سامح فهمي يدير وزارة البترول "من الباطن"

العدد الأسبوعي



يجتمع مع قيادات الوزارة والشركات الكبرى ب"سكاى سبورت" بالتجمع الخامس


إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأداء وزراء البترول السابقين، بسبب جهودهم فى إعداد البنية الأساسية لمشروعات إسالة الغاز التى تسهل تحويل مصر لمركز إقليمى للطاقة، كانت نقطة تحول واضحة لهؤلاء أعادتهم إلى المشهد مجدداً خصوصاً سامح فهمى، وزير البترول الأسبق، والذى بدأ فى الظهور بكثافة خلال الآونة الأخيرة.

«السيسى كان وجه الشكر لفهمى مؤخراً، رداً على حالة الجدل التى تفجرت مؤخراً بعد استيراد شركات مصرية الغاز الإسرائيلى لإسالته فى محطتى إدكو ورشيد والتى تم إنشاؤها فى عهد «فهمى»، وتمت تسميتها حيئذ «الهرم الرابع لمصر»، لأنه يتم من خلالها تصدير الغاز المسال إلى أكثر من 17 دولة.

فهمى المعروف بشعبيته الكبيرة وسط القيادات والعاملين فى القطاع، عاد للعب دور فى المشهد بمحاولة لم شمل القطاع البترولى الذى يعانى من شرخ كبير، نتيجة بعض السياسات الخاطئة والأزمات المتلاحقة التى حدثت داخل وخارج الوزارة، بسبب هيمنة قيادات بعينها على صناعة القرار فى القطاع المهم للاقتصاد القومى.

منتجع سكاى سبورت، بمنطقة القاهرة الجديدة، شهد لقاءات فهمى مع المقربين له من قيادات ورؤساء بعض الشركات ومختلف العاملين بالقطاع، لمناقشة القضايا المهمة على الساحة البترولية.

ويعتبر منتجع «سكاى سبورت» بشارع الـ90 بالتجمع الخامس، المكان المفضل لكبار قيادات قطاع البترول، خصوصاً مع ارتفاع قيمة عضويته التى تصل لما يزيد على 250 ألف جنيه، كما أنه المقر الدائم لوزراء سابقين للبترول، وأشهرهم فهمى حيث يضم المنتجع مطاعم وقاعات اجتماعات تستضيف ندوات وحفلات.

وتعتبر «بتروسبورت» الشركة الرائدة فى مجال الاستثمار الرياضى التابعة لوزارة البترول، هى المالكة للمنتج، وتم إنشاؤها بهدف توفير الخدمات الرياضية والاجتماعية للعاملين بقطاع البترول وغيره والمساهمة فى تطوير الرياضة المصرية والنهوض بها للعالمية، بإنشاء الأندية الرياضية والاجتماعية وإدارتها، إنشاء شركات أو وحدات رياضية وطبية مستقلة، وتسويق الأنشطة الرياضية والإعلامية محليًا ودوليًا، وإقامة وإدارة الفنادق وقاعات المؤتمرات.

و«سكاى سبورت»، منتجع اجتماعى مميز للصفوة يقع على أعلى نقطة بمنطقة التجمع الخامس منفصل ويضم عددا من قاعات المناسبات، وصالات البلياردو، ومكتبة، وقاعة خاصة باجتماعات رجال الأعمال، ومجمع اسكواش، وملاعب تنس ملحق بها مبنى خدمات، وملعب كرة خماسى وحمامى سباحة ترفيهى للأطفال، وشلالات، ومطاعم مختلفة وساونا وجاكوزى وسبا.

وينقسم النادى لـ3 أجزاء منفصلة، الأول خاص بمنتجع «سكاى سبورت» فقط وله بوابة خاصة ويحتوى على قاعات بلياردو، وحمامات سباحة، وعدة ملاعب مختلفة، وغرف ساونا وجاكوزى، ويتردد فهمى وتوأمه هادى على المنتجع بصفة دائمة للعب البلياردو سوياً أو مع أصدقائهما المقربين.

أما الجزء الثانى فهو عبارة عن نادى «بتروسبورت» الاجتماعى، الذى يضم أسر العاملين بمختلف هيئات وشركات البترول المشتركين فى عضويته، فيما يضم الثالث مجموعة الاستادات المختلفة لاستضافة مباريات كرة القدم.

ويدين القطاع للوزير فهمى بفضل كبير، خصوصاً أنه أسس «بتروسبورت»، التى تساهم بجانب إنشاء القلاع الرياضية فى تنظيم المسابقات الرياضية ومنها بطولة الإسكواش الدولية للرجال، إحدى أكبر 5 بطولات على مستوى العالم بالإضافة لإنشائه أندية البترول المختلفة، إنبى وبتروجت ونادى بتروسبورت.

وكان الظهور الأول لفهمى خلال الفترة الأخيرة، مشاركته فى جلسات مؤتمر «ايجيبس 2018 للبترول»، الذى افتتحه الرئيس السيسى، والذى شاركت فيه شركات البترول العالمية، والغريب أن فهمى لقى حفاوة شديدة من جانب قيادات شركات البترول عند وصوله إلى القاعة حيث أصروا على تحيته بحفاوة شديدة، وتم تخصيص مقعد له بالصف الأول.

وقام طارق الملا، وزير البترول، بالتوجه إلى فهمى حيث تبادلا الترحيب فى مشهد لافت كما رحب بالوزير الأسبق، عدد من رؤساء شركات البترول العالمية، وعلى رأسهم كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذى لشركة اينى الإيطالية وبعض من رؤساء الشركات الأخرى المختلفة.

