علي نبوي يكتب: انتهى مسلسل "الأهلي والسعيد" وكلاهما خَسِر

مقالات الرأي



 

7 سنوات قضاها عبد الله السعيد داخل جدران القلعة الحمراء يحصد البطولات.. يجمع الأموال.. يستمع إلى أهات وصيحات وأناشيد الجماهير.. يعلو اسمه.. مثله كأي لاعب أخر داخل النادي، انتقل إليه من الإسماعيلي في عام 2011 بعدما عانى الدراويش من أزمة مالية طاحنة ضربته في ذاك التوقيت.

 

وبعدما نضج وأصبح له دورا رئيسيا مع الفريق الأحمر، وكان سببا أساسيا في حصده للألقاب، عشقته الجماهير الحمراء، وتغنت به في الكثير من الأوقات، ووجدت فيه محمد أبو تريكة الجديد في ظل ظهوره بشكل مميز للغاية مع الفريق.

 

وعلى الرغم من تولي تدريب الأهلي أكثر من مدرب في الفترة التي لعب فيها السعيد، إلا أنه كان عنصرا أساسيا في تشكيل المارد الأحمر، ونال ثقة الجميع لما يمتلكه اللاعب من قدرات فنية خاصة لا يمكن لأحد ان يغفلها.

 

تلقى اللاعب العديد من العروض وتحديدا من أندية خليجية لكن إدارة الأهلي تعاملت بحنكة واقتدار معها، ونجحت في الحفاظ عليه داخل الفريق، خاصة وأن جميع المدربين كانوا يرونه القادر على صناعة الفارق إذا تأزم الموقف في المباريات، لامتلاكه القدرة على التصويب من وضع ثابت أو متحرك أو صناعة هدف بلدغة من لدغاته.

 

وفي الفترة الأخيرة ومع اقتراب السعيد من نهاية عقده مع القلعة الحمراء، وتباطئ المسئولين في الأهلي من تجديد تعاقد اللاعب، الذي اقترب من إكمال عامه الثالث والثلاثين، ارتكب فعلا "كالجريمة" في عيون الأهلاوية وقام بالتوقيع على عقود انتقاله للزمالك، في ظل الأموال الباهظة التي أغرى بها مسئولو القلعة البيضاء اللاعب ووكيله، حيث حصل على 40 مليون جنيه دفعة واحدة، وهو ما لم يحدث مع أي لاعب في مصر قبل ذلك، دون النظر إلى نية المسئولين في الزمالك سواء بهدم الأهلي بخطف أهم لاعب في الفريق أو خطفه بداعي أنها نجحت في زعزعة استقرار الفريق الأحمر وإيصال رسالة للجميع أن أي لاعب من الفريق الأحمر من الممكن أن يرتدري القميص الأبيض في أي وقت والدليل على ذلك "السعيد".

 

لكن إدارة الأهلي وعلى رأسها محمود الخطيب "بيبو" بعدما علمت وتأكدت من توقيع السعيد للزمالك، أصرت على تمديد تعاقد اللاعب، واستعانت بترك أل شيخ الرئيس الشرفي للنادي لإقناع اللاعب بذلك وبالفعل نجحوا في إبقاء السعيد لموسمين أخرين دون الكشف عن القيمة المالية وإن كانت الأنباء قد أشارت إلى حصوله على مليون ونصف المليون دولار في الموسم الواحد.

 

ولكي يحفظ الأهلي حقه ويؤكد بأنه نادي المبادئ مثلما يقال، وبعد 5 ساعات فقط من إعلان تمديد السعيد للنادي الأحمر، أعلن مسئوليه البحث عن عرض لإعارة اللاعب أو البيع النهائي، لحفظ ماء الوجه بعد "جريمته" كما يطلق عليها جمهور الأهلي، لينتقل إلى فريق الكوبيون بالورسورا الفنلندي لشهرين على سبيل الإعارة لأجل منتخب مصر نظرا لقرار تجميده، ثم البيع النهائي إلى أهلي جدة السعودي عقب نهاية الموسم.

 

الخلاصة.. بعدما انتهى مسلسل الأهلي والسعيد أرى بأن كلاهما خَسِر.. الأهلي قد خسر لاعبا من أهم لاعبيه في المواسم الأخيرة إن لم يكن الأهم، واللاعب هو الأخر خسر شيئا عظيما جدا وهو حب جماهير القلعة الحمراء له، وهتافات وأناشيد لن يجدها في مكان أخر، بجانب شئيا ثانيا وهو منصب له داخل النادي بعد نهاية مشواره مع كرة القدم.