حكايات مناضلي الصحف من المعتقلات إلى العوامات.. صفحات من مذكرات عادل حمودة (8)

العدد الأسبوعي



لم أعرف الفرق بين المخابرات العامة والمباحث العامة إلا بعد أن قابلت صلاح نصر بعد محاكمته

خفنا على عبدالرحمن الشرقاوى من الاعتقال عندما تحدث فى الجامعة قائلا: الاقتران بالسلطة جحيم بالنهار وكوابيس بالليل

وصف الشرقاوى انقلاب 15 مايو بـ"ثورة التصحيح" فعينه السادات رئيسا لمجلس إدارة روزاليوسف ورئيسا لتحريرها

المثقفون وعلى رأسهم طه حسين هم الذين يزينون للحكام الانفراد بالسلطة ولا يندمون إلا بعد طردهم من جنتها


لم أعرف الفرق بين المخابرات العامة والمباحث العامة إلا بعد أن قابلت صلاح نصر بعد محاكمته

لابد أننا خرسنا وبهتنا وتخشبنا فى مقاعدنا ونحن نتلقى صهد كلمات النار التى تخرج من فم عبدالرحمن الشرقاوى منصهرة كأنها حديد مغلى فى جحيم حارق من الحمم.

كانت كلماته رغم سخونتها اللافحة تشرح وتفسر أزمة الكاتب فى زمن اللاحرية دون أن تفقد رشاقتها وكأنها راقصة باليه هائمة فوق سحب كثيفة وإن كانت تقدم عرضا متوحشا.

أخذت الجمل من بين شفتيه وكتبت: إنى عاطل عن العمل لأننى قتلت جميع أسيادى.. تلك ضريبة الكلمات التى ترفض زواج المتعة السياسية ولا تقبل النوم مع السلطة فى فراش واحد.. إن الاقتران بالسلطة جحيم بالنهار وكوابيس بالليل.

كان الشرقاوى يلقى محاضرة مفتوحة فى قاعة جامعة القاهرة ومن شدة الزحام تلاشى الهواء وتصبب العرق رغم أننا كنا فى الشتاء.

وعندما قال: إننى أستقيل من وظيفة إحياء أفراح السلطان والغلمان والخصيان توقعنا ألا يخرج سالما من الباب وربما لن يرى بيته وأولاده إلا حينما يشاء القدر فالعيون الميتة ترصده والأصابع الحديدية ستخنقه وزبانية جهنم سيسعدون به.

لكن المعجزة الإلهية فرضت سطوتها فلم يمسسه أحد بسوء فقد كان نظام عبدالناصر يراجع أخطاءه بعد الهزيمة ولم يكن من السهل عليه اعتقال الشرقاوى خاصة وهو فى الجامعة التى فجرت ثورة ضده.

بعد شهور قليلة على ندوة الشرقاوى توفى عبدالناصر ولم يتردد الشرقاوى فى رثائه مثل غالبية رموز اليسار الذين سجنهم وسحلهم بل وقتل واحدا منهم هو شهدى عطية الذى كان أول مفتش مصرى للغة الإنجليزية وعضو التنظيم الشيوعى أسكرا الذى اندمج مع حدتو وقبض على 47 قياديا من التنظيمين ليحاكموا أمام محكمة عسكرية عام 1959 وفى حفل استقبالهم فى سجن الحضرة بالإسكندرية لقى حتفه على البلاط وتسرب الخبر إلى الخارج بخطأ من رقيب الأهرام الذى سمح بنشره وعوقب بعدها بالطرد على غفلته.

أما الشرقاوى فقد هجر المحاماة ليكتب فى الصحف اليسارية (مثل الطليعة والفجر والشعب) بجانب الروايات التى ألفها مثل الشوارع الخلفية والأرض التى حولها يوسف شاهين إلى فيلم سينمائى كان واحدا من تعويذاته المميزة لكن شهرة الشرقاوى بدأت بقصيدة: من أب مصرى إلى الرئيس ترومان التى نشرها فى مجلة الهلال عام 1953 وطالب فيها الرئيس الأمريكى بمساندة مصر فى الاستقلال عن بريطانيا دون أن يتصور أنه يستعين بنمر لينقذ بلاده من ذئب.