ويحرص التوأمان سامح، وهادى الذى يشغل منصب الأمين العام لجمعية البترول، على التواجد والمشاركة فى أى حدث أو مناسبة تتعلق بقطاع البترول، بالتزامن مع تدشين عدد من العاملين فى القطاع حملة تحت عنوان «رد الجميل» لتكريم فهمى وذلك بقيادة الدكتورة حنان عبدالمنعم، مدير فرع شركة مهارات الغاز والزيت بأسيوط، والتى تعتبر من أقوى سيدات القطاع حالياً، لخبرتها الكبيرة فى مجالات التدريب بمختلف شركات القطاع.

ويحظى «فهمى» بدعم ومساندة أندية روتارى سيدات البترول أيضاً، خاصة أن معظم الاكتشافات الحالية بدأ التخطيط لها فى عهده، إلا أن اندلاع ثورة 25 يناير، أدى لانسحاب شركات البترول الأجنبية من مصر لـ5 سنوات ما أصاب قطاع البترول بالشلل التام.

وشارك التوأمان «فهمى» فى مختلف المناسبات التى شهدها قطاع البترول خلال الآونة الأخيرة، وأبرزها عزاء والد طارق الحديدى، رئيس هيئة البترول السابق، وعزاء نجل محمد مؤنس، وكيل أول وزارة البترول لشئون الغاز السابق، بالإضافة لعزاء والدة حسين فتحى رئيس شركة مصر للبترول.

كما كان لحضوره ومشاركته فى انتخابات نقابة المهندسين مؤخرا أيضا مفعول كبير، حيث كان فهمى يدعم ويؤازر هانى ضاحى، وزير البترول السابق، والذى أصبح نقيباً للمهندسين.

ومؤخرا اختارت المجموعة المالكة لشركة رويال ريسورسيز العاملة فى مجال البترول، فهمى، رئيساً تنفيذياً لها، حيث تم تكوين ائتلاف يضم الشركة وغارب للبترول، حيث نجحت فى الفوز بمنطقة امتياز لحقل طائر البحر بخليج السويس التابع لشركة جنوب الوادى القابضة للبترول.

ويحسب لوزير البترول السابق التوسع فى شركات الإنتاج المشتركة والاستثمارية التى حقق فيها طفرة غير مسبوقة فى إنتاج مصر من البترول والغاز، كما انطلق بشركتى إنبى وبتروجت إلى العالمية، من خلال فتح أسواق خارجية فى العديد من الدول، وعمل على إنشاء خط الغاز العربى الذى يمر بين مصر والأردن وسوريا، وكان على وشك دخول الأسواق الأوروبية لتوصيل الغاز المصرى.

وسط عودة فهمى للتألق فى عالم الطاقة، انطلقت صفارات الإنذار فى وزارة البترول تحسباً لرحيل الوزير طارق الملا، مع وجود احتمال قوى برحيل شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، خصوصاً أن الأخير هو الذى أتى بـ«الملأ» خلفاً له فى قيادة الوزارة، وكان الأخير يحظى بدعمه طوال الوقت، حيث كان يقوم بعقد اجتماعات مستمرة بجميع قيادات البترول دون حضور الوزير فى أحيان كثيرة لمتابعة ما يتم تنفيذه من مشروعات قومية مهمة تتطلب خبرة كبيرة واتخاذ قرارات حاسمة.

أما السبب الرئيسى والمرجح فهو سوء العلاقة بين وزير البترول الحالى وأعضاء مجلس النواب، خاصة أعضاء «ائتلاف دعم مصر» صاحب الأغلبية البرلمانية، بعد عدة مواقف لم يحسن فيها الوزير التصرف وكسب رضا النواب خصوصاً فيما يتعلق بطلبات التعيينات والتى أسندها الوزير للواء ناجى نفادى، الأمين العام للوزارة مسئول الاتصال السياسى، وإبراهيم خطاب، وكيل الوزارة للشئون الإدارية الذى يتحكم فى كل صغيرة وكبيرة ولا يستطيع الوزير تمرير أى قرار دون موافقة الأخير عليه وهذا سبب رئيسى فى تذمر رؤساء الشركات والهيئات من نفوذ إبراهيم خطاب الذى لم يحدث بعد فى وزارة البترول بالإضافة لمركزية القرار دون الاستماع لأى آراء أخرى.

وتسبب غياب الشفافية والعدالة الوظيفية والتنظيمية بين العاملين بالقطاع البترولى، نتيجة نفوذ خطاب فى نشوب مشادات وخلافات كثيرة لتدخل الأخير فى اختصاصات مسئولى الوزارة ما تسبب فى تقدم طارق الحديدى رئيس هيئة البترول السابق باستقالته من منصبه نتيجة سكوت وعجز «الملا» عن مواجهة «خطاب»، الذى يحظى بدعم فهمى، وترشحه التوقعات لتولى الوزارة.

وهناك اتجاه آخر للاعتماد على المهندس محمد شعيب رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعة «إيجاس» السابق خلال الفترة المقبلة، حيث يحظى بدعم وحب الجميع، خاصة أنه قادر على إحداث نقلة نوعية فى القطاع.

وكان شعيب تعرض للإبعاد من رئاسة الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» فى عهد حكم جماعة الإخوان، وتدعم جهات بالدولة شعيب لتولى الوزارة فى المستقبل لخبرته الكبيرة فى القطاع.