ياسمين رئيس: "الناس محتاجة تتباس"

العدد الأسبوعي



بعد ثلاث سنوات من التجهيز تم طرح فيلم «بلاش تبوسنى» فى دور العرض السينمائى، وهو الفيلم الحادى عشر فى مشوار ياسمين رئيس السينمائى، ويجمع بين الروائى والوثائقى فى إطار ساخر، ويرصد تاريخ القبلات فى السينما المصرية، بالتوازى مع حكاية فجر، نجمة الإغراء الشهيرة، التى ترفض مشهد القبلة فى الفيلم، وهو ما يثير جنون المخرج ويستفز المنتج، ليحاول الجميع الوصول إلى إرضائها لاستكمال الفيلم والخروج من المأزق، وفى هذه السطور توضح ياسمين رأيها فى فكرة الفيلم وكيف تقبلتها.


■ الفيلم يعتمد فى الخط الدرامى الأساسى على اختفاء القبلات فى الأفلام، فماذا تتذكرين من قبلات أفلام الأبيض والأسود؟

- بالتأكيد هناك العديد من الأفلام المصرية ضمت مشاهد رومانسية لقبلات بطلاتها أمثال شادية وفاتن حمامة، ومديحة كامل، وغيرهن، وعندما عرض عليّ الفيلم تذكرت أفلام الأبيض والأسود تحديدا فى المقام الأول، وبالطبع سأتذكر كل ما هو جميل من هذه المشاهد «هفتكر الحاجات الوحشة ليه»؟


■ أحداث الفيلم تتناول ثلاث رؤى مختلفة بين مخرج شاب ومنتج وبطلة للعمل.. فى رأيك من المفترض أن يكون مايسترو أى عمل فنى؟

- من الممكن أن أقول المخرج لأنه يختار موضوعًا ليقدمه ويقود مجموعة كبيرة من فريق العمل برؤيته ليخرج الفيلم بالشكل الذى يراه، ومن الممكن أن يكون المنتج خاصة أنه دائمًا ما يرغب أى منتج للعمل أن يطمئن على أمواله وأنها ستعود عليه بأرباح، والبطل يهمه شكله والظهور للجمهور فى كل عمل بشكل جيد، لكن الأصح أن تكون الثلاث رؤى متفقة ومتناسقة، لابد من وجود نقطة تلاقى تجمع بين الثلاث، وأعتقد أن من يشبهون بعضهم يتلاقون، والمخرج فى النهاية هو القائد.


■ ماذا لو تعاقدتِ على عمل ووجدتِ اختلافا فى الرؤى بين المخرج والمنتج؟

- لو ده حصل سأنسحب على الفور ولن أستكمل العمل.


■ الكوميديا ليست هينة ماذا شجعك لتقديم شخصية فجر بالفيلم؟

- وقتها كنت أبحث عن التغيير، وعرض عليّ الفيلم بعد «فتاة المصنع»، وعندما قرأت السيناريو وجدت موضوع الفيلم نفسه جديداً ومختلفاً ولم أقدمه من قبل، وهو ما خلق لدى رغبة فى تقديمه، وعندما قرأت الورق أعجبت بالفكرة، لدرجة أننى كنت أضحك طوال الوقت على شخصية البطلة «فجر» وما تتعرض له من مواقف، بالإضافة إلى أننى عندما التقيت المخرج أحمد عامر وجدت نفسى على قدر كبير من التفاهم معه وكانت هناك لغة بيننا وحوار وشعرت بالراحة كثيرًا، وأردت تقديم فيلم مختلف، خاصة فى القصة وطريقة الطرح الكوميدى الساخر، وهو ما جعلنى أخوض هذه التجربة.


■ هل هناك تشابه بين شخصية «فجر» فى بلاش تبوسنى وياسمين رئيس؟

- أشعر بأنها تشبهنى فى فكرة التشتت لأنها متخبطة ومشوشة أحياناً وشخصية «فجر» موجودة فى المجتمع ونقابلها كثيرًا، وأحببت شخصية «فجر»، وأى شخصية أؤديها لابد أن أحبها أولا حتى وإن كانت سيئة فى نظر الناس، وكما ذكرت لك فهى شخصية تمثل شريحة كبيرة من المجتمع الذى نعيش فيه، وليست غريبة عنا.


■ كيف كان انطباعك عندما شاهدتِ صورة الشاب الذى قبل صورة بوستر الفليم؟

- ضاحكة:»عملت هاشتاج «الناس محتاجة تتباس»


■ كانت لك سابقة عمل جمعك مع المخرج الراحل محمد خان، حدثينا قليلا عن مشاركته فى فيلمك الأخير خاصة أنه عرض عقب رحيله؟

- مشاركته إضافة كبيرة للفيلم وأعطته قيمة كبيرة.


■ خطواتك السينمائية جميعها ارتقت للعرض فى مهرجانات عالمية، هل هى خطة منك أم توفيق من الله؟

- من المؤكد أنها ليست مقصودة فحتى إذا كنت أخطط لذلك فلن أستطيع تنفيذه كما حدث وأنا بالفعل لم أرتب ذلك على الإطلاق لكن نوعية الأفلام وطبيعتها هى ما تسمح لها بالمشاركة فى المهرجانات كان آخرها «بلاش تبوسنى» فى مهرجان دبى، ومن قبلها «أم كلثوم» فى فينسيا، و«هيبتا» و«من ضهر راجل» و«فتاة المصنع»، والحقيقة أننى إذا كنت رسمت خطة لنفسى لكى تشارك أعمالى فى المهرجانات لم أكن قد وفقت بهذا الشكل.


■ عرض أفلامك فى المهرجانات والاحتفاء بها يجعلك تشعرين بأنك تسيرين على الدرب الصحيح أم تفكرين فى تغيير المسار لتفاجئى جمهورك فى كل عمل؟

- مفيش ممثل نفسه ما يغيرش، عادة أنا أشعر برغبة فى التنويع الدائم وأبحث عن كل ما هو مختلف وجديد لكن بشرط أن يعجبنى الدور وتكون الشخصية جديدة كليا.


■ برأيك إلى أى مدى يسيطر المنتجون على صناعة السينما فى مصر؟

- طول الوقت رأس المال يسيطر على صناعة السينما من زمان فالصناعة مترتبطة عند المنتجين بفكرة البيزنس وقليلا ما نسمع جملة «ده باع بيته عشان يحقق حلمه بإنتاج فيلم ما « وهذا النوع يكون لديه شغف سينمائى مثل يوسف وهبى باع الكثير ليحافظ على المسرح الخاص به، وأيضًا الفنانة والمنتجة آسيا، والمخرج الراحل يوسف شاهين حتى نور الشريف ومحمود حميدة جميعهم كان ولعهم بالفن سببًا فى الإقدام على الإنتاج ولا أرغب فى تعمم الأمور، لكن فكرة سيطرة رأس المال على السينما أو الفن بشكل عام موجودة منذ القدم وليست وليدة اللحظة، لكن فى كل الأزمنة هناك مجموعة من الصناع يقدمون أعمالًا حبًا فى الفن ورسالته، وحتى أنا من الممكن أن أقدم على تجربة الإنتاج لأننى «بحب الشغلانة».