بالتزامن مع زيارة "البشير".. ننشر أهم المحطات التاريخية في العلاقات المصرية السودانية

تقارير وحوارات



يزور الرئيس السوداني، عمر البشير، القاهرة، اليوم، لبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، خلال قمة ثنائية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، في زيارة تستغرق يوماً واحداً.

 

وتأتي الزيارة في إطار التواصل المستمر بين القيادتين فى البلدين، واستكمالاً للمباحثات التى عُقدت خلال لقاء الرئيسين مؤخراً في أديس أبابا، والتي تطرقت إلى مناقشة جهود حل القضايا العالقة بين الجانبين، وتعزيز العلاقات الثنائية التي تربط بين الدولتين في جميع المجالات.

 

وبالتزامن مع هذه الزيارة تستعرض"الفجر"، أهم المحطات في تاريخ العلاقات المصرية السودانية، فيما يلي.

 

يربط "مصر- والسودان" علاقات تاريخية وطيدة على المستويين الرسمي والشعبي، واللحمة بين البلدين لا تقتصر على الاتصال الحدودي المباشر الذي فرضته الطبيعة، بل هناك تواصل قائم على الود بين الشعبين المصري والسوداني اللذان يعتبران وطنيهما، وطن واحد ممتد يجمع على أرضه أخوه لا يعكر صفو علاقتهم أية خلافات طارئة أو محاولات لدس الفتنة بينهم.

 

وبالرغم التوترات التي تشهدها العلاقات الرسمية بين القاهرة والخرطوم على فترات متقطعة، إلا أن القيادة الرشيدة للبلدين تستطيع التغلب على تلك الخلافات انطلاقًا من الحنكة السياسية وروح الأخوة، وهما عاملان يؤثران بشكل واضح في دحر أي بوادر للاختلاف لتلتئم الشقاقات بشكل سريع، هذا إلى جانب عدم تأثر العلاقات الشعبية التي تظل على طبيعتها، ويكون لها عامل كبير في سرعة إنهاء أي خصومات أو خلافات سياسية، فالسودان تاريخيا يعتبر امتداداً جغرافيا لمصر إلا انه ارتبط رسميا بمصر منذ ان فتحت جيوش محمد علي السودان عام 1820، فمنذ هذا التاريخ أصبح السودان جزءاً من مصر  وصار البلدان دولة واحدة .

 

العلاقة السياسة

ومنذ استقلال السودان وتعد العلاقات السياسية بين البلدين دائما تتسم بالاستقرار وظلت مصر دائما حريصة على استقرار السودان وأمنه لارتباط ذلك بصورة مباشرة بأمنها القومي على الرغم مما شهده هذا البلد من تطورات على المستوى السياسي ولاسيما على مستوى تغيير الأنظمة الحاكمة أو على مستوى أزمة الجنوب وأزمات دارفور وغيرها هي الأزمات التي حرصت مصر على التعامل الايجابي معها حتى لا تؤثر بالسلب على أمنها واستقرارها.

 

تطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة

وتحرص السياسة المصرية في هذه المرحلة، علي إقامة علاقات تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان الشقيق، وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية فيها تتماشى إلى ما تطمح إليه شعوب المنطقتين.

 

وتحرص الدولتان على تقوية ودعم العلاقات بينهما في شتى المجالات، فالسودان يعد الدولة الوحيدة التي لديها قنصلية في محافظة أسوان مما يدل على نمو حجم التبادل التجاري، وتلك القنصلية لا يتوقف دورها عند تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العلاقات في المجالات المختلفة.

 

العلاقات الدبلوماسية

كما اتخذت البلدين خطوات لتعمق العلاقات الدبلوماسية وعودتها إلى طبيعتها مرة أخرى، بعد استدعاء الخرطوم، سفيرها بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، بغرض التشاور، خلال مطلع شهر يناير الماضي، حيث قال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، إن بلاده ستعيد سفيرها إلى القاهرة، يوم غدًا الإثنين، وذلك بعد شهرين من سحبه.

 

وجاءت تلك الخطوة لتعزيز العلاقات بين مصر والسودان، بعد لقاء جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس السودانى عمر البشير، أواخر شهر يناير الماضي، في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، وذلك على هامش انعقاد قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي، التي ترأستها مصر.

 

وحينها، صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء الذى اتسم بالأخوية والمصارحة والمكاشفة على خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين على كافة المستويات، مؤكداً مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف الموضوعات والملفات، لاسيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن.