حوار| غادة حسام: ما فعلته في نهائي الكأس؟ هل نسيتم أني لاعبة بالأهلي! وانتظروا أبريل المقبل

الفجر الرياضي



 

صراع عنيف عصف بالجميع.. البعض يحاول دون جدوى.. والآخرون أعلنوا استسلامهم أمام ما رأته أعينهم وعجزوا عن تفسيره!

العناوين تنهال والمصطلحات التي اجتهدوا في اختيارها لا تليق بها..

"شجاعة.. فدائية.. مثابرة.."

تواجههم بابتسامتها الواثقة ونظرتها التي تشع ببريق الثقة والدهش من حيرتهم تلك..

لماذا يعانون بهذا الشكل؟

ربما لكون المشهد الذي قامت به غريباً عليهم أو أن هناك سراً آخر يكمن خلف ملامحها الفاتنة؟

لخصت تلك المعضلة في عباراة واحدة! علّ تلك العبارة تريحهم بعض الشئ وإن كان هذا لم يعد سهلاً وهي مستمرة في كسر القواعد، خمس كلمات فقط "أنا لاعبة في النادي الأهلي"

 

"الفجر الرياضي" يحاور "غادة حسام" حارسة عرين الفريق الاول لسيدات كرة اليد بالنادي الاهلي والتي أكدت أن المعجزات من السهل القيام بها فقط لأنها "غادة حسام"

 

لنتطرق في البداية إلى خطواتك الأولى مع اللعبة.. كيف جاء اختيارك لمركز حراسة المرمى؟

كنتُ في السادسة من عمري وأثناء الاختبارت كنتُ أقف وحدي فطلب مني المدرب أن أذهب لأقف في حراسة المرمى وكان المتوقع حينها أن أخاف من الكرات أو أسارع بالهرب وقد حدث العكس تماماً فقد أجدتُ في هذا المركز الصعب منذ لحظاتي الأولى رغم معارضة عائلتي في البداية ولكني آمنتُ به وبعظمة دور حارس المرمى الذي أشبهه دائماً بالملك.

 

هل كنتِ تتوقعي حينها الظفر بهذه البطولات؟

منذ وطأت قدماي الملعب كان هذا هدفي وقد كرمني الله عز وجل بأكثر ما تمنيتُ بدليل تواجدي في قائمى قوية للمنتخب وأنا أصغر بعامين.

 

بالانتقال لنهائي كأس مصر والإصابة التي تعرضتِ لها.. حدثينا عن شعورك حينها؟

ما قمتُ به هو الواجب وهذا ما نشأنا على أساسه داخل أروقة القلعة الحمراء وهو أن نحقق الهدف الذي نضعه نصب أعيننا ونسأل الله التوفيق بالطبع.. سبورتنج لم يكن بالخصم الهين، انتهى شوط اللقاء الأول 5\6 كأنها مباراة كرة قدم وكلا الفريقين قدم أفضل ما لديه وبعد تعادلنا في الشوط الثاني وانتقالنا للوقت الإضافي شجعنا بعضنا البعض بحتمية الظفر بالمبارة وحسمها الآن، وحين جاءت الكرة التي تعرضتُ للإصابة على إثرها لم تكن الأولى فقد نجحتُ في التصدي لكرة شبيهة لها ولكن ارتمطت بالعارضة وتعرضتُ للعديد من الكدمات وخمسة غرز في فمي ولكني لم أفكر سوى في البطولة والملعب المشتعل والجماهير التي تنتظر أن نهديهم اللقب.

 

ما لا يعرفه البعض هو اتجاهك للدراسات العليا بعد التخرج.. كيف تستطعين التوفيق بين العمل والتمرين؟

تخرجتُ من كلية التربية الرياضية عام 2016 وكنتُ عارفة أعلم من البداية أنني لن أستمر في اللعب وسأضططر في يوم من الأيام للتوقف ففكرتُ في التدريب كي أنقل خبراتي إلى القادمات بعدي فحصلتُ على دورة المدربين بتقدير جيد جداً وبشكل عام كنتُ من المتفوقات في الكلية ولولا الإصابة التي لحقت بي في عامي الدراسي الثاني والثالث لتخرجتُ بتقدير امتياز على الرغم من مشقة الكلية من السباحة إلى الجمباز إلى لعبة أخرى يومياً من الثامنة صباحا وحتى الرابعة مساءً ولكن ما أؤمن به هو استحالة توقفي في منتصف الطريق فحينها سأعود لما قبل الصفر.

أواجه صعوبة ولمواعيد التمرين المقدسة لم أستمر في العمل مرتين.. التضحية واجبة والحلم يستحق والايمان بضرورة تغيير وجهة نظر المجتمع في المرأة لن يكون سهلاً.


