حكايات عصفور قمر الدين.. امرأة سيئة الحظ!

العدد الأسبوعي



الحب لا يعرف معنى لكلمة مستحيل، يجمع ما بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، فمعه تذوب كل العقائد والمعتقدات والاتجاهات، فالحب مرض ليس له دواء سوى الاستسلام لأعراضه، حتى لا تجد نفسك بين يوم وليلة شهيداً له، لم يكن يتخيل فى يوم من الأيام، أن يكون فى شباك امرأة من أشد أعدائه، امرأة أخذت منها الأيام كل ما كانت تملكه، الزوج الثرى والنفوذ والثروة، لتبقى وحيدة، تائهة تبحث عن أى شط رجل، لتلقى بنفسها فيه، لعلها تتجاوز أزمتها، التى حولتها لنصف امرأة، فلم يعد وجهها هذا الوجه الذى كان يجذب الرجل بابتسامة رقيقة، ولم تعد المرأة المثيرة كما كانت، فقد أفقدها الحزن والتفكير نصف وزنها، رغم أنها تحاول أن تخفى ما فعلها بها الزمن، بملابسها الباريسية وسهرها وصوت ضحكاتها الرنانة، وبطبقات متعددة من المكياج، لتدارى بها علامات الإرهاق، التى كست وجهها، تحاول أن تعود للحياة، ولكن الكل يعاملها على أنها كارت خاسر فاقد صلاحيته فلا يوجد رجل ارتبطت به إلا وكان مصيره السقوط، بعد أن كان يسعى خلفها سياسيون ورجال أعمال ونجوم مجتمع، أصبح الجميع يخشى الاقتراب منها، حاولت أن تبحث فى دفاترها القديمة، عن رجال كانوا يحلمون بشرب فنجان قهوة بصحبتها، ولكنهم الآن يتهربون منها ويرفضون حتى فكرة الجلوس معها لدقائق معدودة، فرغم زيجاتها المتعددة إلا أنها تعترف لنفسها فقط بأنها لم تحب أى من أزواجها السابقين، المرة الأولى كان سائق والدها الخاص، لم تكن وقتها تجاوزت الثامنة عشر، وعشقت السائق صاحب الجسم الممشوق، فقررت الزواج منه عرفيا، وبعدها اكتشف والدها الأمر، وقام بتسوية الموضوع فى سرية تامة، قبل أن يدبر لها زيجة علنية قبل أن تتخرج من الجامعة، وأقام لها حفل زفاف كبيرا ليحاول تجميل فعلتها مع سائقه الخاص، ولكنها لم تستطع أن تكمل زواجها، لأنها لم تر فى زوجها سوى أنه نصف رجل، وافق أن يتزوجها من أجل مال والدها لا أكثر ولا أقل، بعد موت والدها، تزوجت كثيراً، وكانت تخفى زيجاتها عن الجميع، وبمجرد أن تنتهى نزوتها، تقرر تمزيق ورقة زواجها تحت قدميها، كانت تشترط أن يكتب لها كل زوج شيكا على بياض، لتقبل الزواج منه، وكانت تستخدم هذا الشيك للضغط على أزواجها، للانفصال فى هدوء حتى لا يكون مصيرهم السجن، وفى إحدى الزيجات، رفض الزوج تمزيق عقد زواجهما العرفى، فقامت بوضع اسم صديق لها على الشيك الموقع على بياض، ووضعت فيه مبلغ 10 ملايين جنيه، وبالفعل صدر حكم بحبس زوجها ثلاث سنوات، وأنهار الزوج وقرر أن يطلقها مقابل أن تطلب من صديقها أن يمنحه مخالصة ليوقف حكم حبسه، وبعد أن تخلصت من هذا الزوج، قررت أن تقتحم عالم البيزنس من أوسع أبوابه، وكان طريقها إليه عالم رجال الأعمال، فكانت تتلاعب بهم كقطع الشطرنج، تزيح هذا من طريقها، وتضع مكانه شخصًا آخر، لدرجة جعلت اثنين يرتبطان معاً بصداقة وبشراكة عمل، يختلفان ويفضان شراكتهما بعد أن وعدت كل منهما بالزواج، فضربت الغيرة علاقة الرجلين ودخلا فى حرب معلنة عليها، وفى النهاية تركتهما وذهبت لرجل أعمال آخر أكثر ثروة ونفوذا منهما، استطاعت أن تخطفه من كل ما حوله، وتجعله كالخاتم فى إصبعها، ينفذ لها كل ما تطلبه، مقابل أن تختفى هى عن أعين الجميع فى المنزل التى اختارته بنفسها، ليكون سجناً لها، ولكنها فضلت أن تدخل السجن بقدميها، طالما أن لهذا السجن خزائن ممتلئة بالماس والدولارات وكل ما تحلم به. ولكنها لم تكن تعلم أن القدر يخفى لها مفاجآت عديدة، مفاجآت حطمت كل أحلامها بالثروة والسلطة والنفوذ، ووجدت نفسها بين يوم وليلة شبه عارية، بعد أن تراكمت الفوائد والديون على زوجها الجديد، وقرر السفر بتذكرة واحدة ذهاب بلا عودة، وتركها وحيدة مفلسة بعد أن رفضت السفر معه للخارج، فلم يعد لديها الثروة التى ضحت بنفسها من أجلها، ولا النفوذ التى كانت تستخدمه فى إدارة مشروعاتها وشركاتها، ولا حتى الرجل الذى أقنعت نفسها به كزوج، الآن هى فى مرحلة تفكير عميق، كيف تتصرف، وإلى من تلجأ، وماذا تخفى لها الأيام، الأسبوع القادم نكمل باقى القصة..