د. حماد عبدالله يكتب: رؤية للقاهرة التاريخية !!

مقالات الرأي




تكتظ القاهرة بالأحياء القديمة وهى ليست أحياء العشوائيات المكتظة بالسكان وبالفقر وبالمرض والجهل ،والجريمة ، ولكن الأحياء القديمة مثل السيدة زينب وسيدنا الحسين والغورية ، والمغربلين ، ومنطقة الدرب الأحمر ، والعباسية ، وباب الشعرية وغيرها من مناطق القاهرة التى تعيش فيها الحياة للصباح حيث الليل فيها حياة والنهار فيها عمل وحركة تلك الأحياء القديمة حيث يسكنها أهالينا من المصريين الطيبين هذه الأحياء تحتاج من الإدارة المصرية إهتمام أكثر لكى تعود لها نضارتها وتعود لها حيوية الماضى الجميل وهذه المناطق ما زالت تحتل لدى عشاق مصر وعشاق أحياء القاهرة القديمة من العرب والمصريين جانب كبير من الإعجاب ومن الشوق لزيارتها وممارسة الحياة فيها ولو لبعض الوقت ولعلنا نجد عند (الرفاعى) وهو أشهر مطعم للحوم والكباب والريش الضانى "والطرب" "والكفتة" والسجق البلدى كل هذه الأصناف تقدم فى حارة ضيقة جداً فى ميدان السيدة زينب خلف (سبيل) وهو (مسقى) قديم أنشيىء فى العصر المملوكى يقف رواد هذا المطعم المفتوح بالساعات لإنتظار (طاولة) لكى يتناولوا الطعام المميز عند (الرفاعى المصرى) وهناك "أبو رامى" "وأبو أشرف" بمنطقة (المذبح) سابقاًوهى المواجهة لمستشفى الأورام التى أنشئت على أرض "السلخانة" القديمة فى منطقة (زينهم) ومنطقة "المدابغ" ولا يمكن أن نرى صورة مثل صورة التكدس على عربة (فول وطعمية) والشهير (بالجحش) فى شارع ( ماراسينا ) بجوار قسم السيدة زينب  حيث يقف على مصطبه عليا ( عم الجحش ) لكي يرتب طبق الفول بكل أنواع الزيوت "الحار و الحلو والذرة والزيتون ، وكل أنواع الدهون (السمن البلدى ) والزبدة و 


القشطة والسمن الهولندي وكذلك الطعمية وفيها أصناف وأنواع  إشي بالبيض وأخرى بالسمسم وأخرى بالبصل وأخرى بالطماطم ولم ينسي أبداً أنواع ( الدقة ) وهى المسماة ( بويسكي ) الفول و الطعمية وهى عصير الطرشي البلدى وكل هذه الأصناف تجد رواجاً شعبياً وسياحياً ، لا يحدث إلا فى أحياء المحروسة القديمة ، وكل حى يشتهر بمقدم خدمة غذائية مصرية شهيرة مثل  الفول أو الكباب أو الطرب أو الريش الضاني  يلتف الناس من علية القوم مع سكان المنطقة فى شكل يدعو لتسجيله وتصويره  والحفاظ عليه وهنا سؤال لماذا لم تهتم الإدارة فى هذه الاحياء على شكل المحليات أو إدارة الاقتصاد الوطني والمسماة بوزارة التنمية الاقتصادية أو التنمية المحلية بمثل هذه الظواهر الإقتصادية الصغيرة التى تجلب لمصر ، شهرة ومال ، وعمل لا يضاهيها فيه أحد أو أحياء أخرى وإذا انتقلنا إلى ما هو غير الطعام فنجد الخيامية ( تحت الربع ) وما نقدمه من حرف جميلة عبارة عن قطع من القماش الملون المتراص بالخياطة ليعطى أشكالاً هندسية وزخرفية لا مثيل لها ، وكذلك منطقة "الغورية" وخان الخليلى معقل صناعة الفضة والذهب و الزجاج والنحاس وكل الإكسسوارات و العطور و البخور و الخشب والأرابيسك ، أين الدولة من كل هذا التراث الحي  النافع فى أحياء مصر القديمة هذه الأحياء تحتاج إلى نظافة الطرق وإلى رصف تلك الحوارى بنوع أخر غير الاسفلت ( بالبازلت ) مثل حواري روما ، وباريس و أثينا  كل العواصم القديمة التى استطاعت الادارة فيها أن تقدمها بشكل حضاري لروادها ، رؤية للمسئول عن حضارة "مصر" اليوم.

   Hammad [email protected]