وما أن نفذ السادات انقلاب 15 مايو حتى وصف الشرقاوى ما حدث بـ«ثورة التصحيح» وأعجب السادات بالوصف فاختاره رئيسا لمجلس إدارة روزاليوسف ورئيسا لتحريرها وما فعله الشرقاوى سبقه إليه الدكتور طه حسين الذى كان أول من وصف حركة الضباط الأحرار بـ«الثورة» ويثبت الرجلان أن المثقفين الكبار هم الذين يزينون الأوهام للحكام دون أن يدركوا إلا بعد فوات الأوان أنهم سيلقون جزاء سنمار.

دخل الشرقاوى روزاليوسف ليجد غالبية تيارات اليسار فيها معارضة للسادات وتصفه بما لا يليق.

وضاعف من الأزمة أن السادات أحال قائمة طويلة من الصحفيين إلى مؤسسات حكومية (مثل هيئة الاستعلامات وشركة باتا للأحذية) وكان بينهم عدد مميز من كتاب روزاليوسف على رأسهم صلاح حافظ الذى تفرغ وقتها لزراعة الفجل والجرجير فى حديقة بيته وراح يكتب سيناريو وحوار مسلسل زينب والعرش عن رواية فتحى غانم التى تدور أحداثها فى كواليس الصحافة.

وتفرغ فتحى غانم لكتابة رواية حكاية تو عن شاب يقوم بخدمة ضابط كبير قتل والده فى المعتقل ونجح الشاب فى دفعه إلى الموت بالسكتة القلبية انتقاما لوالده دون أن يلوث يديه بدمه.

وسحبت رئاسة تحرير روزاليوسف من أحمد حمروش الذى تفرغ لكتابة تاريخ ثورة يوليو ونشره فيما بعد فى أربعة أجزاء وإن اتهم بصياغة الأحداث على هواه فوصف ما كتب بـ23 حمروش.

وجاء الشرقاوى بيوسف صبرى ليتولى منصب نائب رئيس التحرير وهو ضابط شرطة سابق تمرد على الأوامر وانضم إلى كتائب المقاومة ضد القوات البريطانية فى الإسماعيلية.

وعين فهمى حسين مديرا للتحرير وهو يمت بصلة قرابة لـ أحمد أبو الفتح مالك صحيفة المصرى ورئيس تحريرها وينسب إليه أنه سرب للضباط الأحرار عن طريق شقيق زوجته ثروت عكاشة خبر انكشاف تنظيمهم فقدموا موعد تحركهم لكن سرعان ما دب الخلاف بين أبو الفتح وعبد الناصر بعد أزمة الديمقراطية فى مارس 1954 فخرج أبوالفتح من مصر ليعيش فى سويسرا مطاردا باتهامات الخيانة والعمالة وتجارة السلاح ولم يعد إلى بلاده إلا بعد رحيل عبدالناصر ليصفى حسابه معه بكتاب مضاد له.

واختير لويس جريس مديرا عاما للمؤسسة وعضوا منتدبا لمجلس إدارتها وكان عائدا من بعثة فى الولايات المتحدة وقوبل تعيينه باستياء من فصائل اليسار واعتبر اختياره لذلك المنصب الخطوة الأولى لإعلان روزاليوسف مؤسسة خالية من الشيوعية.

وكالعادة كانت الاتهامات جاهزة ليس للشرقاوى وحده وإنما لكل من تعاون معه.

