حكومة جنيف تبدي استعدادًا لمساندة استراتيجية "الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان"

عربي ودولي



أبدت حكومة جنيف استعدادها لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة في إطار قواعدها المعمول بها لدعم الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، في خدمة حقوق الإنسان خاصة في المنطقة العربية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقد يوم الجمعة الماضي في مقر الحكومة بين ستيف بيرنار، مدير الديوان ورئيس مكتب العلاقات الخارجية والدكتور أحمد الهاملي، رئيس الفيدرالية.

وأبدى بيرنار حرصا على الاستماع إلى مشروعات الفيدرالية بشأن حقوق الإنسان.

واستعرض الهاملي تاريخ الفيدرالية منذ إنشائها عام 2016. وقال إن هدفها الأساسي هو الترويج للمفاهيم العالمية لحقوق الإنسان وتهيئة المناخ لإشاعة ثقافة الحقوق دون الصدام مع الحكومات. 

وقال إنه يهدف إلى إقامة حوار بناء يسهم في التأسيس لمنظمات ومؤسسات تعمل بفعالية مع الحكومات.

وعبر عن اعتقاده بأن هذا النهج التعاوني هو أفضل السبل لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في العالم العربي، مؤكدا رفضه لما يشاع عن تعارض مفاهيم الحقوق في الإسلام مع المعايير الحقوقية العالمية.

وردا على استفسارات مسئول حكومة جنيف، قال الهاملي إن استراتيجية الفيدرالية تتأسس على ثلاثية: "التسامح والأمن الإنساني وحقوق الإنسان".

وأضاف أنه وفقا لهذه المباديء، تعتبر الفيدرالية مكافحة التشدد والفكر المتطرف، الذي يؤدي إلى العنف والإرهاب، أحد أهم أهدافها الرئيسية. وقال إن الفيدرالية تهتم بهذه الظاهرة في أي مكان في العالم وليس في الشرق الأوسط فقط.

وأكد الهاملي استقلالية الفيدرالية عن أي تأثير، مشيرا إلى أنه لا يقبل أي تبرعات حكومية من شأنها التأثير على هذه الاستقلالية.

 واستعرض بعض مشروعات الفيدرالية الحقوقية بما في ذلك تدريب الكوادر العربية الشابة في مجال حقوق الإنسان. وأشار إلى العمل الدؤوب الذي يقوم به مرصد مكافحة الإرهاب الذي أنشأته الفيدرالية في مصر.

وأكد أن الفيدرالية حريصة على حقوق الإنسان بغض النظر عن ديانته أو لونه أو أصله أو جنسه.

وعبر رئيس الفيدرالية العربية عن أمله في أن تلقى أنشطة الفيدرالية مساندة ودعم حكومة جنيف والسلطات المختصة في سويسرا، باعتبار أن اسم هذا البلد بات مرتبطا عالميا بحقوق الإنسان.

من جانبه قال بيرنار: "نحن سعداء بأن هناك أشخاصا يعملون بهذه الطريقة ووفق هذه المفاهيم لحقوق الإنسان".

 ورحب ترحيبا حارا بالتواصل والتفاعل كي تتمكن حكومة جنيف من التعرف أكثر على أجندة الفيدرالية الإنسانية.

وقال: "مستعدون للمشاركة في أي أنشطة يكون لها تأثير في دعم وتعميق حقوق الإنسان".

وأضاف أن مسئولي حكومة جنيف المختصين مستعدون للحضور وبإلقاء كلمات واقتراح متحدثين في أي فعالية تخدم حقوق الإنسان طالما أنها غير مسيسة أو تمييزية".

وقال: "نرحب بالتعاون وبالمشاركة والحضور في أي فعالية، وربما ندرس دعمها أيضا". 

وأبدى ثناءه على تأكيدات الهاملي على حرص الفيدرالية على الاستقلالية عن الحكومات وعلى الاعتماد على نفسها في تدبير الميزانيات اللازمة لتمويل أنشطة حقوق الإنسان.

وحضر الاجتماع الذي استغرق ساعة وربع الساعة سرحان الطاهر سعدي، الأمين العام للفيدرالية. 

وأثنى سعدي على أجواء الترحيب التي استقبلت بها الفيدرالية في جنيف، وعرض عددا من الأفكار بشأن مشروعات تتعلق بإقامة جسور الحوار بين الشباب السويسري والغربي من ناحية ونظرائهم العرب من ناحية أخرى.

وعبر أن أمله في أن يسفر التعاون بين الفيدرالية والمؤسسات والهيئات المعنية في جنيف عن ثمار من شأنها الإسهام في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان ومكافحة التشدد والتطرف.

وقدم بيرنار، بعض النصائح للفيدرالية من شأنها ترسيخ وجودها وتأثيره وقدرتها على تحقيق أهدافها الإنسانية التي وصفها بأنها تلقى ترحيبا.

ووصف الهاملي اللقاء بأنه مثمر للغاية. وأكد أنه وإدارة الفيدرالية سوف يعملان جاهدين على الاستفادة منها بأكثر قدر ممكن.