في ذكرى رحيله.. البابا شنودة بين بساطة التعليم والتمسك بـ"الإنجيل"

أقباط وكنائس



سنوات عدة مرت على رحيل " البابا شنودة الثالث" البطريرك الـ 117، ولكن مازالت كلماته ومواقفه وتعاليمه البسيطة مع الجميع خالدة إلى هذا اليوم، فقد رحل "نظير جيد... البابا شنودة" يوم 17 مارس لعام 2012، ولكن ظل هذا التاريخ في نفوس المصريين خالدًا كأنما حدث أمس.

 

قال" كمال زاخر"، المفكر القبطي، إن البابا شنودة كان ظاهرة جديدة في تاريخ الكنيسة القبطية، حيث عندما كان أسقفا للتعليم أدخل نوعًا جديدا للتحدث للناس مباشرة، وذلك من خلال الإجتماع الإسبوعي له الذي وافق يوم الجمعة من كل أسبوع ثم أصبح يوم الأربعاء بعد أن خرج من التحفظ وقت أيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

 

وأضاف المفكر القبطي في تصريح خاص له لـ"الفجر"، أن البابا شنودة استطاع بأسلوبه البسيط في التعليم أن يتحدث للأقباط مباشرة، وذلك من خلال فقرة الإجابة على الأسئلة والتي كانت تسابق المحاضرة مباشرة، مضيفًا أن نوعية الوعظ  التي كان يستخدمها البابا شنودة كانت مزيجًا بين أسلوب اللغة العربية والعبارات الأدبية والنوع الوعظي الجديد الذي يعتمد على التبسيط  حتى يدخل إلى كل قلب الصغير قبل الكبير، موضحًا أن هناك طفرة بين الذي قدمه البابا شنودة وماقدم قبله.

 

وعن تفاعل البابا شنودة مع الأحداث السياسية التي حدث بالوطن العربي، قال "زاخر"، إن أقوى حدث هز الكنيسة في ذلك الوقت حدث "5 سبتمبر"، عندما أصدر  الرئيس "السادات" قراره بتحديد إقامة البابا شنودة، مضيفًا أن هذا الحدث أوضح كيفية تعرض السلطة المدنية للسلطة الكنسية.

 

وأوضح المفكر القبطي، أن البابا شنودة كان لدية فكرا حكيما، وظهر ذلك من خلال تخفيفة لمسؤليات الإيبارشيات، حيث قام برسامة العديد من الأساقفة داخل مصر وخارجها، وذلك من أجل تدعيم فكرة الرعاية، مشيرًا إلى أنه عندما استلم البابا كان هناك حوالي 18 أسقفا على عديد من الإيبارشيات وكان أكثرهم كبار السن لا يستطيعون تحمل الكثير من المسؤليات.

 

فيما قال"مينا أسعد" الباحث بلجنة العقيدة القبطية بإسقفية الشباب ومدرس اللاهوت الدفاعي، إن كل لحظة في حياة البابا شنودة هي موقف يستحق السرد، ولكن يتذكر العالم كله وقفته لأجل الحق الكتابي عندما حاول بعض أصحاب المصالح مخالفة تعاليم الكتاب المقدس فيما يخص الطلاق رافعين الأمر الي المحاكم، فخرج البابا رافعًا أمام العالم كله اعلان المجمع المقدس قائلا: "أنه لا توجد قوة على الأرض قادرة أن تثنينا عن تطبيق وصايا الكتاب المقدس ولا طلاق إلا لعله الزنا"، لافتًا إلى أن البابا شنودة دافع عن الحق الكتابي أمام الكل، وهي مسيرة اتبعها البابا شنودة نهجا طوال حياته .

 

وأضاف "أسعد"، أن البابا شنودة، كان نموذجًا أبائيًا في الحفاظ على سلامه التعليم، وحماية الكنيسة من الذئاب الخاطفة التي حاولت أن تدخل تعاليم غريبة- بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن كان رجل التعليم الحق.

 

وبالنسبة للأحداث الإرهابية التي حدثت بمصر وخاصة حادثة القديسين، أوضح "أسعد" كان البابا لديه جملة شهيرة احذروا غضب الله تزلزل مضطهدي الكنيسة، وكانت كالنبوة التي تنطق على لسانه، وكان في صمته أغلب من أي كلام فكان يقول أنه يصمت حتى تتحدث السماء، وكانت دائمًا السماء ما تتحدث، لافتًا أن كل تلك المواقف التي اصابت الأقباط كان دائما مصدر تعزية وأبوه  لكل الأقباط، متألما لآلام ابنائه مخففا عنهم، مضيفًا: "كان أبًا بحق".