كانت روزاليوسف مثل مؤسسات صحفية أخرى ساحة تشهير شرسة ومجالا خصبا للشائعات وميدانا للحروب النفسية وراح كل من فيها يصفى حساباته السياسية مع غيره واحتدمت صراعات الديناصورات الهائجة والأفيال المتوترة وكنا نحن الصغار العشب الأخضر الذى تدوسه دون انتباه أو اهتمام أو ندم.

كانت تهمة العمالة للأمن تهمة جاهزة يلقيها كل من تختلف معه أو لا تقبل بموقفه.. مرة نحن مخبرون للمباحث العامة.. ومرة أخرى نحن ضباط متخفون فى المخابرات العامة.. ولن يصدقنى أحد لو قلت إننى فى تلك الفترة لم أكن أعرف الفرق بين الجهازين.. بل ولم أهتم بذلك فكل ما كان علينا نحن المحررين الصغار تغطيته كان بعيدا عن السياسة.. وكنت أنا ومنى سراج نحرر باب أخبار الشباب والجامعات تحت عنوان جيل بكرة.

كنت قد تخرجت فى الجامعة بتقدير مرتفع جعل الدكتور رفعت المحجوب عميد الكلية (رئيس مجلس الشعب فيما بعد) يبلغنى النتيجة تليفونيا قبل إعلانها طالبا منى أن أحلق شعرى المنكوش على طريقة الهيبز والقى بملابس المتمردة على طريقة جيفارا فى النار وأرتدى ثيابا تقليدية لكى ألحق بوظيفة معيد القريبة منى فى كليتى أو فى غيرها لكن فيروس الصحافة كان قد تمكن منى فقلت له مازحا: لو أنا معيد سأجرى وراءك أما لو أصبحت صحفيا فستجرى أنت ورائى وتقبل المربى والسياسى الجليل ما قلت بصدر رحب.

وفى الوقت نفسه تلقيت خطابا بعلم الوصول من رئاسة الجمهورية يرسل عادة لكل أوائل الدفعات فى كل التخصصات فى يوليو ونوفمبر من كل عام لاختيار بعضهم للعمل فى المخابرات العامة لكن مكان المقابلة كان فى مبنى بعيدا عنها يقع بالقرب من روكسى (مصر الجديدة) حسب العنوان المكتوب فى الخطاب.

رحت أتحرى الأمر مستعينا بخريجين سابقين عملوا هناك فعرفت أنها فرصة مالية مغرية (ضعف المرتب فى وظيفة حكومية أخرى) وسيارة فولكس (بيتلز) لكننى لم أذهب إلى المقابلة التى دعيت إليها مرتين فقد كنت لأشعر بأن طبيعتى الجانحة نحو التصرف حسب المزاج لا تتناسب اليقظة التى يحتاجها العمل فى المخابرات حتى لو كنت سأعمل باحثا فى مكاتب المعلومات الخلفية بعيدا عن ميادين العمليات الخطرة كما أننى كنت فى ذلك الوقت أحب فتاة أجنبية وعرفت أن ذلك ليس مقبولا لمن يدخل ذلك الجهاز السيادى الحساس.

لكن هذا لا يعنى أننى كنت أعرف الفرق بين المخابرات والمباحث العامة فقد تصورتهما كيانا سريا واحدا ودعم ذلك خلط دائما بين الجهازين فى الكتب السياسية الأجنبية.

ولم أتعرف على الفرق بينهما إلا عندما قفزت على السطح أزمة فيلم الكرنك المأخوذ عن رواية كتبها نجيب محفوظ حين طلب المدير الأسبق للمخابرات صلاح نصر بدعوى مباشرة من محاميه الدكتور على الرجال إيقاف الفيلم بحجة أنه يسىء إليه شخصيا وحضرت الجلسة التى شاهدت فيها هيئة المحكمة الفيلم فى قاعة عرض صغيرة أعلى سينما ميامى (وسط القاهرة) ورأيت لأول مرة صلاح نصر الأسطورة التى صنعت مجد المخابرات المصرية وإن شوهت باتهامات جنائية وانحرافات شخصية نسبت إليه جعلت منه كبش فداء لهزيمة يونيو رغم أنه أول من أبلغ عبدالناصر بموعد الهجوم الإسرائيلى.

