الفريق سعد الشاذلى يجرى أول حوار مع مسئول إسرائيلى فى التليفزيون البريطاني.. صفحات من مذكرات عادل حمودة (11)

العدد الأسبوعي



إنذار أمريكى للسادات بعد الانتفاضة الشعبية: لا إنقاذ للنظام إلا بالتفاهم مع إسرائيل

نشرت "روزاليوسف" الحوار فغضب السادات وأمر بمصادرتها لأول مرة

"روزاليوسف" ترفض الإنذار والسادات يعاقبها بتغيير قيادتها

معركة بين الشرقاوى وشيخ الأزهر حول الأغنياء والفقراء فى الجنة انتهت بمنع مسرحيته ثأر الله


فى تلك الأيام البعيدة التى بدأنا فيها مشوارنا الصحفى كانت هناك قيما فقدت واحدة بعد الأخرى فيم بعد.. لم يكن بين الأصدقاء حساب.. من يملك يدفع لمن لا يملك.. فالصداقة أغلى من الثروة.. أما الحب فكان الشرعية الوحيدة للعلاقات الخاصة التى يجب احترامها.. لا فرق بين رجل وامرأة إلا بالعمل.. وصداقة الجنسين مصانة ومحترمة.. ولو خرج أحد عن تلك القواعد المقدسة نبذته الجماعة وطردته بعيدا عنها.

ومهنيا كانت المعارك الصحفية مؤثرة ومغرية وكاشفة للاختلافات السياسية والعقائدية دون سباب أو طعنات شخصية.

بل إنها كانت فرصة ذهبية لممارسة الحرية بهدف تغيير أفكار المجتمع البالية وتخليصه منها.

فى عام 1969 كتب عبد الرحمن الشرقاوى مسرحيتيه الحسين ثائرا والحسين شهيدا متأثرا بهزيمة يونيو 1967 وفى عام 1972 اتفق الشرقاوى مع كرم مطاوع على دمج العملين فى مسرحية واحدة من إخراجه تعرض باسم ثأر الله وبعد شهور طويلة من البروفات تقرر أن يكون الافتتاح فى بداية ديسمبر من ذلك العام لكن مخاوف السادات من تظاهرات الطلبة بسبب تأجيل الحرب بحجة ما أسماه بعام الضباب رفضت الرقابة السياسية المسرحية، ولكن بعد حرب أكتوبر لم تعرض المسرحية وجاء المنع هذه المرة من شيخ الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود بسبب معركة فقهية بينه وبين عبد الرحمن الشرقاوى.

كان الشيخ قد نشر مقالا فى مجلة آخر ساعة لفت النظر فيه إلى أن العشرة المبشرين بالجنة كلهم من الأغنياء فرد عليه الشرقاوى فى «روزاليوسف» بمقال حاد عنوانه لا يا صاحب الفضيلة ذكر فيه أن الأغنياء لا يشترون الجنة بأموالهم وأن تاريخ الرسالة عرف فقراء تقربوا بعملهم إلى الله.

ورغم قصر المعركة بسبب وفاة الشيخ بعدها بشهرين فإن أنصاره ظلوا حانقين على الشرقاوى فلم يتراجعوا عن قرار منع المسرحية نشرا وعرضا.

وما إن بدأت المعركة بين الشرقاوى والشيخ حتى دخلت أخبار اليوم على الخط لتنفخ فى النار وراحت تستعدى فضلاء المشايخ لينصروا الإسلام من الشيوعية.

وكتب صلاح حافظ فى عدد 25 أغسطس 1975 مقالا بعنوان النمرة غلط يا أخبار اليوم بجانب عناوين فرعية أخرى، منها لسنا قريش ولستم صحابة رسول الله وموقفنا دفاع عن الإسلام والأزهر وليست هذه أول مرة تصرخ فيها أخبار اليوم: الذئب الذئب.

وصف صلاح حافظ ما فعلت أخبار اليوم بقضية لا مناسبة لها ولا أحد استدعاها فالشرقاوى ليس شيوعيا، حتى يمكن إعلان الحرب على الشيوعية من خلاله وإنما مسلم يجادل شيخ الأزهر بمنطق الإسلام وفكره وعلى ضوء رسالته.

