توفيق عبدالحميد: ابتعدت لأننى فقدت المتعة ولا أريد التمثيل لمجرد الوجود

العدد الأسبوعي



سر اعتذار عاطف الطيب له على خشبة المسرح

لست نادمًا على العمل بمهنة التمثيل رغم قسوتها


لم أعتزل التمثيل، لكن أنتظر دورا يحمسنى للعودة، بهذه الكلمات بدأ الفنان الكبير توفيق عبدالحميد حواره معنا، بعدما تطرقنا معه فى الحديث عن الفن والدراما والمسرح، وسر الغياب، والاعتذارات المتكررة عن العمل كان آخرها الجزء الثانى فى رمضان الماضى للكاتب الكبير وحيد حامد، وقال توفيق: فقدت المتعة والدهشة، ولا يوجد سبب فى العالم يجبرنى أن أكون مجرد محترف ليس رفضًا للاحتراف لكن مازال بداخلى روح الهواية، فأنا هاو أكثر، ومطالبى فى الحياة ليست كبيرة، وحين أمثل «بالعب»، وحينما فقدت المتعة والسعادة ابتعدت.

وتابع توفيق: «قررت أن أبعد عن التمثيل عام 2010، وهذا ليس اعتزالا، إنما قرار بالبعد فقط، ومستعد للعودة فى أى وقت، ورهن أى دور جيد يغرينى فقط، بالبلدى كده «لازم الدور ده يخلينى اشعر بالندم لو ماقدمتوش»، فنحن فى مهنة شديدة القسوة فى ظروفها ومواعيدها، وهذا لا يعلمه الكثير.

وعما إذا كان ندم على مشواره فى الفن قال: «لست نادمًا على العمل بمهنة التمثيل رغم قسوتها، لأننى أعشق الفن، فأنا تخرجت فى كلية الحقوق عام 1979، ولم أعمل ساعة واحدة بالمحاماة، وقررت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ومنذ تلك اللحظة وأنا داخل تلك اللعبة والمجال، ومحب وعاشق للفن لأقصى درجة، وحينما ابتعدت كان قرارًا شخصيًا منى، ولم أجبر عليه، للظروف السالفة الذكر، وأنا بطبيعتى لا أعرف الندم».

وعندما سألناه عما إذا كان هذا الكلام ينطبق على المسرح أجاب: «ليس لديّ حنين للمسرح حاليًا، لأن الرغبة فى البعد بالنسبة لى حالة عامة سواء كانت مسرحًا أو تليفزيونيًا أو سينمائيًا، ولست مجبرا على التواجد لمجرد إنى ممثل شاطر وبأنجز فقط، واعترف أننى قدمت أدواراً من باب أكل عيشى، فى البدايات لكن حاليًا وبعد كل هذا العمر والتجربة وجدت نفسى لست مضطرا لذلك».

وتابع: «أعترف أيضًا أن رحلتى فى عالم الفن صعبة وشديدة الخصوصية ظللت أمثل وأقدم أدوارا لست راضيًا عنها كلية كى أخرج من عنق الزجاجة، وظللت بعنق الزجاجة حوالى 20 سنة تقريبًا وهذا الرقم كبير جدا فى عمر أى فنان.

وعن أقرب الأدوار لقلبه قال: «فى السينما حلم العمر، وفى المسرح رجل القلعة، وفى التليفزيون دورى بمسلسل «أين قلبى»، وأحب أيضًا عزيز المصرى فى مسلسل «حديث الصباح والمساء».

وأشار عبدالحميد إلى أنه متفائل طوال الوقت، لأن مع الجملة التى قالها العالمى نجيب محفوظ بعد حصوله على نوبل فى الآداب حينما قال: أنا ملتزم بالتفاؤل، وأنا معه ليس لدى أية اختيارات أخرى.

وعن قصة عودته مع الجميلة شريهان يقول عبدالحميد: «أولا المنتج جمال العدل، صديقى وزميل دراسة فنحن كنا سنويًا منذ شهادة الثانوية العامة، وقدمت معه واحدًا من أهم أدوارى، بمسلسل «حديث الصباح والمساء»، ودائمًا ما يعرض علىَّ أدوارًا منها ما يناسبنى لكن لا أجد الوقت لتقديمها وأخرى لا تعجبنى فأعتذر، وعرض علىَّ منذ فترة عملا وافقت عليه، لكن تعرضت لانزلاق غضروفى، فاعتذرت عنه، وانتظرنى كثيرا فطلبت منه أن يبحث عن بديل، قبل عودة شريهان، التى أسعدتنا جميعاً، لأنها نجمة كبيرة سواء كنت معها أم لا، فأنا لا أحسبها بهذا الشكل فأنا رجل محب للفن فقط لا غير.

أما عن تجربته كمدير للبيت الفنى للمسرح فيقول عبدالحميد: «المناصب لم تغيرنى أبدًا، فأنا كنت باتقى الله، فى هذا المنصب، وكان لدى رؤية وتصور لنهاية أزمة المسرح التى لها عقود طويلة، ولم أكن أريد أن يمر أحد من جيل الشباب بنفس تجربتى وأقصد عنق الزجاج كى يأخذ فرصته، وحينما أدركت أننى لن أستطيع تحقيق رؤيتى فانصرفت، كى لا أفشل، فالإدارة بالنسبة لى لم تكن غاية بل وسيلة ليس أكثر، كان نفسى أحقق ما كنت أطمح للتطوير لكن الظروف كلها كانت ضدى».

أما عن أكثر الممثلين حبا لتجاربه فى الفترة الأخيرة فيقول توفيق: «يحيى الفخرانى من الرجال، ونيللى كريم من السيدات، أحب تجاربهما، وأكون حريصًا على متابعة أعمالهما الرمضانية بشغف كبير، ومن المخرجين كاملة أبوذكرى مبدعة».

وبسؤاله عن أفضل مؤلف بالنسبة له قال عبدالحميد: «محسن زايد الله يرحمه دون منازع، كنت أعرفه قبل أن أعمل معه فى حديث الصباح والمساء لكنه لم يكن يعرفنى، وحينما قدمت معه هذا الدور الذى رشحنى له صديقى جمال العدل، محسن زايد الله أخجلنى بكلامه عنى وعن موهبتى، وصرنا أنا وهو صديقين لأبعد الحدود».

أما عن أكثر الجمل التى أثرت فيه فقال عبدالحميد: «جملة قالها لى المخرج الراحل عاطف الطيب، بعد أن شاهدنى لأول مرة على المسرح كنت أتقاسم بطولة مسرحية مع المطرب مدحت صالح اسماها «المهر»: فوجئت به يصعد على المسرح، وباس رأسى وقال أنا آسف إنى مخدتش بالى أنه عندنا ممثل كبير زيك، أنا اتخضيت خاصة أننى كنت أراه لأول مرة، لكننى فى ذلك الوقت كنت بمرحلة عنق الزجاجة التى قلت لك عنها.