د. حماد عبدالله يكتب: " لا مزيد " من الأشخاص الخطأ !!

مقالات الرأي



نعم حقيقة نكتشفها متأخراً جداً فى مراحل متقدمة من عمرنا ، ولكن نحمد الله على أننا قد لحقنا بها ، حيث "لم يعد فى العمر متسع لمزيد من الأشخاص الخطأ" ، جملة وردت فى كتابات الأديب العالمى الروسى الجنسية " فيودور دوستويفسكى " ، تختلط الأمور علينا فى مشوار الحياه الطويل ،  فتقابل أشخاص ، وتعاشر ناس ، وتزامل كثيرين سواء فى رحلتك اليومية إلى المدراسة أو الجامعة أو حتى فى الخدمة العسكرية ، ونسميهم ( دفعة !!) وتقابل معهم الموت لو كنا فى زمن حرب ، وما أكثر الحروب التى شاركت شخصياً فيها حرب إستنزاف من "1967 إلى 1973"، وحرب الشرف والكرامة "أكتوبر 1973" ، "ومازلنا فى حالة حرب" مع فصائل أرهابية فى "سيناء" ، وقبلها على كل ناصية من نواصى شوارع الوطن ، وقت أن كان الوطن فى مهب الريح!! 
 وكذلك نتزامل مع كثيرين فى الشارع وأنت مترجلاً أو مستعملاً إحدى مركبات النقل العام ، وحتى وأنت تمتلك سيارتك يزاملك فى الشارع سائق ( التوك توك ) أو الميكروباص أو سيارة مرسيدس ، وكذلك "عربجى يقود عربة كارو" أو حنطور كل هؤلاء زملائك على الطريق !!
وننسى فى بعض الأحيان ونسمى البعض ممن نتواصل معهم بالأصدقاء !! وهنا يجب أن نتوقف قليلاً لكى نتفحص الأمر جيداً !!
"فالصداقة شعيرة" من شعائر العلاقات الإنسانية فيها من الحب المتبادل ، والتضحية المتبادلة ، والمصلحة أيضاً المتبادلة ، وقبل ذلك كله ، حالة كيمائية بين الناس وبعضها البعض ، كل تلك العناصر يجب توفرها لكى "تعطى لقب صديق لشخص أخر" بجانبك ، وهنا الأمر يحتاج إلى كثير من التجارب والخبرات ، وأيضاَ  إلى كثير من المواقف التى يظهر فيها هذا الشخص بجانبك لكى يحمل لقب صديق !!
وما أكثر الأكاذيب التى نراها فى حياتنا فى التعامل من شخص تظنهم بحق أنهم أصدقائك ،  حتى أننى وفى تجربه حياتى ,مررت بمثل هذه الشخصيات التى اعتقدت عن (طيبه ) فى جيناتى أنهم بالفعل أصدقاء !!ولكن "وهم" يا صديقى "وهم" كبير جداً , ولعل احد الأصدقاء الاعزاء فى رحله حياتى وليسمح لى أن أسميه فى هذا المقال وهو الأستاذ "عادل حموده" الكاتب الصحفى الكبير ، قد قال لى مره ,وانا اعانى أزمه فقد ما "يسمى بصديق" حيث كان دوره بالغ السوء فى موقف ما فى الحياه بيننا ,قال لى الأخ "عادل" يا صديقى لا تختبر صديقك وقت الأزمه !!
النتيجه ستكون "صفر على الشمال" أى رقم ,أى لا فائده منه ولا ضرر أيضاً , فهو مجرد (صفر) وصديق اًخر , أو كنت أعتقد أنه صديق قال لى (وقت الأزمه أضرب صديقك بالجزمه "الحذاء "!!
أى والله كان هذا هو تعليق على موقفه من حدث يتطلب أن يظهر فيه الصديق"برائه صداقته" أو "برهان صداقته" من شجاعه أو تحفز للإنتصار للحق بجانبك ,ولكن لم يتقدم  خطوه بجانبك ,بل العكس تنصل عن معرفته حتى بك !!
وحين عتابه صدر منه  هذا التعليق التاريخى "وقت الأزمه أضرب صديقك بالجزمه" !! أتركه ، إنساه ,أهرب بجلدك ، أسلك طريق خروجك من الظلام , أو من الحفرة التى وقع فيها صديقك أو ما كنت  تدعى أنه صديقك !!
فصديقك هذا هو فقط حينما يكون الجو صافى وبديع والحياه (بمبى ) على رأى "صلاح جاهين , وسعاد حسنى" رحمهما الله ,أما عكس ذلك فلا أحتياج أبدا" لإعلان شهامتك" فهى غير ذى قيمه عند من ليس لديه (قيمه إنسانية ) !!
إذا كان الكاتب الكبير الروسى (ثيودور ) حينما نبهنا بإنه " لم يعد فى العمر متسع لمزيد من الأشخاص الخطاً " الفريدة " من نوعها فى السوء والردائه والخسه !!.

   Hammad [email protected]