إسلام الداوي يكتب: أحب نجاة

ركن القراء



كنت أرسل كل صباح وردة لأصدقائي وأحبتي ، ولكن تغير حالي مابين عشية وضحاها ، وأصبحت أرسل لهم بعضا من روائع اغاني "نجاة الصغيرة" فلأغانيها المهدئة للقلوب ولإسمها الذي علي إسم والدتي ، وكأن "الحب والهوي والأشواق علشانا مخلوقين يا حبيبي....ولأن العيون تشعر ولها لغتها قالت " حبيب عنيا حبيب احلامي حبيب دموعي وهنا أيامي " ، أكون سعيدا بصوتها الجميل وألحان كمال الطويل وبليغ حمدي ، وكان لصديقاتي حظا من تلك الأغاني فما بين "كل ثانية في عمري بتقولك بحبك " و " انا بعشق البحر زيك يا حبيبي حنون زيك مجنون " ، إلي أن وصلنا إلي الطريق "أنا بعشق الطريق لأنه فيه لقانا وفرحنا وشقانا ".

فربما البعض يقول أنني أهرب من حالتي اليائسة أو أنني أريد الذهاب بعيدا عن ميدان السياسة ، لكن الحقيقة أحب الزمن الجميل بأغانيه.

حقيقة كلنا يحتاج لأن يخرج من حالة الكبت والإفصاح عن مشاعره فلا نسمع الكلام ونسكت ولا نأخذ جانبا من البيت ونبكي ونتناحر مع أنفسنا، فها هي كوكبة الشرق حينما غنت "أروح لمين ؟" لم تقولها من فراغ ولم تسكت بل عبرت عن مشاعرها بالكلمات والأغاني ، ولم تتوقف عند اللوم فقط بل تجاوزت " ولا ليلة ولا يوم أنا دقت النوم أيام بعدك " ...حتي أنها تعد النجوم وليال السهر "كل يوم وكل ليلة أسهر لبكره في إنتظارك يا حبيبي ".

فحقيقة من منا لم تنتبه أذناه ويروح عقله حينما يقول مذيع الراديو "الآن نستمع لحفلة أم كلثوم " ، أو "أنتم علي موعد مع نجاة الصغيرة " من منا لم يشتاق لحفلاتهما ونغمات فرقتيهما التي كانتا تشجي العقول وتطربنا، هذا الزمن الجميل لن يعوض لإنها منظومة كاملة وأناقة كلمات وشياكة ألحان وروعة أداء ، أعود وأقول إنني لست مراهقا ولكن من يسمع لأغاني الزمن القديم يشعر بسمو روحي ،فما بالك بساعة عصاري وانت جالس علي شاطئ البحر وتستمع لنجاة تقول "انا بعشق البحر زيك ياحبيبي " ، او لكوكب الشرق إذ تغني "اسهر لبكرة في انتظارك يا حبيبي ؟" ، إن أم كلثوم ونجاة لا نستطيع نسيانهم بكلماتهما الراقية وكأنهما تغنيا بروحهما لا بأسنتهما، أليستا أفضل من زمن "أزوقه زقه " ، و "ركبني المرجيحة "! ؟