مي سمير تكتب: ميشيل عملت موديل إعلانات فى القاهرة وزوجها جوزيف المصرى ساعدها فى العمليات السرية

مقالات الرأي



كشف الغطاء عن أخطر عميلة للمخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط

لابد من خطة متكاملة لتوطين نصف مليون مصرى على الأقل لتدمير خرافة سيناء أرض


مع نهاية شهر فبراير الماضى.. صدر فى الولايات المتحدة كتاب تحت عنوان (كسر الغطاء: حياتى السرية فى وكالة المخابرات المركزية وما علمتنى.. عن ما يستحق القتال من أجله)، الذى كتبته الضابطة السابقة فى المخابرات الأمريكية ميشيل ريجبى أسعد.

الكتاب يتناول مذكراتها عن العمل فى صفوف CIA، وتمثل ميشيل الجيل الجديد من سيدات المخابرات الأمريكية، بدأت حياتها العملية فى مصر وتزوجت من عميل أمريكى سابق من أصل مصرى هو جوزيف أسعد.

منذ تأسيس وكالة المخابرات المركزية رسميا فى سبتمبر 1947، لعبت النساء أدوارًا متعددة ومختلفة، أحد الأدوار الرئيسية للمرأة فى السى آى إيه تمثل فى سيطرة النساء على المجموعة المعروفة باسم محطة أليك، التى تأسست قبل هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية، لتراقب أسامة بن لادن وعناصر القاعدة، حيث للمرأة دور بارز فى مجال مكافحة الإرهاب.

يلقى الكتاب الضوء على تفاصيل حياة واحدة من الضابطات الأمريكيات اللاتى لعبت دورًا رئيسيًا فى عمليات السى آى إيه من أجل تتبع الإرهابيين ومكافحة التنظيمات الإرهابية، كما يتناول عملها كعميلة للمخابرات الأمريكية، حيث تكشف ميشيل بين صفحاته كيف خدمت بلدها لمدة عشر سنوات كعميلة، عملت فى العراق وغيرها من المواقع السرية فى الشرق الأوسط مع زوجها جوزيف أسعد المصرى الأصل العميل سابق لنفس الجهاز.

وبعد تقاعدها من الخدمة الفعلية عملت ميشيل مستشارة أمنية دولية، وقسمت وقتها بين الشرق الأوسط وفلوريدا وواشنطن، وتطرقت فى كتابها إلى قصة تعرفها على زوجها أثناء دراستهما الجامعية وارتبطت به عاطفيا، لاعتباره نموذجا مختلفا عن الشباب الأمريكى. وفى بداية تعارفهما حكى جوزيف لزوجته المستقبلية عن حياته السابقة فى مصر، وزعم أنه تعرض للتهديد من قبل أحد أصدقائه فى المدرسة الذى كان والده ينتمى لجماعة إرهابية، وكيف اضطر للهجرة للولايات المتحدة الأمريكية لأنه لم يستطع دخول الجامعة فى مصر لكونه مسيحيا.

ارتبطت ميشيل مع جوزيف أثناء دراستهما فى جامعة بالم بيتش أتلانتيك، حيث درست العلوم السياسية، وخلال دراستها الجامعية وبرنامج الدراسة فى الخارج تمكنت ميشيل من الانتقال إلى مصر من أجل دراسة اللغة العربية والتاريخ والسياسية.

وقالت فى (كسر الغطاء): أثناء تواجدى فى مصر أتيحت لى فرصة تسلق الجبال فى سيناء والسباحة فى مياه البحر الأحمر، علاوة على رؤية الأهرامات، وزيارة معالم القاهرة من الكنائس إلى خان الخليلى، وأثناء تواجدى فى مصر وقع علىَّ الاختيار من قبل أحد منتجى الإعلانات الذى التقى بى صدفة أثناء وجودى فى أحد محلات الآيس كريم لكى أكون بطلة إعلان تليفزيونى لأحد مستحضرات العناية بالبشرة.

وبعد التخرج فى الجامعة تزوجت ميشيل من جوزيف وانتقلا للعمل فى واشنطن العاصمة، وانضم الاثنان للعمل فى بعض مراكز الأبحاث وفى مجال حقوق الإنسان قبل الالتحاق للعمل بالمخابرات الأمريكية، البداية كانت مع جوزيف أسعد الذى كان يريد فى البداية العمل فى وزارة الخارجية، وخاض بالفعل الاختبارات اللازمة من أجل خوض العمل الدبلوماسى، ولكنه فى نفس الوقت كان يدرك أن نشأته فى مصر واستيعابه الجيد للثقافة العربية من الممكن أن يساعدوه فى خوض تجربة أكثر سرية من العمل الدبلوماسى، ولهذا لم يتردد فى التقدم من أجل الالتحاق للعمل بـCIA.

