أزمة نقص الدقيق المدعم تجتاح مراكز قنا وسوهاج

العدد الأسبوعي



"التموين" تنفى.. والأهالى يشتكون للرقابة الإدارية


اجتاحت حالة من الغضب مراكز شمال قنا، ومحافظة سوهاج، لعدم توافر الدقيق المدعم، بسبب رفض التجار قرار وزارة التموين بإلزامهم بدفع 25% من قيمة حصتهم الشهرية، لحساب الوزارة لدى بنك الإسكان والتعمير، كمبلغ تأمين، يدفع مرة واحدة، ولا يرد إلا فى حالة إلغاء رخصة التاجر.

وقال خالد القط، تاجر تموين بمركز نجع حمادى، إن الاعتراض يأتى لأن مبلغ التأمين لن يرد مرة أخرى، فى حين أوضح أسعد كمال، تاجر، أن المبلغ ضخم ويصل إلى آلاف الجنيهات، مؤكدًا أنه يتعدى الـ60 ألف جنيه.

لكن عزة خالد، مقيمة بمركز فرشوط، أكدت أن الأزمة نشبت لأن التجار أصروا على عدم صرف حصص المواطنين كاملةً، وهو ما أوضحته ماكينات الصرف المميكنة.

وأضاف عرابى صادق، موظف، أن كمية الدقيق التى يحصل عليها لأسرته قليلة، وماكينة صرف الخبز ترفض بطاقته لأنها تعمل على نظام صرف الدقيق، ما يشكل عبئًا زائدًا عليه يضطره لشراء خبز سياحى بأسعار مرتفعة، فضلاً عن أن تجار التموين أصبح عددهم أقل من السابق، بعد قرار دفع مبالغ تأمين لحصة الدقيق.

واشتكى طارق سعيد، عامل، من أن أسرته المكونة من 9 أفراد لم تتمكن من صرف حصتها من الدقيق البلدى المدعم، وتبلغ قرابة 80 كيلو، مؤكدًا أنه اعتمد على القمح المخزن لديه من حصاد العام الماضى فى صناعة الخبز، وأغلب الأسر المجاورة تفعل نفس الشىء.

فى السياق ذاته أكد مصدر مسئول بمديرية التموين والتجارة الداخلية بقنا، أن هناك العديد من تجار الدقيق بمختلف أنحاء قرى ونجوع مراكز شمال قنا، امتنعوا عن دفع المبالغ التأمينية، وبعد محاولات عديدة لإقناعهم تم غلق الباب.

وأشار إلى أن مشكلة انخفاض حصص المواطنين من الدقيق المدعم، على سيستم ماكينات صرف المواد تعود لخطأ فنى فى سيستم الهيئة العامة للسلع التموينية، ولا تتعلق بقرار رسمى من الوزارة.

كما يعانى مواطنو محافظة سوهاج، من نفس الأزمة، ما دفعهم لتقديم شكاوى للمسئولين بالرقابة الإدارية.

قالت أم محمد، ربة منزل من مركز أخميم، إنها لم تصرف حصة الدقيق منذ 3 أشهر، وعندما تذهب للمستودع لا تجد دقيقاً، موضحة أن الخبز الجاهز الذى تحصل عليه من المخابز تستخدمه فقط لإطعام الماشية، وتضطر حاليا لشراء دقيق حر بأسعار كبيرة.

ولفتت أم نبيل، ربة منزل، أن أسرتها مكونة من 15 فردا، ولا يمكن بأى حال من الأحوال شراء خبز جاهز، لأن سعر الرغيف غير المدعم 50 قرشا، وتساءلت: من يستطيع تحمل ذلك لمدة 3 أشهر، وأضافت: أهالى الصعيد لا تتذكرهم الحكومة سوى فى الكوارث.

وقال محمود إبراهيم، موظف بمركز البلينا، إن نقص الدقيق المدعم، تسبب فى زحام شديد على المخابز، وتحدث أمامها مشاجرات يومية، كأن الزمن عاد بنا 10 سنوات للوراء، عندما كنا نعانى من عدم توافر الخبز، موضحا أن سعر جوال الدقيق الحر، بعيد عن متناول اليد، بسبب سعره الباهظ.

من جانبه أشار أحد بقالى التموين بالبلينا، إلى أن مديرية التموين تلزمه بدفع تأمين يصل إلى 5 آلاف جنيه، لاستلام حصته من الدقيق، وهو مبلغ كبير بالنسبة له، وقال إنه حتى لو دفع فلن يستلم الحصة كاملة، موضحا أن المركز يستهلك ما يقرب من 40 ألف طن، فى حين أن ما يتم توريده لا يتعدى 100 طن فقط.

فى السياق ذاته نفى وكيل وزارة التموين بسوهاج، أحمد حسين، وجود أزمة فى الدقيق المدعم، لافتا إلى أن بقالى التموين حال سدادهم التأمين، يتم صرف حصتهم كاملة.

كانت إدارة مباحث التموين بسوهاج، قد أعلنت فى بيان رسمى الأسبوع قبل الماضى، وجود عجز فى حصة المحافظة من القمح، المحددة من لجنة البرامج بوزارة التموين والتجارة الداخلية، وبلغت نسبة العجز 153 طنا يوميا، بواقع 4590 طنا شهريا، وأضاف البيان أن نسبة العجز تؤثر على ما يتم توريده للمخابز والمستودعات بالقرى والنجوع.