و«روزاليوسف» ليست مجلة الحزب الشيوعى حتى يمكن مخاطبة الشيوعيين فى شخصها وإنما مجلة التحالف الوطنى المفتوح لكل فكر وطبقة وعقيدة وجماعة مادام لديها ما تقدمه لقضية التحرر الوطنى والتقدم الاجتماعى.

والإسلام بالنسبة لها عقيدة تحرر وتطوير وثورة وعمل إيجابى صالح وموقفها منه هو المساهمة ولو بدور متواضع فى إحياء الرسالة الثورية له ونزع برقع الرجعية والجهل والتخلف عن وجهه المضىء.

و هكذا أوقدت أخبار اليوم نارا من عندها وقضت الأسبوع كله تنفخ فيها.

ولم تكن هذه المعركة الصحفية بين «روزاليوسف» وأخبار اليوم الوحيدة وإنما كانت هناك معارك أخرى وإن سبقتها سنوات من الهدنة.

بعد تظاهرات الطعام فى 18 و19 يناير 1977 كتب موسى صبرى مقالا ناريا يشير فيه بأصابع الاتهام إلى «روزاليوسف» واعتبر ما كتبه صلاح حافظ نوعا من التحريض عليها.

وفى 7 فبراير من ذلك العام نشر صلاح حافظ ردا عليه تحت عنوان: موسى صبرى وأنا مدرسة قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، جاء فيه:

لا أستبعد أن أصحو من نومى غدا فأجد نفسى المتهم الأول بمحاولة حريق القاهرة فى يناير الماضى، وإذا حدث ذلك فإن الذى يتهمنى لن يكون النيابة وإنما أخبار اليوم وسيكون الاتهام بالتأكيد بقلم رئيسها الزميل: موسى صبرى فهو معجب بى جدا ولا يتصور أن يشن حملة على غيرى ويتجاهلنى ولا يطاوعه ضميره أن يضبط مؤامرة لا أكون طرفا فيها.

ولما كانت القاهرة قد تعرضت لحريق إجرامى فى يناير الماضى فقد كان على الزميل موسى صبرى أن يسارع بحجز مقعد لى فى قطار الاتهام حتى لا ألومه بعد ذلك على أنه خان صداقتنا وترك القطار يفوتنى.

وهكذا صحا الناس صباح الاثنين الماضى ليقرأوا على الصفحة الأولى من الأخبار قرار اتهام موسى صبرى لى وطعنه فى وطنيتى بعنوان: الزواج والطلاق ودافيد.

ولا شك أن الهوان لم يصل بى ولا بأى مصرى إلى حد انتظار شهادة بمصريته من الأستاذ موسى صبرى ولا من أى جهة أخرى فى البلاد.

ولكن ما كتب موسى صبرى يستحق الاهتمام من زوايا أخطر من ذلك كله.

كان الموضوع تحقيقا صحفيا نشرته كبرى الصحف الأمريكية على الإطلاق (هيرالد تربيون) وكان تسجيلا لما حدث فى القاهرة يومى 18 و19 يناير وتحليلا لهذه الأحداث ينتهى إلى نتيجة تستفز مشاعرنا القومية وهى أن لا نجاة للنظام فى مصر إلا بالاستسلام القوى والتعامل مع إسرائيل.

كان تحقيقا أقرب إلى الإنذار المقنع لمصر ولأنور السادات.

وقامت «روزاليوسف» بترجمة ونشر هذا التحقيق ليعرف الرأى العام ما تبيته أمريكا وردت «روزاليوسف» على الإنذار المقنع بقولها: إنها رسالة أخطأت العنوان فلا مصر بلاد تتلقى الوحى من خارجها ولا السادات ممن يقبلون الإنذارات.

وكنا نتصور عندما نشرنا الموضوع أن الصحافة المصرية المشغولة بالرد على حملة الإعلام السوفيتى سوف تنتبه إلى هذا الإنذار الأمريكى الوقح وتشاركنا التصدى له ولكن ما تصورناه كان مجرد وهم.

فالصحافة المصرية تظاهرت بأنها لم تأخذ علما بما نشرته أمريكا ولا بما ترجمناه عنها والأخبار اختارت بدلا من الانضمام إلينا فى رفض الإنذار الأمريكى أن تقدمنا إلى المحكمة بتهمة عدم الولاء لمصر.

والحقيقة أن ما دعت إليه الصحيفة الأمريكية لحل أزمة النظام فى مصر بالتفاوض مع إسرائيل سلميا جرت الاستجابة إليه بعد تسعة أشهر فقط حين تحدى السادات قدره وسافر إلى إسرائيل فى 19 نوفمبر من ذلك العام فالإنذار الأمريكى الذى كشفته «روزاليوسف» مبكرا سرعان ما تحقق وسلم السادات سلاحه مقابل السلام.

ورد موسى صبرى على صلاح حافظ فى «روزاليوسف» نفسها ونشر رده تحت عنوان لماذا عقدة الذنب عند صلاح حافظ ؟ وعلق صلاح حافظ على الرد بمقال عنوانه قبل أن تجمعنا زنزانة واحدة ليصدما الاثنان فيما بعد بما فعله السادات بهما وطائرته تهبط مطار بن جوريون ولكن الغريب أنهما معا أيدا رغم اختلافاتهما الإيديولوجية مبادرة السادات.

وهنا أؤكد بحكم وجودى فى مطبخ «روزاليوسف» أن تصوير صلاح حافظ لما جاء فى تحقيق هيرالد تربيون على أنه إنذار لمصر وللسادات هو السبب الحقيقى للإطاحة به هو وعبد الرحمن الشرقاوى وفتحى غانم من قيادة المجلة والمؤسسة وليس بسبب موقفهم من تظاهرات الطعام ووصفها بالانتفاضة الشعبية.

لقد فكر السادات فى مبادرته بعد تلك التظاهرات وتخلى العرب عنه ورفض شروطًا صعبة على دعمه ماليا ولكنه لم يجرؤ على تنفيذ المبادرة إلا بعد أن أدت الظروف الاقتصادية والسياسية إلى ازدياد نفوذ الجماعات الدينية ونجاحها فى اغتيال الشيخ محمد حسن الذهبى فى صيف 1977.

إن عام 1977 الذى بدأ بغضب من رفع الأسعار وشهد سقوط أول ضحية للإرهاب وانتهى بمبادرة السادات عام انقلابى فى تاريخ مصر لم ينل من الدراسات السياسية ما يستحق.

لكن من جانب آخر لم يتردد السادات قبل ذلك فى جس نبض الرأى العام إزاء التفاوض مع إسرائيل ولو بطريقة غير مباشرة.

فى شتاء 1975 صدر العدد رقم (3440) من «روزاليوسف» وعلى غلافه عنوان صادم: نص الحوار التليفزيونى بين السفير المصرى والسفير الإسرائيلى بجانب صورة للجنرال سعد الشاذلى رئيس الأركان فى حرب أكتوبر الذى أصبح سفيرا لمصر فى لندن.

خارج العدد كان السادات فى أسوان يتباحث مع بابا نويل الأمريكى الشهير بهنرى كيسنجر وزير خارجية واشنطن الذى كان يدور كالمكوك بين مصر وسوريا وإسرائيل ليفرض رغبته فى التفاوض بينها والتوقيع على اتفاقية الفصل الثانى لقواتها.

لذلك لم يكن غريبا أن يكون التقرير السياسى الأول فى العدد عن تلك المفاوضات وكتبه من أسوان عبد الستار الطويلة وعبر عنه حجازى بكاريكاتير جرىء بدا فيه كيسنجر وهو يفاوض نفسه أما السادات فكان خارج الكادر.

