كلمة شيخ الأزهر في الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية الإسلامية بـ لشبونة

أقباط وكنائس



ألقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية الإسلامية فى لشبونة، في حضور رئيس البرتغال مارشيلو دي سوزا، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وإدوارد روديجيس رئيس البرلمان البرتغالي، وأنطونيو كوشتا رئيس الوزراء، وأوجيستو سانتوس سيلفا وزير الخارجية، وعبد الكريم وكيل رئيس الجمعية الإسلامية البرتغالية.

وأشار الطيب، إلى أن مصطلح المواطنة هو مصطلح أصيل في الثقافة الإسلامية، وظهر في دستور المدينة المنورة وما تلاه من كتب وعهود للنبي يحدد فيها علاقة المسلمين بغير المسلمين، على أسس واضحة المعالم، تؤكد على أن المواطنة ليست حلًا مستوردًا، وإنما هو استدعاء لأول ممارسة إسلامية لنظام الحكم، وهذه الممارسة لا تتضمن أي قدر من التفرقة أو الإقصاء لأي فئة من فئات المجتمع آنذاك، وإنما تضمنت سياسات تقوم على التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية، وهى تعددية لا يمكن أن تعمل إلا فى إطار المواطنة الكاملة المساواة التامة.

ودعا شيخ الأزهر، إلى تبني مفاهيم المواطنة الكاملة، متمنيًا "من السياسيين ورجال الدين وعلمائه والمثقفين والمفكرين أن يتنبهوا لخطورة المضي في استخدام مصطلح الأقليات الذي يحمل في طياته معاني التمييز والانفصال، وبذور الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد الأرض للفتن والانشقاق، بل يصادر هذا المصطلح ابتداءً على أية أقلية كثيرًا من استحقاقاتها الدينية والمدنية، فالمسيحي المصري هو مواطن مصري مواطنة كاملة في الحقوق والواجبات، والمواطن المسلم في البرتغال هو مواطن برتغالي كامل الحقوق والواجبات، ولا محل مع هذه المواطنة الكاملة لأن يوصف أي منهما بالأقلية الموحية بالتمييز الاختلاف في معنى المواطنة".