بائعات الشاي بشبرا.. يتوارثن "البسطة" وسط موقف السيارات.. و"البلدية" نقطة الضعف (صور)

تقارير وحوارات



وسط صخب وأصوات وخناقات سائقي السيارات، لم يرضخ هؤلاء للنظرة السلبية، التي يتبناها المجتمع تجاه المرأة التي تعمل بائعة في مساحة لا تتخطى مترًا من أحد الأرصفة، وأمامها بسطة الشاي التي تعيل بها أسرتها، لتوفير احتياجاتها الأساسية.

 

وفي عيد الأم، التقت "الفجر" مع عدد من السيدات، الشقيانة، وتعمل في مهن الرجال، غير مبالية بنظرة المجتمع.

 

 تقبع ثلاث سيدات على أرصفة موقف شبرا، يتنافسون على جذب المارة، الذين يتوافدون من محافظات شتى، حاملين أمتعتهم، غارقين في عالمهم الخاص، والوقت المستغرق للعودة إلى منازلهم، أو الانتهاء من مشاويرهم- آملين، في كسب قوت يومهم، لسد رمق أسرهم، وأمامهم بسطة الشاي.

 

بابتسامة، يتوارى خلفها وجع وقلب مكلوم، ولكنها لم تكترس بظروفها، فضلت أم أحمد في الخمسنيات من عمرها، الوقوف أمام طاولة صغيرة، واضعة عليها المواد الأساسية لصنع الشاي، منتظرة الزبائن الراغبين في اكتساء هذا المشروب، متحدية أيام البرد وشدة الأمطار وأيام الحر وتسلط أشعة الشمس على هذا الرصيف.

 

أم أحمد، تواجه الظروف والتحديات، كي تسد رمق جوع أبنائها من زوجها الأول الذي وافته المنية، رغم زواجها من آخر، إلا أنها أصرت أن تكون جسرا لهم ليعبروا إلى مستقبل خال من قسوة الوقوف على شرفة الطريق لبيع الشاي.




على بُعد بضعة أمتار، تقف هبه، الثلاثينية، ضاربة بالنظرة السلبية التي ينظرها المجتمع تجاه المرأة، عرض الحائط، آملة في كسب قوت يومها، للعودة إلى منزلها، مبكرا لتوفير احتياجات أسرتها الغيرة، وأطفالها الذين يدرسوا في المدارس.

 

هبه، تسلمت طاولة حماتها، التي وافتها المنية، منذ سنوات قليلة، تنتظر، شعاع النور، لتستيقظ، لتنهض كل صباح، باكرًا قاصدة، مكانها المفضل حيث لقمة عيشها، لتقبع على الرصيف، منتظرة زبائنها، عارضة بعض المشروبات الدافئة، لتروي رمقهم وتمدهم بالطاقة.



على جانب آخر من الرصيف، تجذبك عجوز بوجه بشوش يوارى تجاعيد شقى، قرابة الثلاثين عام، في ذات المنطقة، قاصدة راغبي ومحبي الشاي، وأصحاب المزاج، الذين يتوافدون من أماكن شتى.

                         

أم أحمد، لديها 5 أبناء، أحدهم ذو إعاقة في يديه، ولا يستطيع العمل، لذا تعكف العجوز، على الاستيقاظ، مبكرا قاصدة، تجارتها الصغيرة، لسد رمق أرتها، وتعود 12 مساء إلى منزلها، بعد عناء وسماع أصوات الصخب، والمشادات.




رغم أن هؤلاء السيدات، تنافسن على جذب المارة والزبائن، لسد رمق أسرتهم، إلا أنهم قانعين بأن الأرزاق بيد الله، واتفقوا على أن معاناتهم مع البلدية، من المواقف الصعبة أثناء البحث عن رزق أبنائهم.

 

لطالما كانت الأم لا تكفيها عبارات الوصف وكلمات الثناء التي لا توازي قيمتها ومكانتها، لذا طرح الصحفي الراحل "علي أمين"، على أخيه مصطفى أمين في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلًا: لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه عيد الأم ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق.

 

وكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير فكرة يقترحان تخصيص عيد للأم، وما لبثت أن انهالت عليهما الخطابات لتشجيع الفكرة، وتقرر أن يكون يوم 21 مارس عيد الأم.