب المحافظة والاستفادة من خبرتهم في الدورات القادمة.

 

للتواصل مع الكاتب Ahmed Ramadan