نورهان أسامة تكتب: ورحل أحمد خالد توفيق إلى "ما وراء الطبيعة"

ركن القراء



ليلة من الليالي التي لم ولن تنسى في ذاكرة جيل بالكامل.. ليلة قضاها الكل في ذهول غير مستوعب رحيل الأب الروحي والعراب..

لم يجتمع جيل كامل بكل أطيافه واتجاهاته مثلما اجتمع على حزن رحيل الكاتب والروائي العظيم أحمد خالد توفيق.

لم يتربى جيل كامل ويتشكل وعيه وأفكاره كما تربى على كتبه وعلمه.. لم يتحد الشباب على ذكرى شخص مثلما اتحد على حبه.

نعزي بعضنا البعض في الشوارع وكأننا فقدنا قريبا أو صديقا عزيزا
نحن جيل فقد الأمل في  الإجماع أن هناك شخص رائع أو قدوة.. ولكن جاء رحيل أحمد خالد توفيق لنجد عكس ذلك.

الشخص الوحيد الذي لم يخذلنا كان السند الوحيد الباقي لجيل كل الناس تجاهلت أحلامه.. صديق الطفولة والمراهقة والشباب تكون فكرنا و ووجداننا معه..

أول من خاطب فئة المراهقين والشباب، بدأها بسلسلة "ماوراء الطبيعة"، ثم "فانتازيا" و"سافاري"، بعدها أصدر العديد من الروايات منها (شآبيب) و(يوتوبيا) و(مثل إيكاروس) و(في ممر الفئران) كما ترجم عشرات الكتب والروايات وكان يكتب مقالات في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.

توفي الطبيب والكاتب المصري أحمد خالد توفيق  الإثنين 2 أبريل  2018، عن عمر ناهز 55 عاما إثر أزمة صحية مفاجئة.

وقد ولد توفيق في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يونيو 1962 وتخرج في كلية الطب عام 1985 وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997

عرف الراحل بـ”العراب”، بسبب نوعية كتاباته المتميزة وأسلوبه السلس في الكتابة

قال أحمد خالد توفيق ذات مرة:
هناك عبارة يقولها (ر. ل. شتاين): أريد أن أكتب على قبري "جعل الأطفال يقرأون.. أما أنا فأريد أن يُكتب على قبري (جعل الشباب يقرأون) و قد كان .. من أبرز أقواله التى تركت بصمة وأثر: لا أخاف الموت ولكني أخاف أن أموت قبل أن أحيا
ما انتهى ببطئ لا يعود بسرعة.. لا يعود أبدا
ما أهون الموت حين يكون خبرا في مجلة أو سطرا في حكم محكمة

فهمت الآن الحكمة من كون عمر الإنسان لا يتجاوز الثمانين على الأغلب ؟ لو عاش الإنسان مائتي عام لجن من فرط الحنين الى أشياء لم يعد لها مكان

“ليتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقًا أم أننا نتقمص ما نراه ؟”.
“صدقيني.. سيأتي يوم تشكرينني فيه على أنني لم أبذل جهداً للاحتفاظ بك !

كل مقولة من هؤلاء تركت ما تركت بالنفوس  وعلمتنا ما علمتنا عن سياسة الحياة وفلسفتها مثلما علمنا