انضم جوزيف إلى المخابرات الأمريكية، وبدأ فى إقناع زوجته بإمكانية أن تنضم هى الأخرى للعمل معه، وبالفعل أرسلت ميشيل طلبا من أجل الالتحاق للعمل بالمخابرات، وفوجئت بعد فترة بالموافقة على طلبها، وبعد فترة وجدت نفسها تعمل مع زوجها كثنائى يخوضان معا مغامرات لم تحلم بها.

كان من الطبيعى اختيارهما للعمل فى منطقة الشرق الأوسط بمجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن ميشيل لديها معرفة كبيرة بالعالم العربى بعد إقامتها لفترة طويلة فى مصر، إلى جانب حصولها على درجة الماجستير من مركز الدراسات العربية المعاصرة فى جامعة جورج تاون عام 2000.

عندما بدأت ميشيل عملها لأول مرة فى وكالة المخابرات المركزية لم تكن تعرف فعلا إذا كان لديها ما يلزم لتكون ضابطة مخابرات أم لا، بالإضافة إلى ذلك أخبرها موظفو الموارد البشرية والقيادة التنفيذية مراراً وتكراراً بأنها كامرأة ستكون أقل فعالية فى العمل الميدانى.

ولكن على نحو مثير للدهشة وأثناء عملها فى العراق اكتشف الجميع أنها تتمتع بقدرة خاصة على استخلاص المعلومات من مصادر إرهابية، وفى كثير من الأحيان كان زوجها يفضل أن تستجوب ميشيل المصدر لاستخلاص المعلومات، حيث كانت بحسب زملائها مؤهلة بشكل فريد ومناسب للتعامل مع المصادر الإرهابية، فى إحدى المرات ظل جوزيف يستجوب أحد المصادر من أجل استخلاص معلومات بشأن مقتل أحد العملاء الأمريكان فى العراق، وبعد فشله على مدار عدة أيام طلب من زوجته التدخل.

وبالفعل ذهبت ميشيل لاستجواب المصدر الذى كان يحاصرها بنظرات تخترق جسدها وتثير حفيظة زوجها، وعلى الرغم من ذلك نجحت فى أقل من ساعة من الحصول على المعلومات المطلوبة على نحو أدهش الجميع وجعلها مشهورة بقدرتها الكبيرة على استخلاص المعلومات، وبعد العمل مع السى آى ايه لما يقرب من عشر سنوات فى وقت الحرب على الإرهاب، غادر الثنائى المخابرات مع سجل من العمليات الشهيرة.

وفى كتابها تؤكد أنها عملت مع زوجها بالكثير من المواقع فى منطقة الشرق الأوسط ولكنها لا تستطيع الكشف عن كافة العمليات التى شاركت فيها، مكتفية بالإشارة لعملها فى العراق فقط فى مجال جمع المعلومات السرية عن التنظيمات الإرهابية، أما جوزيف فقد ارتبط اسمه بعد مغادرته للسى آى إيه بمحاولة الانقلاب الفاشلة التى شهدتها دولة الجبل الأسود فى خريف 2016.

وعلى الرغم من هذه الاتهامات الموجهة إلى جوزيف أسعد إلا أن الأخير وزوجته يحظيان بمكانة هامة فى أروقة الاستخبارات، خاصة لأنهما بعد التقاعد من العمل الاستخباراتى اتجه الثنائى الشهير للعمل فى مجال مساعدة المسيحيين المضطهدين، و أسفرت جهودهما عن عملية شهيرة أخليا خلالها مجموعة مسيحيين من شمال العراق فى ديسمبر 2015، وهى العملية التى تم عرضها فى برنامج تليفزيونى بالولايات المتحدة ومنحت الزوجين شهرة واسعة فى أمريكا.

وفى نهاية كتابها، أشارت ميشيل ريجبى أسعد إلى أنها أثناء عملها كإخصائية فى مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس، أدركت قيمة الاختلاف فى صناعة تفتقر إلى حد كبير للتنوع، وبعد عدة سنوات من عملها فى السى آى إيه، اكتشفت أن ما جعلها مختلفة هو ما مكنها من التفوق كضابط استخبارات، وأنها تسعى من خلال هذا الكتاب إظهار كيف يمكن للأشخاص العاديين القيام بأشياء غير عادية عندما يكون دينهم وشغفهم أكبر من مخاوفهم.