أما الموضوع الرئيسى للعدد (7 صفحات) فكان عن الحوار التليفزيونى بين سفيرى مصر وإسرائيل فى لندن وحسب ما ذكر الشاذلى فى مذكراته فإن تكرار وجود كيسنجر فى المنطقة لكسر الجمود فى قضية الصراع العربى - الإسرائيلى أغرى محطة التليفزيون البريطانية (بى بى سى) بتقديم تغطية شاملة للقضية من خلال عرض وجهتى النظر العربية والإسرائيلية.

كان ذلك بمبادرة من المذيع الشهير دنيس توهاى مقدم برنامج منتصف الأسبوع أو ميد ويك الذى اتصل بالسفير المصرى سعد الشاذلى ليقدم وجهة النظر العربية فى مواجهة الرأى الآخر الذى سيعرضه السفير الإسرائيلى جدعون رافاييل.

كان ذلك فى 12 فبراير 1975 حيث عرضت المواجهة وسط ذهول مشاهدى التليفزيون البريطانى الذين سمعوا دنيس توهاى يفتتح برنامجه بقوله: لدينا الآن فى الاستديو ولأول مرة فى التاريخ كل من سفير مصر وسفير إسرائيل.

ولم ينس توهاى من باب الأمانة أن يؤكد أن الحوار ليس مباشرا بينهما فكلاهما فى الاستديو حقا ولكنهما لا يتبادلان أى حديث.

فى ذلك الوقت كان عبد الرحمن الشرقاوى فى لندن للعلاج فطلب مقابلة الشاذلى ليجرى معه حديثا مطولا عن الواقعة وعندما سمع منه كل الملابسات اقتنع بأنه ليس فيما فعل ما يثير الغضب وعاد إلى القاهرة وهو يحمل نص الحوار التليفزيونى والخطابات المتبادلة بين السفيرين على صفحات جريدة التايمز تعقيبا على الحوار.

كان الوقت ليلا عندما سلمنى الشرقاوى بصفتى سكرتيرا للتحرير مادة الموضوع ولأنه كان هادئا يحتفظ بانفعالاته فى داخله حتى تصورت أنه لم يدرك خطورة القنبلة شديدة الانفجار التى ألقى بها فى حجرى.

فى الصباح قرأ صلاح حافظ المادة وقال: هذا هو موضوعنا الرئيسى فى العدد القادم.

وسألته: هل نستأذن السادات قبل النشر؟.

أجاب: نستأذن من؟ إن السفير جزء من السلطة وبالقطع يعبر عنها.

قلت: ولكن لا صحيفة يومية واحدة أشارت إلى حوار السفيرين ما يعنى أنه لم ينل القبول.

قال: الآية انقلبت والصحف اليومية أصبحت تمشى وراءنا نحن المجلة الأسبوعية التى لا تمسك العصا من منتصفها.

وصاغ صلاح حافظ بقلمه الرشيق الموحى القصة وأبرزها عدلى فهيم (المدير الفنى) ببساطة ورحت فى تكتم شديد أتابع تنفيذها.

وطبع الغلاف ثم طبع العدد ولكن قبل أن تبرد النسخ الأولى فى أيدينا رن التليفون فى بيت صلاح حافظ وكان المتحدث الرقيب الأكبر فى وزارة الإعلام طلعت خالد الذى طلب إيقاف الطبع وتغيير الموضوع لأن رسالة عاجلة من أسوان جاءت تحمل هذا الأمر وإلا فإن المجلة ستصادر.

فيما بعد قال لى صلاح حافظ:

إننى لم أكن آخذ تعليماتى من الرقابة، الرقابة بقرار من السادات لم يعد لها وجود والتعليمات التى تصدرها اختيارية بمثابة اقتراح من الحكومة نأخذ به أو لا نأخذ لذلك لم أكن لأنفذ ما أتلقاه منها إلا فيما ندر وكنت أتصرف على مسئوليتى وعندما حذرنى طلعت خالد من المصادرة أحسست أنه جاد جدا كما أنه عندما قال: إن القرار جاء من أسوان لم نتصور شخصا غير السادات وأتذكر أننا لم نجد موضوعا آخر قويا لننشره بديلا كما أننا كنا سنتأخر دون أن يعذرنا القارئ كذلك فإن فكرة المصادرة استهوتنى فقلت لنفسى: فالنجرب غلاوتنا عند القراء.

