العالم يعلن الحرب على "الخلافة الافتراضية" لداعش

العدد الأسبوعي



هل حصل داعش على حصته من إعلانات فيديوهات الإرهاب على "يوتيوب"؟

"فيس بوك داعشي" فى الطريق


يدرك تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية التى اعتمدت مؤخراً، وبشكل رئيسى، على مواقع التواصل الاجتماعى فى التجنيد والترويج والتهديد أيضاً، أن الملاحقة التى تستهدفه الآن على الأرض، ستنتقل إن عاجلاً أو آجلاً إلى الفضاء الإلكترونى، وأن «المقصلة الأمنية» ستصل إلى كل حساباته على المنصات التقليدية على شبكة الإنترنت، بلا رحمة.


1- فيس بوك داعش

وانطلاقاً من ذلك، لا يمكن الاستهانة بما سبق أن أعلنت عنه شرطة الاتحاد الأوروبى «يوروبول»، وتداولته وسائل إعلام غربية وتسبب فى حالة من الفزع فى الأوساط الأمنية هناك، من أن «يوروبول» قد رصدت تنسيقاً إلكترونياً بين تنظيم «الدولة الإسلامية/داعش»، وبين غيره من التنظيمات الإرهابية الدولية، للهروب من مواقع التواصل الاجتماعى التقليدية، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، ليس إلى موقع جديد، ولكن إلى «شبكة كاملة» هذه المرة، لأغراض الدعاية والتمويل بعيداً عن الرقابة الأمنية، فيما يشبه «فيس بوك « خاص بداعش وحلفائه، بحيث تكون لتلك التنظيمات، السيطرة المطلقة والتحكم فى منافذ الشبكة الجديدة، بشكل كامل.

كذلك، سبق أن حذر مارك ميتشل القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع الأمريكى للعمليات الخاصة صراحةً من أن «القضاء على الخلافة المادية لا يمثل نهاية تنظيم الدولة الإسلامية أو جماعات إرهابية عالمية أخرى» و«أنه مع فقدان التنظيم للأراضى، فسيزيد اعتماده على وسائل الاتصال الافتراضى، وسيواصل إلهامه بتنفيذ الهجمات»، وهى تصريحات تتطابق مع ما سبق أن أعلنه رون جونسون رئيس لجنة الأمن الداخلى والشئون الحكومية بمجلس الشيوخ الأمريكى قائلاً: «هذه هى الخلافة الجديدة - فى الفضاء الإلكترونى».


2- "تليجرام" ..التطبيق الملعون

تطبيق لا يمكن اختراق رسائله، فيتم تدميرها بعد ثوان فقط ، فيما يتم محو كل أثر لتلك الرسائل لدى المرسل له، فلا يمكن الوصول إليها أو إعادة بث مضمونها مرة أخرى، وبالتالى فهو بالقطع تطبيق مثالى لأعضاء التنظيمات الإرهابية، وبالأخص لـ«تنظيم داعش»، الذى خسر معاقل خلافته المزعومة على الأرض فى سوريا والعراق، وقرر التوجه إلى الفضاء الإلكترونى، ومنصات التواصل الاجتماعى، لتدشين «خلافة افتراضية» بديلة.. وبقواعد جديدة تماماً.

بذلك حصل «تليجرام» بجدارة على لقب «التطبيق المفضل» للإرهابيين حول العالم، بعد أن سحب البساط من «تويتر» وبعد أن بات موقع «فيس بوك» مهجوراً من جانب الإرهابيين. كما أصبح مؤسسو «تليجرام» فى مواجهة مباشرة مع ضغوط أجهزة الأمن فى دول العالم، بعد أن ظهر التطبيق كعامل مشترك فى المحادثات بين المجموعات الإرهابية المنفذة، لكافة الهجمات الإرهابية الدموية التى شنها «داعش» ضد الغرب خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

كان بافيل دوروف، مؤسس تيلجرام قد شدد دفاعه عن «تليجرام» فى أعقاب هجمات باريس، قائلاً: « إنه من المضلل القول بأننا مسئولون عن الهجمات أو أى شركة تكنولوجيا أخرى، لا يمكننا تشفير الرسائل للجميع ما عدا الإرهابيين، لذا وضعنا خيار التشفير».

وبشأن لجوء كل من تنظيمى «القاعدة» و»داعش»، لتطبيق «تليجرام» وبث قنواتهما عليه، ترد إدارة تطبيق «تليجرام» على الهجمات الضارية ضدها، بأنها تقوم بإغلاق 60 قناة مرتبطة بمنظمات داعش وأنصارها يومياً، وأن هذا الرقم يصل إلى أكثر من 2000 قناة شهرياً، مؤكدة أنها تحاول الحد من تلك القنوات قبل أن تنتشر.

غير أن ذلك لم يمنع الصدام بين «تليجرام»، وهو تطبيق يجمع بين وسيلة التواصل الاجتماعى والرسائل الفورية الالكترونية، وبين الحكومة الروسية، من الوصول إلى منتهاه.

فأعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة، الخميس الماضى، أنها «ستطلب من القضاء الروسى حظر تطبيق تليجرام نهائياً، لأنه الأكثر استخداماً بين شبكات الإرهاب فى موسكو»، وذلك بعد انقضاء مهلة التحذير التى منحتها الأجهزة الأمنية الروسية إلى «تيلجرام»، لتسليمها مفاتيح تشفير بيانات المستخدمين، ما يتيح لها الاطلاع على رسائلهم الخاصة، بدعوى ضرورة مواجهة نشاط «الإرهابيين»، خاصة بعد حادث بطرسبورج الذى قام به انتحارى، وأسفر عن مقتل 15 مواطنا روسيا.

وفى ظل اتهامات من جانب الشرطة الأوروبية «يوروبول» لـ«تيلجرام»، بأنه يرفض التعاون معها فى مجال مكافحة الإرهاب، يتعرض تطبيق التواصل الاجتماعى الأكثر أماناً فى العالم، لصعوبات أمنية بالغة فى إندونيسيا أيضاً.


3- مذبحة "تويتر"

موقع تويتر، وهو أعلى منصات التواصل الاجتماعى استخداما بين الإرهابيين، وأعضاء تنظيم داعش ، قبل أن يتراجع لصالح «إنستجرام» و«تليجرام» و«جوجل بلس»، أعلن الخميس الماضى أيضاً عن حذف 1.2 مليون حساب إرهابى منذ 2015 وحتى نهاية 2017.

ونص «تويتر» فى تقريره كذلك، على أنه خلال النصف الثانى من عام 2017 تم إيقاف حوالى 274.460 حساب بشكل دائم، لأسباب تتعلق بالإرهاب، على خلفية ضغوط حكومية قوية من الأجهزة الأمنية فى العالم .

وكان مقاتلو وأنصار تنظيم داعش قد اعتادوا على التواصل على «تويتر» عبر حسابات وهمية، تستخدم أسماء حركية تحمل شعارات التنظيم، المعروفة مثل «باقية وتتمدد، والخلافة، والبغدادى .. إلخ».

ووفقاً لإحصائيات، نشرت فى أكتوبر الماضى، يمتلك تنظيم داعش، 30 ألف حساب على «تليجرام»، كل حساب يتابعه حوالى 3 ملايين شخص، بخلاف «انستجرام»50 ألف حساب، حذف منها 15 ألفا مؤخراً، بخلاف عشرات الآلاف من التويتات، وكذلك ما يزيد على مائة فيديو وإصدار مرئى للتنظيم على شبكات التواصل الاجتماعى يومياً، بهدف الدعاية والتجنيد.


4- بريطانيا تطارد "واتس آب"

وكان تطبيق واتس آب، المملوك لشركة فيس بوك، رفض طلباً من الحكومة البريطانية، للتجسس والاطلاع ، على رسائل بعض المستخدمين من خلال تثبيت خلل أمنى فى الشبكة، يسمح للأمن البريطانى بالاطلاع على الرسائل المرسلة عبر الشبكة، وقد اتهمت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر ريد، التطبيق بأنه «يستخدم تشفيراً، يمكن المجرمين والإرهابيين من الإفلات من العقاب»، كما سبق أن أعلنت تريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية، أيضاً، أنها تسعى لتغيير أو حظر تشفير التطبيقات التى تستخدم التشفير من النهاية إلى النهاية، منها تطبيق آبل «iMessage»، و«واتس آب»، و«تيلجرام» و«سيجنال»، وهى تطبيقات الدردشة المفضلة للإرهابيين.

فيما رد الخبراء على تلك التصريحات، بأن خاصية التشفير ذاتها هى من تحمى أيضاً المواطنين من قراءة رسائلهم من قبل المجرمين، كما أنها الضمانة لتأمين التقنيات المصرفية.


5- "يوتيوب" و"داعش".. مصلحة متبادلة

وقامت عائلات ضحايا مذبحة أورلاندو بولاية فلوريدا، وناجون من المذبحة التى أودت بحياة 49قتيلاً، ونفذها الأمريكى، من أصل أفغانى، عمر متين، فى ناد للمثليين بالولاية، برفع دعاوى قضائية ضد شركات «جوجل» و«تويتر» و«فيس بوك» بتهمة نشر دعاية متطرفة لتنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، الأمر الذى تسبب فى وقوع المذبحة. كما اتهمت الدعوى تلك الشركات بالتربح من زيادة الإقبال على الفيديوهات الإرهابية، التى قامت بنشرها، عبر زيادة الإعلانات عليها، و دفعت الدعوى القضائية أيضاً بأن موقع «يوتيوب»، التابع لشركة «جوجل»، يدفع لأصحاب الفيديوهات الأكثر نجاحاً، وتدر إعلانات أكثر، وبالتالى فمن الوارد أن يكون قد دفع لتنظيم داعش، أو لوكلاء عنه مقابل الإقبال على تلك الفيديوهات.