إسلام الداوي يكتب: قطرة من فضائل الأم

ركن القراء



لا يعرف التاريخ دينا ولا نظاما كرّم المرأة باعتبارها أما، وأعلى من مكانتها وجعل لها كل الحقوق مثلما جاء به ديننا الإسلامي  الذي رفع من مكانة الأم في وجعل برها من أصول الفضائل، بل إنه فضلها علي الأب لما تتحمله من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يقرره القرآن ويكرره في أكثر من آية ليثبت مكانتها في الأذهان

ومن أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصة رجلٍ جاء إلى النبي" صلى الله عليه وسلم" يسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك"قال: ثم من؟ قال: "أبوك"

ويروي البزار أن رجلا كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها فسأل النبي "صلى الله عليه واله وسلم" هل أديت حقها؟ قال:  "لا "ولا بزفرة واحدة ! .. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.

وعلينا جميعل ان نحسن عشرة أمهاتنا ،ونوقرهن ،ونخفض أجنحتنا لهن ،ونطيعهن في غير معصية خالقنا جل في علاه، وان نلتمس لهن الأعذار ،ونقدر ماتحملوه من مشقة وتعب كي يعلموننا ويرفعن من شأننا 
ووضحت لنا شريعتنا السمحة ان رضا أمهاتنا واجب  في كل أمر حتى الجهاد إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها فإن برها ضرب من الجهاد.

ومن الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي "صلى الله عليه وسلم"فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: "هل لك من أم؟"قال: نعم ،قال: "فالزمها فإن الجنة عند رجليها"

وقد كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم، ولا تجعل لها اعتبارا فجاء الإسلام يوصى بالأخوال والخالات كما أوصى بالأعمام والعمات ومن الأحاديث الدالة على ذلك أن رجلا أتى النبي "صلى الله عليه واله وسلم" فقال: إني أذنبت، فهل لي من توبة؟ فقال: "هل لك من أم؟" قال: لا، قال: "فهل لك من خالة؟" قال: نعم، قال: "فبرها ".

ومن عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وإن كانت مشركة،فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبي "صلى الله عليه وسلم" عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها، فقال لها: "نعم، صلي أمك".
فعلينا جميعا أن نرأف بأمهاتنا ، ونؤتيهن ولو قطرة من فيض عطاياهن