جوائز الأوسكار جنسيًا!

الفجر الفني



يبدو أن رفض إدارة حفل الأكاديمية اﻷمريكية لفنون وعلوم السينما المانحة لجوائز الأوسكار فى دورته التسعين الذي انطلق في الساعات الأولى من صباح اليوم بتوقيت مصر، توجيه أي دعم لحملة Time’s Up أو Me Too بالإضافة إلى منعها للنجمات بارتداء أي فساتين سوداء للتعبير عن رفض التحرش، ليس بالصدفة البحتة.

لم أكن متابعًا جيدًا لحفل جوائز الأوسكار باستثناء آخر ثلاث دورات، وما لفت انتباهي حصد الأفلام التي تجسد المثلية أو الشذوذ الجنسي للجوائز سواء كانت مأخوذة عن قصة واقعية أو من وحي خيال مؤلفها الجامح، ووجود فيلم من هذا النوع أو أكثر في كل دورة ليس بالصدفة البحتة أيضًا.

إذا نظرنا إلى تاريخ جوائز الأوسكار آخر عقدين من الزمن سنرى ذلك في دور هيلاري سوانك في فيلم Boys Don’t Cry، وفي فيلم النجمة نيكول كيدمان The Hours، وفي دور النجمة تشارلز ثيرون في فيلم Monster، وفي دور ناتالى بورتمان فى فيلم Black Swan، وفي دور شون بن في فيلم Milk، وفي دور ماهرشالا علي في فيلم Moonlight، وأخيرًا في الفيلم التشيلي الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي 2018 a fantastic woman للممثلة دانييلا فيغا والتي دخلت التاريخ لتقديمها في حفل الأوسكار 2018 كأول مغنية متحولة جنسيًا.

دعم الأوسكار هنا للأفلام التي تجسد شخصيات غير سوية أو إجرامية أو شاذة، نراه بشكل ملحوظ في ازدياد السنوات الأخيرة، ويبدو أنها تعكس سلوك المجتمع الأوروبي والأمريكي في دعم المثليين جنسيا بل وأصبحت أقوى أداة دعائية في العالم لقبول المثلية والاعتراف بها.

فلا عجب من ذلك فلقد أعلن نجوم هوليود دعمهم لزواج المثليين قبل أن تعترف الولايات المتحدة ودول أوروبية رسميًا بهم، ويبدو هنا أن أقصر طريق لحصد الأوسكار أن تصنع فيلما يشجع على قبول المثليين ودمجهم في المجتمع سواء بقصص واقعية أو خيالية، حيث أن هذه النوعية من الأعمال السينمائية أصبحت أكثر بريقًا عن غيرها في المجتمعات التي تشجع المثلية.

وهنا أتساءل أخيرًا هل ستنعكس تلك الأفلام وترويجها بمنحها أرفع الجوائز السينمائية في العالم في حفل يصل عدد متابعيه إلى المليارات حول العالم.. سلبيًا على توجهات المجتمع العالمي ككل في تفشي ظاهرة المثلية الجنسية!، هل نمنح انقلابنا على الطبيعة البشرية التي خُلقنا عليها الجوائز!.