والحقيقة أن سيناريو الفيلم الذى كتبه ممدوح الليثى ومثله نور الشريف وسعاد حسنى ومحمد صبحى وشويكار وفايز حلاوة وتحية كاريوكا وفريد شوقى لم يتسم بالدقة ونسب ما كان يحدث فى السجن الحربى إلى جهاز المخابرات ولم يكن أحد فى ذلك الوقت الذى فتحت فيه النيران على عبدالناصر بمباركة السادات مستعدا للفحص والتصحيح والمراجعة.

وفيما بعد سمعت الكثير من صلاح نصر عندما التقيت به فى بيته للحوار معه بطلب من على جمال الدين وهو صحفى مصرى هاجر إلى بيروت وأسس هناك وكالة صحفية عرفت باسم أورينت برس ونشر الحوار فى دول عربية مختلفة إلا مصر.

وما ضاعف من حملات التشهير المتبادلة فى روزاليوسف أن غالبية الرفاق الكبار كفوا عن النضال بعد أن حلوا تنظيماتهم السرية وخرجوا من تحت الأرض ليسلموا إرادتهم إلى عبدالناصر لكنهم أدركوا أن خليفته لن يقبل بهم فراحوا يقاتلون معركتهم الأخيرة ضد السادات بضرب كل من يقبل بالعمل فى وجوده.

وربما عبر عن ذلك أحمد فؤاد نجم مبكرا فى قصيدته جيفارا مات التى هاجم فيها مناضلى البارات والمومسات ليسألهم فى سخرية: ما رأيكم دام عزكم يا انتيكات يا غرقانين فى المأكولات والملبوسات يا دفيانين ومولعين الدفايات يا محفلطين يا ملمعين يا جيمسات يا بتوع نضال آخر زمن فى العوامات.

لم يكن قد بقى من غالبيتهم سوى شعور كاذب بالزهو يختلط بشعور حاد بالقهر فى حالة مزمنة من الوسواس القهرى جعلتهم يشعرون بأن الدنيا كلها تراقبهم وتتربص بهم وتحصى عليهم أنفاسهم فى حالة من الأحاسيس المريضة بالأهمية تعوضهم خيبتهم السياسية.

دخلت روزاليوسف فتاة خمرية بريئة بها جاذبية يخفيها الحياء لكنها لم تستطع أن تحافظ على نفسها أكثر من شهر واحد بعد أن وقعت فريسة كاتب شيوعى كئيب ومغرور موهبته فى الثرثرة أكبر من جاذبيته فى الكتابة وحديثه المنتفخ عن الذات لا يقدم دليلا واحدا منشورا على صدقه وحكاياته عن العمليات الفدائية التى شارك فيها مع المقاومة الفلسطينية تشبه الخرافات بجانب مواقف بطولية لم تحدث ادعى فيها مواجهة بينه وبين عبدالناصر ومع السيجار الكوبى والثياب المشتراة بأموال ياسر عرفات من بيروت وقعت الفتاة فى هواه.

ولا شك أن الصورة التى يرسمها الكتاب لأنفسهم تغرى النساء بالانجذاب إليهم ولابد بالقطع من دفع ضريبة إنسانية من أجسادهن حتى يكتشفن الحقيقة وربما كان صناع الكلام أكثر نجاحا مع النساء فالطريق إلى قلب المرأة يبدأ بأذنها.

بعد شهر واحد أصبحت الفتاة البريئة عشيقته وبعد سنة أصبحت زوجته وبعد خمس سنوات أصبحت مطلقته وبعد خمس سنوات وخمسة أيام أصبحت طريدة فى الشارع تبحث عن مأوى لها ولبن لطفلها فقد أغلق المناضل المحترف الشقة وهرب إلى بيروت ليواصل نضاله على مقاهى الحمرا ومطاعم الروشة ولم تجد المرأة الوحيدة سوى طريق وحيد مشت فيه.

