أحمد عزيز يكتب: رهانات السيسى والتحديات الشاقة للنهوض بمصر

ركن القراء



انتهت أمس انتخابات الرئاسة المصرية، ولا أحتاج أن أنتظر النتائج لأعرف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى فاز بولاية ثانية. هناك منافس هو السيد موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، إلا أنه من أنصار الرئيس السيسى، وهو قال عن نفسه خلال حملة الانتخابات إنه ليس عميلاً لأحد وأنا أصدقه.

الرئيس السيسى أمامه عمل شاق للنهوض بمصر، وأرى أن أساسه قهر الإرهاب والنهوض باقتصاد مصر، فى بلد يزيد عدد سكانه كل سنة بأكثر من مليونى نسمة.

الحكومة المصرية حققت نجاحات ضد الإرهاب والإرهابيين، إلا أن بعضهم لايزال موجوداً من الصحراء الغربية إلى سيناء، فهم ضعفوا ولم ينتهوا. الاقتصاد يعتمد كثيراً على السلم الوطنى، فمع اكتشاف كمية هائلة من الغاز فى البحر الأبيض المتوسط  فإن نهوض الاقتصاد من عثاره سهل، والمطلوب أن يفيد جميع المصريين.

هناك حملات على مصر فى الصحف الغربية، وهى تعكس الخوف من مصر قوية فى المستقبل، أى خوف إسرائيل وأنصارها.

قرأت خبرًا فى «نيويورك تايمز» عنوانه: «هل تحتاج إلى صاروخ كورى شمالى؟ هاتف السفارة المصرية»، المقال يزعم أن هناك تجارة غير شرعية بين كوريا الشمالية ومصر أزعجت الولايات المتحدة، حليفة الرئيس السيسى. المقال يزعم أيضاً أن مصر اشترت سلاحاً من كوريا الشمالية وتسمح للدبلوماسيين فى سفارتها بأن يبيعوا السلاح لدول الشرق الأوسط.

الجريدة نفسها، فى مقال آخر، قالت إن الرئيس السيسى قلق، مع أن نتيجة الانتخابات مضمونة. أنا أعرف الرئيس السيسى وهم لا يعرفونه، ولم أرَه قلقاً أبداً، إنما هو يهتم بأن يشارك فى الانتخابات أكبر عدد من المصريين

الرهان كان على الرجال والنساء والشباب الذين شفوا بفضل الله أولاً من وباء فيروس «سى»، وعلى نحو مليونين من المصريين البسطاء يحصلون على معاش كرامة وتكافل، من ربات الأسر وكبار السن وذوى الإعاقة، وعلى أبناء القرى الذين دخلت إلى منازلهم مياه الشرب وخدمات الصرف الصحى بعد طول حرمان.

رهان السيسي كان على المرأة المصرية التى لم تنل تقديرها المستحق بقدر ما نالته فى عصر السيسى، وعلى متحدى الإعاقة الذين نحتفل بعامهم فى هذه السنة، وعلى أسر رجال الجيش والشرطة وآباء وأبناء وزوجات الشهداء والمصابين الذين يضعون الرجل فى حبات قلوبهم.

رهان السيسي على أبناء شعب يفخرون بجيشهم الذى صار أقوى مما كان عليه فى أى مرحلة من تاريخنا، بفضل خطة هادئة مدروسة وطموح، وضعها السيسى وأشرف على تنفيذها، لتصبح قواتنا المسلحة قادرة ورادعة، تطهر الأرض من أعداء الحياة، وترهب أصحاب الأطماع فى ثروات مصر ومصالحها الحيوية فى إقليمها وخارجه، رهان السيسي على كل فئات الشعب وطوائفه وطبقاته. 

الناس نزلت بكثافة فى الانتخابات على مدار الثلاثة أيام وهى تتمسك بأهداب أمل وتطارد حلماً بالحلم، وتتأبط واقعاً جديداً، وتبصر ما هو أكثر. لذا كانت رهانات السيسى على الشعب رغم التحديات الشاقة التي يدركها للنهوض بمصر .