د. حماد عبدالله يكتب: سياسات الدولة ( ثالثاً ) الإدارة !!

مقالات الرأي



لا يمكن أن نتحدث عن تنمية شاملة في مصر المحروسة دون التحدث أو الالتفات الى التنمية الجزئية مصر حباها الله بكل عناصر النجاح وكل عناصر التقدم بدءاً من موقع عبقري تحدث عنه العالم قبل أن يتحدث عنه المصريون وعلي رأسهم الأستاذ المرحوم "الدكتور جمال حمدان" في موسوعته العلمية 
( شخصية مصر ) "عبقرية المكان" ومع ذلك فنحن لم نستخدم هذه المنحة الإلهية لشعب مصر التي تحدث عنها القرأن الكريم ، ورسوله العظيم تحدث عن مصر وشعب مصر ولم نأخذ في حسابنا أو تقديرنا السياسي  كل هذه المنح الإلهية .
مصر حباها الله بجانب موقعها ،وشعبها حباها بثروات طبيعية غير محدودة وغير مكشوف عنها جميعاً حتي اليوم .
مصر حباها الله بأرض لم يستغل منها أكثر من 8% نعيش عليها ولم تقترب من
 90% من مساحتها خوفاً من الغربة أو خوفاً من المجهول أو كسل أصاب أهل المحروسة شعباً وحكومة ..!!
مصر حباها الله بمناخ طيب صيفاً وشتاءاً وحماها من أحزمة الزلازل ، والبراكين  والجفاف ، والسقيع !!
مصر حباها الله بالنيل العظيم وكانت مصر هبة النيل والعكس صحيح أيضاً النيل هبة الله للمصريين  ومع ذلك يتدفق أكثر من 50% من حجم مكعب مياهه إلي الفراغ إلي البحر أو إلي المجهول في أراضي المحروسة التي مازالت بعضها بل أغلبها يروى بطريقة ( ري الحياض ) أي ري الجهل و نظم ري قدماء المصريين  وإن كنت أشك في ذلك !!
وهنا يجب أن تقوم سياسات الدولة الحديثة والتي تعمل "بنظام ديناميكي" للنمو وبالعلم "وبوضع الرجل المناسب في المكان المناسب" وبرغبة سياسية جادة في التقدم "ودفع عبائة الكسل" عن هذا الشعب وعن حكومته ، وأن تتوازى الطموحات مع العمل أو العكس أن يتوازى الأداء مع الطموح مع أحلامنا ، وليست بمعجزة أن" تتقدم اليابان" كل هذا التقدم دون إمتلاك "خمس" عناصر النجاح التي نمتلكها ليس من المعقول أن تتقدم ( سنجافورة ) وهي جزر لا تمتلك غير البحر والسماء  غير معقول ، وغير معقول ، وغير معقول ..!!!!
يجب أن نعيد خريطة مصر ( ماستر بلان ) وأن نقسم هذا الوطن تقسيم إداري يعتمد علي "ما يمتلكه كل إقليم من ثروات" سواء كانت تحت الأرض أو فوق الأرض وكذلك البشر في الإقليم ونظام التعليم سواء قبل الجامعي أو الجامعي في كل إقليم حيث "يحدد نوعية القوى البشرية" في كل إقليم نوع سوق العمل فيه  والذي بالقطع يختلف كل عن أخر .
وهذه الأقاليم لابد أن تدار بنظام مؤسسي إقتصادي  وليس بنظام تعيين  أهل الثقة وأهل  الحظوة إذ لابد أن يؤهل لإدارة الإقليم ببرنامج تنفيذي مخطط مركزياً ويحاسب علي كل ما ينجز أو "يتقاعس عنه المدير ومجلس إدارته" وعليه فإن من يتولي إدارة الإقليم يكون "مسئولاً أمام وزير الأقاليم الإقتصادية" أو أمام مجلس الوزراء عن أدائه وكذا الأجهزة الرقابية المختلفة التي تراقب أداء الإدارة في الأقليم ، بما فيها شخص مدير الأقليم ،كما يرتبط الأداء ببرنامج زمني محدد بكل توقيتات التنمية والتشغيل والخدمات التي تقدم لشعب الأقليم من خلال التنمية في الأقليم ( تنمية جزئية ) سوف يصب في التنمية الكلية ( تنمية شاملة ) وسوف يرفع من الناتج المحلي الإجمالي للدولة!!   
   Hammad [email protected]