د. حماد عبدالله يكتب: محدودية الرؤية !!

مقالات الرأي



أعود لحديثى عن الجمعيات العمومية فى "مصر" ، ومحدودية رؤيتها ، نحو المرشحون لقيادة عمل عام بواسطة الإنتخابات .
لا شك بأن قوانين كثيرة تنظم عملية الإنتخابات فى المؤسسات المدنية ، 
( نقابات ، نوادى ، جمعيات أهلية ) تحتاج بشدة لإعادة نظر ، حيث من تجربتى الإنتخابية ( الفاشلة ) والتى أتحدث عنها فى مقالاتى الأربع الماضى ، وجدت بل تأكد لى أن الأساس فى الإختيار للناخب ، هى المعرفة أو المصلحة الشخصية، وإنعدمت رؤية "المصلحة العامة" فى تبنى الجمعية العمومية لأى تجمع إنتخابى مُصِلْحْ للوطن أو للمهنة أو القصد النبيل للمرشح المتقدم لحيازة منصب إجتماعى أو مهنى أو رياضى.
ولعل إنتخابات النوادى كانت دليل على ذلك فنجد فى قائمة نادى الجزيرة والقائمة المنافسة نتيجة مذهلة حيث ينجح رأس القائمة ويسقط كل أعضاء القائمة ، ثم الأخرى يسقط رأس القائمة وتنجح كل قائمته ، شيىء غريب للغاية ،ولعل ما حدث فى نقابة الهندسين أخيراً دليل جديد على أن لا يمكن أبداً أن يتقدم مرشح لمقعد مجلس إدارة  ويتطلب لنجاحه أصوات مهندسون من جميع التخصصات السبع ، ومن أنحاء الجمهورية جميعها ، من يستطيع أن يحصل على أصوات ناخبين من "أسوان والعريش" ، ومن مطروح إلى الإسكندرية وهو فى تخصص لا يوجد له شعبية مهنية فى تلك المحافظات .
هنا يكون الفيصل الفريق أو القائمة التى تسعى بكل الوسائط لكى تنجح بمافيها حتى عضو ، تعدى عمره الخمسة وثمانون عاماً ، أى أنه يفترض فيه أنه فى سن التقاعد الحقيقى ، صحياً وذهنياً وأيضاً مهنياً ، شيىء من الخيال العلمى !! لذا وجب على المشرع المصرى أن يضع نصب عينيه تعديلات ، تسمح لهذه الكيانات المدنية والتى فى رأى يقوم عليها تقدم الأمة ، فالمجتمع المدنى من أندية وكيانات وأحزاب يجب المشاركة بإيجابية فى دفع الوطن للتقدم بالتوازى مع السلطات الثلاث "التنفيذية ، والشريعية ، والقضائية" والسلطة الرابعة المهضوم حقها فى "مصر" ، وهى سلطة الإعلام ، والصحافة والوسائط الإليكترونية والتى ليست لها رابط أو ضابط فى منظومة العمل الوطنى .
إن الرؤية المحدودة للعمل التطوعى والإجتماعى تحتاج من المشرع المصرى أن ينظر إليها بعين الإعتبار وأن نأخذ عظة ونحن على منعطف خطير وهو إنتخابات رئاسة الجمهورية ، والتى يجب على الجمعية العمومية المصرية أن تخرج عن بكرة إبيها حفاظاً على هذا الوطن من الضياع .
ولعل النتائج النهائية لإنتخابات نقابة المهندسين وهى الأصل فى موضوع مقالاتى الأربع الماضية ، وإستكمالهم اليوم ، فقد أسفرت المعركة الإنتخابية حيث أعلن الأستاذ الدكتور /عمرو عزت سلامة – رئيس اللجنة العليا المشرفة على الإنتخابات والذى كنت قد تقدمت بترشيح سيادته لهذه المهمة (الثقيلة) حرصاً على سمعة العملية الإنتخابية وقد كان .حيث اعلن سيادته فوز المهندس "هانى ضاحى" نقيباً للمهندسين بالإضافة إلى قائمته بالكامل من الأعضاء المكملين ومن تاريخ إعلان النتيجة تصبح نقابة المهندسين تحت إدارة جديدة ، أتمنى لهم النجاح فى خدمة جموع المهندسين المصريين والحفاظ على المهنة وتطويرها وأداء الدور الوطنى الذى بدأه المجلس السابق مع إستكمال المشروعات القومية التى وضع أساسها مجلس سابق ، بأعضاء ناجزين رغم كل "الإختلالات" التى حدثت فى عملية (غير سوية) تمت فى المعركة الإنتحابية !!
وإنتهى حديثى عن تجربتى الفاشلة ونعود للكتابة اليومية أن شاء الله  .
وإنتهت أيضاً علاقتى ببعض زملاء رحلة عبر (أوتوبيس نقابة المهندسين!!)
   Hammad [email protected]