فقدت خجلها وحياءها وارتفع صوتها وأصبحت نموذجا صحفيا مشوها ولم تكن لتتردد فى أن تحكى ما كان يفعله زوجها السابق معها فى غرفة النوم بما يسىء إليه.

وكان هناك مناضل آخر اشتهر بتسهيل الصفقات المشبوهة لرجال أعمال فاسدين استغلوا الانفتاح الاقتصادى فى تحقيق ثروات حرام نال أموالا منها المناضل الشيوعى السابق وعوض بها سنوات الفقر والحرمان والكفاح وركب سيارة فارهة وسكن فى الزمالك وتزوج فتاة فى عمر أولاده.

وكان طبيعيا أن يستغل موسى صبرى تلك الثغرات التى فتحها الشيوعيون بأنفسهم ليهاجمهم بضراوة فهو على خلافه السياسى معهم لم يعش مترفا مثلهم. واشتهر عن مناضل ثالث البخل الشديد وسعى للحصول على ما يريد دون مقابل بما فى ذلك الجنس غير الشرعى فقد كان يتقرب للصحفيات الشابات ببراعة وخبرة ليغسل عقولهن بكلام عن الحرية السياسية التى تبدأ بالحرية الجنسية وما أن ينال ما يريد حتى يهملها ويتركها حائرة فى صالة التحرير وغالبا ما كانت تخرج من حيرتها بعلاقة أخرى أو تترك الصحافة إلى مهنة أخرى.

وكان من السهل الحصول على جارسونيرة يتشارك فيها أكثر من شخص كما كانت مفاتيحها تتداول بين أصدقائهم وهو ما أوحى للكاتب المبدع صبرى موسى بقصة نشرها تحت عنوان مفاتيح لبيوت لا نملكها.

وحدث أن كان كاتبا وروائيا شهيرا فى جرسونيراته عندما مرت زوجته على بواب العمارة طالبة منه أن يخبر زوجها بأنها تنتظره أمام الباب وعندما أنكر البواب معرفته به صرخت فى وجهه قائلة: اطلع قل له الرئيس عبدالناصر مات.

يومها اكتشف الرجل أن زوجته كانت تعرف كل شىء عن غرامياته لكنها لم تشأ أن تحرمه من تجارب شخصية تتحول فى النهاية إلى روايات وأفلام سينمائية كما أنها كانت تدرك بخبرة المرأة الذكية أن الكتاب لهم طبيعة خاصة غير مستقرة يحتاجون معها إلى معاملة الأطفال وإلا كسروا كل ما حولهم أو أحرقوه.

إن هناك وقائع لا حصر لها من تلك العينة لكن لا تفسير لها سوى أن أعدادا هائلة من المناضلين القدامى لم يعد أمامهم سوى المرأة والخمر والنميمة يعوضون بها ما فاتهم وهم فى المعتقلات خاصة أنهم دفعوا سنوات من عمرهم ثمنا باهظا دون أن يجنوا شيئا أو يغيروا شيئا.

لم يكن أمامهم سوى إثبات أنهم كانوا الأفضل ولو دمروا أجيالا لا ذنب لها كان من الممكن أن تكون امتدادا لهم ولو كان السادات طعنهم مرة فقد طعنوا أنفسهم ألف مرة.

وكان يكدرهم منا أن جيلنا خرج عن طوع عبدالناصر وتظاهر ضده بينما هم استسلموا وسلموا أسلحتهم إليه فكان أن وصفوا جيلنا بجيل المخبرين والمجرمين والضائعين والمنبوذين وأنكروا علينا أن نكون جيل الرافضين المتمردين الحالمين.

لقد وصفوا جيلنا بما فعلوه بأنفسهم.