 

هل صحيح أن الفريق يقوم بأداء التمارين في الجبل في بعض الأحيان؟

نحن نشبه الجيش فنحن نتوجه إلى الجبل في السابعة صباحا وبعده خمس وعشرون لفة في التراك ومنه إلى الجيم حتى أننا أحياناً نحقد على فريق الرجال فهم لا يقومون بكل هذه التمارين ويوم الجمعة بالنسبة لنا والذي نرغب فيه ولو لمرة في الاستيقاظ من التاسعة بدلا من السابعة والتمتع بالاجازة ولكن نعود لنتذكر ما نحلم به وضرورة سعينا لأجله.

 

بالعودة للبدايات.. كيف أثرت السنوات التسع التي لعبتِ فيها لصفوف نادي الزمالك على مشوارك؟

بالفعل كنتُ في ناشئات الزمالك من 2000 ل 2009 والأهلي قام بشرائي بعدها منذ 2010 وحتى الآن ويعلم الجميع أن الزمالك ناد كبير يتشرف الجميع بدخوله واللعب لأجله ولكن في الأهلي الأمر مختلف فالخبرة التي اكتسبتها هنا والسر الكامن في روح الفانلة الحمراء كلها أشياء ننفرد بها عن الباقي.

 

من هي قدوتك في اللعبة؟

ندى مجدي أو ندى اندريا قدوتي والأجمل أني قد لعبتُ معها في صفوف المنتخب وتوجت معها بالبطولة الإفريقية فأنا لا أكتفي بالوصول لنقطة ما وأسعى دائماً لتخطيها.

 

في رأيك.. هل تعد الإصابة المتكررة التي لاحقتك هي أصعب لحظات مشوارك؟

كنتُ متألقة في البطولة الإفريقية وأسعى للظفر بأفضل حارس في البطولة ولكني تعرضتُ لقطع في الرباط الصليبي وهذه النسخة من البطولة حصلنا فيها على المركز السادس وهي المرة الأولى التي كنا ننافس فيها بعد قرابة ثلاثين عاما وخضعتُ بعده للجراحة فينفس القدم وفي أقل من عام.

أتذكر حينها رسالتي لباقي الفريق اللاتي كن يثقن في بضرورة الاستمرار مهما حدث.

 

ما تقييمك لخطوة الاحتراف في الجزيرة الإماراتي في رمضان الماضي؟

لاشك أنها كانت تجربة مختلفة خسرنا حينها مواجهة قوية في النهائي وحصلنا على المركز الثاني أمام خصم قوي تلعب لصفوفه سبعة محترفات ولم أكمل وقتها اللقاء لوجهة نظر فنية تتعلق بضرورة إشراك أصحاب البلد على حسابنا نحن حتى لو كانت الخبرة لدينا.

 

بالانتقال إلى البطولة الإفريقية والتي ستقام في أابريل المقبل.. كيف ترين موقف الأهلي من هذه البطولة؟

بطولة ليست سهلة على الاطلاق يحاول الجهاز من الآن تدعيم الفريق بالصفقات القوية ونحن نعاهد أنفسنا ككل مرة حتى مع صعوبة مواجهة الأفارقة والفارق بيننا وبينهم في السياسة والإدارة والتخطيط الممنهج لديهم.. لو واجهنا فريقا ما وانتصرنا عليه وواجهناه بعدها بعام فقد نخسر.

وضعنا الهدف المبدئي نصب أعيينا وهو دور ال 4 ثم النهائي بعون الله عز وجل خاصةً وأن البطولة مقامة على أرضنا وفي النهاية من يجتهد سيكافئه الله عز وجل بكل تأكيد.


 

حدثينا عن دور القديرة بيسا حسني معك ومع باقي اللاعبات؟

وجودها دعم لا مثيل له فهي تشعر بنا وتساعدنا دائماً وترى أننا مستقبل اللعبة في مصر وهناك نقطة هامة أيضاً وهي أن احساس المرأة يختلف تماماً عن احساس الرجل في الملعب وهي تساندنا دائما.

 

ماذا عن دور شقيقتك سارة في مشوارك؟

من الصعب أن أصف كم أنا محظوظة لوجود سارة.. هي أيضاً من ناشئات الزمالك وانتقلت بعدها للجزيرة ومنه إلى الأهلي في 2016 ولعبها لهذه الأندية الثلاث وهي الأكبر في مصر لا يدل سوى على مستواها وتفردها هي والقليل من جيل 89 بالاستمرار.. هي من شجعتني على خطوة الماجستير وتشجعني بشكل مستمر.


 

ختاما.. ما هي العبارة التي تُلخصي بها رحلتك مع اللعبة؟

قابلتُ العديد من الناس منهم من يريد المكسب فقط دون النظر لأي شئ آخر.. ذات مرة أصابتني لاعبة منافسة بشكل متعمد في مباراة ظهرتُ فيها بمستوى ممتاز فلم تجد سوى الاصطدام وإلحاق الإصابة بي كغيرها ممن يعمدن إلقاء الكرة في الوجه كونه الأضعف دون التحلي بأي روح رياضية وهي أساس الرياضة..

تعبتُ للغاية لأصل لما أنا فيه وأتمنى في المستقبل أن يكمل أولادي الطريق بعدي وأن يكونوا أفضل مني.