أبناء بلا رحمة.. الحاجة زينب هجرها أولادها فعطف عليها الأسفلت (صور)

تقارير وحوارات



وجه ملئ بالتجاعيد، يظهر عليه آثار الشقى، رضخت للظروف السيئة التي تُحاك بها، حتى أصبح الشارع الملاذ الآمن الوحيد لها، لم يرأف بحالها أحدًا حتى فلذات أكبادها، وتركوها تعيش تحت وطأة التسول.

 

فبينما كان الجميع يختبئ من الصقيع لجأت "الخالة زينب" إلى الرصيف حتى أصبح منزلها الخاص في شتاء 2018، لتعيش حياة غريبة لم تكن تتوقعها في يومًا من الأيام.

 

رحلة شاقة تعيشها "الخالة زينب"، التي تأتي من محافظة الشرقية، إلى ميدان المؤسسة بالقليوبية، حتي يرسى الحال بها على سلالم مترو "شبرا الخيمة"، لكي تتحول إلى شحاذة.



وبكلمات بريئة، ومظاهر تنم عن حاجة "الخالة زينب" للشفقة، تسأل المارة الرأفة بها وبحالها، حتى يتصدقون عليها ببعض النقود لمساعدتها للتغلب على ظروف حياتها السيئة وقساوة الحياة الاجتماعية التي تعيشها.

                                     

وتقول صاحبة الـ65 عام لـ"الفجر": "أعاني من مرض الجلطة منذ عام ونصف تقريبًا ولا أملك أي شئ حتى أتعالج منه ولم يرأف بحالي أولادي ولا أحدًا من أهلي".



وبنبرة حزن مليئة بالحسرة، وممزوجة ببكاء ينهمر من عيناها، تستكمل حديثها قائلة: "ابني الكبير مسجون في قضية وعنده 3 أولاد في مراحل التعليم وأنا اللي بصرف عليهم وعندي بنت متجوزة ومش بتسأل فيا من ساعة ما اتجوزت".

                                               

وتضيف: "ابني الصغير متجوز ومن ساعة ما اتجوز انقطعت أخباره عني ومن كتر ما بيحب مراته نسي أمه اللي كبرته وعلمته وبقيت مشلولة وعندي جلطة وبشحت وهو مش سائل فيا".



وعن رحلتها مع التسول، قالت: "ببات في الشارع بقالي كتير على الحال محدش رحيم بيا غير ربنا وبروح بيتي مرة كل أسبوع علشان ادي الفلوس لأحفادي وأنا مجبورة على كده أنا ست عجوزة ومشلولة هصرف عليهم منين".

                               

وبعباءتها المهرولة وحقيبتها المليئة بخزائن الأسرار، وما تحويه من طعام بسيط تتناوله بين الحين والآخر حتى تستكمل رحلتها مع المعاناة الحقيقية، قالت عن أمنياتها في عيد الأم: "بتمنى أتعالج ومسؤولي الدولة يهتموا بيا وبقضيتي ومعاش يضمن لي عيشة كريمة فيما تبقى من عمري".