لكن العدد حجب عن الأسواق بقرار من «روزاليوسف».

نعم فقد كان سيصادر لو دفعنا به إلى الأسواق.

لكن فى اليوم التالى خرجت الصحف اليومية تقول: إن «روزاليوسف» لم تصدر اليوم بسبب عطل فنى فى ماكينات طباعتها فمن كان وراء هذا التبرير؟.

مكتب الصحافة ولكن لا أحد اقتنع به.

فى مذكراته يقول سعد الشاذلى: إن المصادرة كانت بقرار من وزير الخارجية إسماعيل فهمى لا بقرار من رئيس الجمهورية.

هذا صحيح.

كيف؟.

إسماعيل فهمى اعترف لى بذلك فى طائرة الرئيس الخاصة ونحن فى طريقنا إلى موسكو.. فوجئت به يقول ببساطة: وماذا يعنى مصادرة عدد من المجلة ؟.. قلت له: كان الأجدى أن تحاسب سفيرك لا أن تحاسبنا أن تصادره لا أن تصادرنا فهو الذى تكلم بينما نحن نشرنا فقط ما قال.

وبالمصادرة الاختيارية قامت الدنيا ولم تقعد وأصبحت المجلة حديث الناس فى البيوت والمقاهى وراحت وكالات الأنباء تتبارى فى الاجتهادات.

وقبل أن يصدر العدد التالى كانت كميات الطبع قد تضاعفت وقبل غروب الشمس كانت الأسواق قد ابتلعتها.

وفيما بعد سمعت من سعد الشاذلى: إن سر غضب السادات من ذلك الحوار مع سفير إسرائيل أن السادات أراد أن يكون له السبق فى الحوار مع العدو.

ونقطة نقطة تراكمت فى رئة السادات مياه ثقيلة جعلته يضيق من «روزاليوسف» يوما بعد يوم حتى كانت تظاهرات 18 و19 يناير وكشف مخطط التفاهم مع إسرائيل حسب ما طالبت به هيرالد تربيون وعندها قرر السادات الإطاحة بطاقم قيادة المجلة.

ويعترف صلاح حافظ لرشاد كامل بأن السادات كان على حق حين أصدر قراره بإقالتنا لأنى ضايقته كثيرا وأحرجته يعنى زودتها حبتين وقد اتصل بى قائلا: سأشيلك من «روزاليوسف» شوف مين يجىء مطرحك وكان فى منتهى الطيبة معى ولكن ليس معنى ذلك أن أؤيده فيما فعل.

سألته: هل تتذكر المكالمة التليفونية التى تلقاها الشرقاوى ونحن فى مكتبه وأنت تقرأ علينا ما كتبت عن انتفاضة الطعام؟.

أجاب: نعم: كان نائب الرئيس حسنى مبارك يطلب من الشرقاوى التعبير عما حدث بهدوء حتى لا يزداد الموقف السيئ تدهورا.

لكنك لم تغير ما كتبت رغم سخونته.

هذا صحيح فلم يكن من الممكن تضليل القارئ خاصة أنه عاش الأحداث التى نكتب عنها بنفسه وربما شارك فيها.

هل توقعت الإقالة؟.

السادات طلب من الشرقاوى التخلص منى ولكن الشرقاوى رفض قائلا: يا نعيش سوا يا نموت سوا.

لكنك بقيت على قيد الحياة و«روزاليوسف» هى التى ماتت.

لا تقل ماتت وإنما دخلت غرفة الإنعاش إلى أن جئت أنت وأعدت إليها عافيتها.

أهم ما فى هذا الحوار أننى تعلمت من صلاح حافظ واحدا من أهم الدروس فى حياتى الصحفية: أن يكون المسئول عن التحرير رجلا فى الوقت الصعب وأن يعبر عن رأيه بحرية فى وقت ينتظر الناس منه ذلك ولو كان الثمن منصبه.